العدد السابع: دكتور لكل مواطن

7 مايو 2025 بواسطة مها محمد #العدد 7 عرض في المتصفح
طب للصيصانإذا بورقة ملقاه على أرضية المبنى بجانب الشجرة التي يقف عليها"صور"ومعها ورقة أخرى بها صورة مخبوزات، وبعض الأوراق المقطعة المبعثرة هنا وهناك.فنظر إليها"صور"بطرف عينه، ثم قرر أن يلتقطها بمنقاره ليعود إلى الغصن ويقرأها.ليجد مكتوب عليها:"الطب الوظيفي، الطب الوقائي، الطب البديل، الطب الحديث، العلاج بالأعشاب، التغذية العلاجية، الأمن الغذائي...."فإذا به يتركها لتترنح في الهواء وهو يقول مستنكرا:"ما هذا!، أريد فقط طب للصيصان"

 ***قال ﷺ لعمر بن أبي سلمة لما كان صبيًّا تطيش يده في الصَّحفة قال: يا غلام، سمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك.

***قَالَ ﷺ: «لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلاَ يَشـربَنَّ بِهَا، فإِنَّ الشـيطَانَ يَأْكُلُ بِشِمالِهِ وَيَشـربُ بِهَا». 

***من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «وَلْيَسْلُتْ أَحَدُكُمُ الصَّحْفَةَ» 

 ***حديث جابر بْنِ عبد اللّه رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «غَطُّوا الإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، فَإنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لاَ يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ، إِلاَّ نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذلِكَ الْوَبَاءِ.

***قال ابن القيم ؒ: «وللتسمية في أول الطعام والشـراب، وحمد الله في آخره، تأثيرٌ عجيب في نفعه واستمرائه، ودفع مضـرته، قال الإمام أحمد: إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل: إذا ذُكر اسم الله في أوله، وحُمد الله في آخره، وكثرت عليه الأيدي، وكان من حِل»

**الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، والوقاية خير من العلاج، ولجسدك عليك حق، فهو أمانة، والصحة رزق، وغيرها من جمل تلخص ما يجب على الإنسان القيام به تجاه نفسه وتجاه ما يجب عليه فعله فيما يخص صحته والحفاظ عليها أو لمن هو مسؤول عنهم.

** ومع الأخذ بالأسباب والأمر بطلب العلم ولو في الصين؛ فلا آخر للعلم، اكتمل علينا الواجب بمعرفة أدق تفاصيل التغذية ومقتضيات الصحة وكيفية الحفاظ عليها.

** كما تتضمن الأفكار في طياتها القواعد الأساسية التي تكمن في البسملة واستخدام اليد اليمنى والشرب على ثلاث مرات، وإتباع الاتيكيت النبوي في عدم الأكل بنهم بل وفي شكل أنيق ومنظم من أمامك فقط.

** وبالتأكيد يتطلب ذلك ويشمل تعليم الأطفال تلك العادات والقواعد من الصغر ومداومة الحفاظ عليها لتكون جزء أساسي من منهج حياته؛ فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر.

** لكن تدخل الإنسان بما يمليه عليه عقله دون قواعد أساسية تجعل من كل فكرة محاولات لتنفيذها دون التقيد بحلال أو حرام، ينفع أو لا ينفع، مفيد أو مضر، مشكلة يصعب فيما بعد التعامل معها.

** وضمير الإنسان إنما هو مؤشر، له درجات مختلفة، تختلف بإختلاف درجة تحكم الإنسان فيها، فهناك موقف يقف فيه مؤشر الضمير عند أعلى درجاته وهناك حالات أخرى يتوارى فيها الضمير بشكل أو بآخر، وهناك مواقف يختفي فيها الضمير بشكل مخيف.

**لكن مع مبدأ الإجتهاد يحاول كلا منا في منطقته سواء متخصص أو حتى فرد عادي لنفسه أو لمن يعول، أن يجتهد في معرفة أحدث ما توصلت إليه التجارب والأبحاث من فائدة أو ضرر لما هو موجود أو حتى لما هو قادم. 

**وهنا وللأسف ننعي إفتقار وطننا العربي والإسلامي من تلك المراكز البحثية التي من المفترض، طُلب منا نحن المسلمين، العمل عليها.

**فمراكزنا البحثية نسمع منها ما ندر، بالرغم من أن مجالها واسع بالتأكيد، لكن هناك فترة كان فيها العمل متوقف على كيفية تنفيذ خطط إهدار الصحة والإقتصاد، فنتمنى عودة تلك المراكز البحثية لعملها الجاد، فلم ولن نفقد الأمل في وصولنا لتلك المرحلة التي نعود فيها لتصدير العلم يوما ما وليس فقط إستخدامه من غيرنا مع ما يتفق معنا نحن ومعتقداتنا واقتصادنا.

**ومن هنا ولتلك اللحظة نتمنى من المتخصصين والقائمين على هذا المجال بشكل أو بآخر الحفاظ دائما على الرؤية الواضحة لكيفية ربط نتائج التجارب بعضها مع بعض للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.

**بالتأكيد البنية الجسمانية لكل منا مختلفة، وذلك يقتضي وجود اختلاف فيما يناسب كلا منا، ومع اختلاف الظروف والبيئة وما يتعرض له كل فرد على حدة أو كمجموعة، لكن الثقة بالتأكيد تُبنى بمقدار ما يقدم من معلومات صحيحة، آخذين في الاعتبار مدى إمكانية تحري الدقة وباستمرار، فيما يقدم للمتلقي.

** ومع وجود المرونة وتقبلها من طرفي المعادلة، المقدم والمتلقي، سواء أكان ذلك بالاعتراف بما قد يتضح خطأه أو تقبل ذلك من جانب المتلقي. 

**تطبيق المعادلة:
نظريا تطبيق ذلك سهل قوله، لكن عمليا تجد الطبيعة البشرية تذهب دائما إلى ما ترغب إليه، فيجب علينا مجاهدتها، ولمقدم نتائج الأبحاث ما اعتاد عليه من ثقة؛ يخاف زعزعتها بالرغم من تعمق جذور الثقة بالتأكيد، وبالتأكيد وجود القدر الكافي من المرونة. لكن ما يصعب معالجته أو مجاهدته أو الوقوف على صحته دائما، هو الوجود المستمر للضمير الإنساني؛ فالمكسب المادي واستخدام مبدأ التجارة واشتهاء الربح، هو ما يقلق ويجعل النزاعات الفردية والجماعية محل شك وجب التفكير بمقتضياتها والحذر منها. 

**لا يوجد مسلمات:

وقف"صو"يرشف نسمات الهواء النقي ليوم زاد فيه الربيع جمالا، ليأتي وراءه"سي"ليقف معه على غصن الشجرة ليتأملا جمال الطبيعة ونسماتها.

ثم طار"سي"في الهواء بحركات رشيقة وقال:"لم أخبرك بما حدث بالأمس".

 فرد عليه "صو":"ماذا حدث؟".

فظل"سي"يرفرف في الهواء وهو يقول:" أتيت بشوكولاتة غامقة لصغاري حتى أحاول تغيير عاداتهم لأشياء صحية".

فتبسم"صو" إبتسامة المتوقع لما سيسمعه وقال:"وماذا حدث؟".

"سي":"قالوا ما هذا يا أبي؟! طعمها بشع، أمتاكد بأنها حقا شوكولاه؟!" قالها وهو يقلد صوت أبنائه الصغار،وأكمل:" لا أعرف حقا ماذا أفعل مع هؤلاء الأبناء، تعودنا من صغرنا أن تقدم لنا أمي الصيص الصغير مع الشوربة، خاصة عند الشعور بنزلة البرد، وهؤلاء يقولون لا نأكل إلا البرجر والمقرمش."

"صو":"الترند يا صديقي، لا نجد مثل هذه الضجة من مطاعم تقدم أكل صحي لكن مع الترند يصبح الفرع فروع لجميع أنحاء العالم."

"سي":"لكنني لن آمل من المحاولة لإبعادهم عن هذا الطريق."

"صو":"لكن ليس بفيديوهاتك تلك التي تسمعها".

"سي":"ولما لا؟!"سأله متعجبا.

فرد"صو":"لأنهم يتبعون الترند المعاكس فقط".

"سي":"نزعة! أصحتك والحفاظ عليها نزعة!؟."

فرد"صو":"بالطبع لا، لكن الطريقة التي يتبعها البعض ربما كانت مجرد نزعة مؤقتة ستعلو حتى تنحدر بعدها وتنتهي."

"سي":"لا أفهمك يا"صو" الصحة والحفاظ عليها هو مبدأ قديم متجدد في كل وقت."

"صو":"وطريقة تجددها هو موضوع الترند".

"سي":"كيف ذلك ماذا تقصد؟!"

"صو":"عندما يحاول شخص السيطرة عليك ماذا سيفعل؟".

" سي":"ماذا؟!" سأله متعجبا.

"صو":"سيحاول الدخول إليك من أكثر نقطة تحتاجها أو تكون أكثر ما يمكن لك أن تثق فيه منها أو أشد احتياجا إليها"."

سي":"المؤامرة، نظرية المؤامرة، نظرية المؤامرة "ياصو"أليس كذلك؟"قالها "سي"بإنفعال وأكمل:"يا صديقي ليس بكل شيء في هذا العالم مؤامرة، تحاك خصيصا لنا، دائما ما تذهب بفكرك لبعيد".

"صو":"ليس لنا خصيصا، إنها السيطرة على العالم، كيفية فرد السيطرة عليه، عولمة بشكل جديد."قالها "صو" باستخفاف وأكمل:"أليس هذا بإتجاه عالمي؟!"

"سي":"نعم يا "صو" سمعت ذلك من أكثر من منطقة حول العالم، وبنفس التحذيرات فربما يكون كلامك صحيح لكن فيما بعد، عندما يسيطر أصحاب الشركات على هذا الإتجاه الجديد، لكن ليس في هذه الفترة؛ فإنها فترة اجتهادات فردية للوصول إلى حل لإيقاف استغلال أصحاب الشركات، الذي زاد استغلالهم للناس بإنتاج منتجات لا تمت للصحة بصلة، ولا يهتمون إلا بالمكسب فقط."

"صو":"من تسمع إليهم يحذرون من ذلك."فاستدار "سي"إليه في استغراب متسائلا:"أين هذا؟!"

 "صو":"أشهر من تستمع إليه من رواد هذا الفكر دكتور كريم علي الذي يشعرني بأنه كاظم الساهر الطبي، يقول لا يوجد مسلمات استعمل عقلك وشكك في كل شيء." القصة

 فضحك"سي"وقال:"أولا: إسمه حكيم كريم علي، ثانياً: أشغل عقلي يا"صو"لا أُأَلف قصصا."

"صو":"ومن قال بأنها قصص! من أين تأتي تلك النتائج وأين تتم هذه الأبحاث؟".

"سي":"ممن قاموا بالتجارب". 

"صو":"ومن قام بالتجارب؟".

"سي":"أصحاب المراكز البحثية."

"صو":"ولماذا لا يوجد لدينا مراكز بحثية أكثر تطورا مما هو متاح لدينا؟"

"سي":"للحصول على أفضل وأدق النتائج نحتاج لإمكانيات بحثية أكثر تطورا مما هو متاح لدينا وهذا يحتاج إمكانيات،لكن ما دخل ذلك أصلا بالنتائج! فالنتائج تأتي للجميع".

"صو":"وماذا عن عدم دقة الأبحاث العلمية تلك بالشكل المطلوب للوصول إلى نتائج تستحق التطبيق؟"

"سي":"الأخذ بالأسباب، نحاول الإكتشاف وتطبيق ما توصلنا إلى صحته"

"صو":"ليتضح بعد ذلك خطأ ما كان صحيح"

"سي":"لا يكون ذلك إلا بإدخال أنواع معينة بالتجارب من تهجين أو تعديل وراثي أو تغيير أنواع بأخرى رديئة، ومع تزايد الخطر يكتشف الضرر ويتم التنويه بالابتعاد عنه"

"صو":"هذا دليل على عدم مصداقية الأبحاث حتى مع التجديد فيها، ودليل على صدق اعتقادي".

"سي":"لكنها لا تحدث بهذه البساطة إنها علم يُدرس ويدرّس، وعلوم متنوعة تأخذ من بعضها البعض.....".

فقاطعه"صو":" ليخرج لنا بين الحين والآخر النزعة الجديدة".

"سي":"لا تعطيني فكرة بأنك متحجر العقل يا"صو" تطور الزمن يتطلب تغيير ما هو قديم اكتُشف خطأه، وتقبل ما هو جديد ليحل محله"."صو":"وما أدراك بأحقية الجديد لإحلاله محل القديم؟! فقط لمحاولة الوصول أو بالأحرى، الظهور بمظهر المتطور صاحب الفكر الراقي".

"سي":"لا تنكر أنك ستشعر بعدم ارتياح نفسي عندما تسمع معلومة ربما تحتمل الصدق ولا تطبقها". 

فتردد"صو"قليلاً ثم قال:"ربما".

** مافيا الأدوية:

"سي":"وماذا عن سيطرة مافيا الأدوية علينا فيما قبل، ومع ذلك نستخدمها حتى الآن، فاجعلني أقول لك ما الذي يدريك بأن الأدوية سليمة!، وبغض النظر عن مدى تأثير المادة الفعالة والغش الذي حدث للأدوية في الفتره الأخيرة".

 "صو":"هناك أناس لا خلاف عليهم مثل دكتور حسام موافي صاحب عقلية علمية واضحة، وقد قال عن الدواء بأنه يخضع لتجارب سنوات طويلة حتى يتم استخدامه بشكل رسمي، وهناك طرق فعالة ومجربة مثل سم النحل ومشتقاته وما هو طبيعي ومتاح في الطبيعة ومع استخدام الدواء أيضاً".

"سي":"وهذا لا ينافي الوقاية بالحفاظ على ما هو طبيعي غير مصنع ومنزوع منه الفائدة الغذائية، بمعنى محاولة تجنب إحتمال الوقوع في خطر المرض وإن حدث فمحاولة علاج سبب المرض وليس العرض فقط".

"صو":"عقلانيا كلام جميل أي منطقيا، لكن عمليا كيف لي من معرفة الفيتامينات والمعادن التي أحتاج إليها في كل يوم أو كل ساعة".

 "سي":"تمام، فلتبقى كما أنت، تنفع شركات الأدوية وما هو آت أروع".

"صو":"ولتتمم أنت الصفقات مع شركات القمح الخالي من الجلوتين وملح الهيمالايا".

 "سي":"قلل أنت فقط من مشروباتك الغازية".

"صو":"اخترعت لها وصفة جديدة رااااائعة".

"سي":"أى وصفة تلك؟".

"صو":"أضيف إليها مشروب الكركديه الخالي تماماً من السكر، جرب ذلك ستكون أكثر من رائعة، خاصةً مع طعم التفاح الأخضر".

فنظر إليه"سي" في حيرة ثم عاود النظر أمامه ولم ينطق بحرف.


**الخير للجميع:


ذهب الإثنان لتناول وجبة الغداء المكونة من البلكم المحمص ليكملا حديثهما:

"صو":"أتعلم يا"سي"، أن الشعير يعتبر من المحاصيل الحضارية، أو ضمن المحاصيل التي أدرجت كمسببة للحضارة، أين هو الآن؟".

"سي":"ابحث عن عشبته لها فوائد رائعة".

"صو":"وماذا عن الشوفان وأضراره! والتي أكثر من الدقيق الأبيض! لكنه وفي بداية هذا الفكر قالوا عنه بديل القمح".

"سي":"للأسف فعلا سمعت ذلك من دكتور بيرج". 

"صو":"أي أن هناك دائمًا الرأي والرأي الآخر النتيجة والنتيجة المضادة".

"سي":"دكتور كريم علي أعلن فوزه".

"صو":"أعلنه لأنه وجد القيمة المضافة، وقد قال أكثر من مرة إن لم تكن تعاني من أعراض مرضية فلا تهتم بما ليس لك".

"سي":"أي قيمة مضافة تقصد؟!

"صو":"التغذية العكسية ممن اتبعوا نصائحه وتحسّنوا عليها".

"سي":"هذا حري بأن يعزز هذا الإتجاه، على الرغم من أنه مجرد تفسير من وجة نظرك أنت".

"صو":"ربما، خاصةً أنه مرن، يعدل من معتقداته فيما يتأكد من خطأه؛ فالرسالة للجميع، ليست للموافق فقط لهذا الإتجاه، كما يُعتبر الاستناد على قواعد أساسية لا خلاف فيها كقصص الأنبياء شيء رائع".

"سي":"كلام سليم".

"صو":"لكن مازال هناك في المستشفيات، خاصةً الحكومية منها الكثير ممن يعاني".

"سي":"وماذا نفعل تجاه ذلك؟".

"صو":"إن كنا على قدر كبير من الثقة بهذا الاتجاه، فلندعوا الجميع للعمل بما هو يستطيع تطبيقه في مكانه، خاصةً المتخصصين".


عائلة"سي":


"سي":"بالتأكيد كلامك صحيح، لكن ما زال هناك من لا يقبل إلا بالشفاء العاجل حتى وإن كان هذا الدواء سيضره أكثر مما يفيده على المدى البعيد" وعاد ليكمل غذاءه.

فباغته"صو" بسؤاله:"أتعرف ما الفيتامينات والمعادن التي تتناولها الأن؟"

"سي":"بالطبع بروتين وكربوهيدرات وفيتامينات".

"صو":"وهل تكفي تلك الفيتامينات تغذية جسدك؟".

"سي":"أتشك في قدرات عائلتي يا سُلم الموسيقى؟".

فقهقه"صو"ورد عليه:"بالطبع لا أقصد ذلك فأنتم طبيعيون تماما غير مصنعين، لكن أتحدث عن النسبة التي يجب عليّ أخذها لأكون قد حصلت على حصتي المثالية".

"سي":"الآن فهمت، احسب سعراتك الحرارية، وأكمل مبتسماً: أو امسك ميزان حساس".

"صو":"أو نعين دكتور لكل مواطن يجلس مراقب لحالته: الأن جسدك يحتاج فيتامين سي ومزاجك أيضاً، والأن فيتامين د مع معلقة كركم ورشة فلفل أسود، أما غداً فلا تكثر من الحمضيات، اكتفي بالفلفل الأخضر حتى لا تصاب المعدة من كثرة فيتامين سي".

فضحك"سي"وقال:"لا تكف عن المزاح، وذكر عائلتي فردا فردا".

"صو":"بل أنتم من تجلسون معنا ليل نهار".

فرد"سي":"لا تستطيعون الغناء بهذا الصوت الأوبرالي وتلك الحنجرة الذهبية من دوننا بالتأكيد". وأخذ يغني بصوت أوبرالي:"صـــــو صـــــو".

فأشار له"صو"بيده قائلاً:"نعم نعم، أعلم ذلك، لكن ياترى الينسون يحتوي على فيتامين سي!؟.

وشهد شاهد من أهلها: 


عاد الإثنان إلى الغصن لاستنشاق الهواء المنعش من جديد، فلاحظ"سي"ورقة مقطوعة على الأرض وعليها صورة مخبوزات، فنزل من فوق الغصن وجاء بها في منقاره ليقرأها بصوت مسموع: 

فباغته "صو":"ألم أقل لك ذلك، إنه الترند يا صديقي، الترند، فترة الحصول على ما يمكن جمعه من الغنيمة، ليأتي بعدها التيار الجديد أو الترند الجديد، ولا صحة ولا يحزنون".

"سي":"وماذا عن القيمة المضافة؟! ألست أنت من ذكر ذلك منذ قليل!".

"صو":"هناك قطعة ورق أخرى هناك، التقطها وأقرأ ما فيها، بالتأكيد ستجد فيها الإجابة".

وبالفعل نزل"سي"وجاء بقطعة الورق ليتفاجأ بما فيها وهو يقرأ:

"صو":"ألم أقل لك إنها تجارة بشكل جديد، من دخلها بنية المكسب جمع وغنم، ومن دخلها بنية الإصلاح وتوصيل رسالة غنم ما أراد وأكمل لوجهته بأقل الخسائر، نحن شعب طيب يا"سي"ولولا ستر الله علينا لخسرنا كثيراً".

قال"سي":"ماذا نفعل إذا؟، لماذا تحبطني دائما يا"صو"؟!.

"صو":"إنني فقط أحاول التفكير فيما أمامي يا صديقي".

"سي":"لكن تفكيرك هذا يلغي ما حول الموضوع من هالة الإعجاب".

"صو":"بالضبط، هالة الفساد لنحصل على الزُبد فقط والقيمة الحقيقية من الموضوع".

"سي":"لكن لا تنسى أننا إن لم نصل لهذا الفكر، سنتخلف كثيراً؛ فالأخذ بالعلم مبدأ".

"صو":"لا أختلف معك، لكن لا تقلد فقط ولا تنسى مفتاح البركة، الذي نمتلكه دونا عن غيرنا، البسملة".

"سي":"نعم نعم، وحمدا لله على ذلك".

"صو":"كما أن الرياضة من صميم علمنا بل ومن أفضلها كما قيل، السباحة والرماية وركوب الخيل".

"سي":"إذن؟".

"صو":"إذا، نحاول التأكد من صحة معلوماتنا أولا، فما يدريك من أن الحليب البقري المعلب فقط هو الخطأ؟، وهل كل أنواع القمح سواء المستورد أو حتى المنتج محلياً ضار؟!، ونحاول توصيل تلك المعلومات للكثير ممن يعانوا، فنوظف المعلومة بأكثر من طريقة؛ لإقناع كافة المستويات الثقافية والعلمية، أي محاورة العقول ليس فقط تنوع الطريقة،ثم إن هناك نقطة جوهرية لم تذكر، كيف يكون ذكر الخص مهمشا هكذا؟! لابد لنا من ذكره قبل النوم وبعد الأكل وقبل الجيم وأثناء الجيم والأن وغدا".

فاستدار له"سي"متعجبا.

فأكمل"صو":"لأنه خضاري المفضل".

**التحدي وطب الصغار: 


"صو":"كما أنني أعاني من ألم في ضرسي يؤلمني منذ يومين".

"سي":"كان هذا استرس، فلقد كنت قلق على الصغير عندما تأخر بالخارج ولم يأتي من المدرسة في موعده".

فاستدار إليه"صو":"يرمقه بنظرة خاطفة معاودا النظر أمامه، متمتما بصوت مسموع:"تلميذ نجيب يذاكر جيدا" وأكمل:"وماذا عن تسوس أسنان الصغار.

"سي":"بالتأكيد من أكل حلوى الجلي والسكاكر والمارشيملو".

"صو":"إذا يجب أن نخطو خطوة ثالثة، وهي محاورة الصغار بشكل أساسي لما هو مفيد لهم كقواعد أساسية تُنشر على نطاق واسع؛ لتصبح ثقافة عامة".

"سي":"أتعلم أفكر في عمل كرتون يحاول توضيح مخاطر تلك الأطعمة وكيفية عمل الطعام الصحي بشكل جذاب".

"صو":"فكرة صائبة، لكن لا يكون بالشكل التوعوي الممل والباهت، أو المباشر، وحتى نبعد عن أنظار صغارنا تلك الأفلام الكرتونية البغيضة؛ التي لا تحمل إلا رسائل العنف والدمار والخروج عن قواعد الأدب والأخلاق".

"سي":"حقا أبنائي لم ينجذبوا لكرتون بعينه مثلما كنا صغار، كنا نشتاق لسماع المسلسل الكرتوني المفضل لكل منا، فلقد كانت ذات رسالة هادفة وواضحة".

"صو":"وليكن ذات إحترافية واضحة، يستطيع المنافسة، ليس بممل أو قليل الإحترافية".

"سي":"نعم، إحترافية العمل على أساس أخلاقي ورؤية متعمقة لما هو أفضل".

 "صو":"أفكرت في شيء فيما يخص موضوعاته أو كيفية إعدادها".

"سي":"بالتأكيد، لكن لن أخبرك بتفاصيل، لكن دعنا نأخذ خطوة إيجابية، سننفذ بعض النصائح لمدة شهر مثلاً؛ ولنرى ماذا سيحدث؟".

"صو":" موافق، وسأخبرك بما سيحدث معي، وبالطبع تكون العادة بالتدرج فنعتمد على الأشياء الصحية أولا ونكثر منها، فإذا بالأخرى تتقلص" واستدار بنظره بعيدًا وهو يخفي ضحكته قائلاً:"أي نبحث عن البديل الصحي للسكاكر وليس شوكولاتة غامقة".

فأخذ"سي"يضربه وهو يقول:" اتهزأ بي..ها اتهزأ بي".

فضحك"صو"وهو يحاول صد ضربات"سي"قائلا:"بقي مشكلة أخيرة".

فهدأ"سي" قليلا وقال:"ماذا؟".

"صو":"كنت أناديك بصديقي السكر، فماذا سأقول لك الأن؟ يا صديقي السكر الصحي؟".

 فقهقه"سي"وقال:"بل وجب عليك أن ترسل لكاظم بأن يقول:"صباحك بنجر غير مصنوع منه السكر".

"صو":"أو نتركه يراها كما يتصور".

ونظرا لبعضهما وتبادلا الضحك.


                  دمتم بخير                                        ولا تنسوا الاشتراك.                                  ومشاركتي آرائكم.                   



مشاركة
نشرة مها محمد البريدية

نشرة مها محمد البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة مها محمد البريدية