العدد #9 صندوق سلام عم جمال

6 أكتوبر 2025 بواسطة مها محمد #العدد 9 عرض في المتصفح
أسلام هو يا عم جمال؟!

استيقظ عمر في هذا اليوم المشرق وقد غزت أشعة الشمس غرفته، عبر شرفته المغلقة، فوقف ليستقبل يومه الجديد بنشاطه المعتاد، فإذا بعينيه تقع على نتيجته المعلقة على الحائط تعلن بداية يوم 21 من سبتمبر، فخبط على مقدمة رأسه محدثاً نفسه:" كيف نسيت!، إنني لم أحضر صناديق الهدايا، كيف سأذهب لمازن ومحمد وسعيد؟!، لابد أن أنزل سريعا لعم جمال لأحضرهم الآن.وبالفعل ذهب لباب شقته مسرعا لينزل إلى عم جمال الذي يمتلك محل للهدايا أسفل العمارة الممتلئ عن آخره بالهدايا النادرة والجميلة.ووقف عمر على باب المحل ليلقي تحية الصباح على عم جمال وعيناه تبحثان عن الصندوق الأبيض وسط الصناديق الكثيرة داخل وخارج المحل، ليدور بينهما الحديث التالي:"عمر":" صباح الخير عمي جمال"."عم جمال":"صباح الخير يا عمر". قالها وهو ينسق بعض الورود."عمر":"أريد منك ثلاثة من صناديق السلام.وأكمل قائلاً:"لكن، مالي لا أرى فيما أرى أي منهم، ألم تأتي بهم بعد؟!فرد عليه"عم جمال" متسائلاً:" أي صندوق هذا يا بني؟".فرد"عمر":"صندوق السلام يا عم جمال"."عم جمال" بصوت بدا مرتفع بعض الشيء:"أي صندوق هذا يا عمر؟""عمر":"الصندوق الذي ....."فقاطعه"عم جمال" قائلا:"يا بني، لدي جميع أنواع الصناديق، الأسود والأحمر والمزخرف وأستطيع عمل هدية رائعة، فقط اختر نوع الورد أو الهدية التي تريدها وسأقوم بتزيين الصندوق ليكن أروع ما يكون".فتنهد"عمر"قائلا:"يا عم جمال، يا عم جمال صندوق السلام، ذلك الصندوق الأبيض".فنظر له عم جمال في حيرة:"أي أبيض يا بني؟!"."عمر":"الأبيض من الخارج والداخل ومربوط بشريط ستان أبيض وبداخله العديد من الحمامات البيضاء وشجر الزيتون، الذي نتهادى به فيما بيننا وبين أصدقائنا في هذا اليوم".فباغته"عم جمال":"اه، نعم نعم، الآن تذكرت، أمازلت تذكره يا عمر!، إنه لم يعد يأتي يا بني".ومال برأسه مكملاً:"مضى وقت طويل ولم يأتي لنا منه؛ فقد كان يأتي من فلسطين أرض الزيتون لكن منذ أن قُتلت الحمامات وشجر الزيتون، لم يعد يأتي، هيييييه، كانت أيام رائعة يا بني؛ لم يكن يمضي اليوم إلا وقد بيعت كل الصناديق، ويأتي المزيد من الزبائن للسؤال عنه فأخبرهم بأنها قد بيعت جميعاً، انتظروا الدفعة القادمة".وتنهد قائلاً:"لقد تغير الحال يا بني، تغير كثيراً، وللأسف للأسوء والأسوء كل يوم".والتفت عم جمال للصناديق من حوله:"لم يعد لدينا غير الأحمر والأسود تستطيع الإختيار فيما بينهما". فباغته"عمر" بإنفعال قائلاً:" لا يا عم جمال لن يكون هذا حالنا لن نستسلم أبدا، الأسود سيد الألوان والأحمر عروسها، ربما ليس هكذا الأن، لكننا لن نتنازل عن كونهما هكذا فقط، سيد وعروس".فتبدل حال"عم جمال" لمبتسم إبتسامة أمل وقال:" وهذا ما نأمله فيكم يا بني، بل هذا ما ننتظره منكم يا شباب الأمة، العالم أجمع ينتظر صوت أجمل ضحكات الأطفال وأصل زيت الزيتون".

مشاركة
نشرة مها محمد البريدية

نشرة مها محمد البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة مها محمد البريدية