نشرة معاذ أبو عامر البريدية - العدد #17

16 مايو 2025 بواسطة معاذ أبو عامر #العدد 17 عرض في المتصفح
فن التعامل مع الناس

■4■ عامل الناس مثل معاملة الكهربائي لأسلاك الكهرباء، اقترب منهم لتصلحهم واحذر منهم، واعلم أنهم لن يؤذوك مالم تجرحهم! 
ليس من طبيعة الإنسان الأذية، ولكنها صفة سريعة الاكتساب! الإنسان يولد خال من الشر على الفطرة السليمة، فيصنعه الأهل والمجتمع شيئا مغايرا لما ولد عليه. والأصل في تعاملات البشر بينهم أنها خالية من الأذى، وجهل الناس ببعضهم وسيلة لتقبل الآخر والتعرف عليه، ومن البعيد أن يسبب الإنسان السوي الأذى لمن لا يعرف منه الإساءة أو الإحسان، إلا في أفراد تغلغل الشر وحب الأذية فيهم لأسباب قد تختلف باختلاف أحوالهم وأقوامهم! 
من علم أن الناس حوله صالحون بأصلهم، يجوز في حقهم الفساد، فإنه يعيش وسطا بين تصرفين: لا يكون أحمقا يعتمد في تعامله مع الناس أن الأصل فيهم السلامة والصلاح، ولا يكون سوداويا يعتمد في تعامله مع الناس أن الأصل فيهم الشر والأذى! 
الإنسان في غالب أمره يهوى السلام، ولن يبتدئ الأذية إلا لأسباب، فإن رمت خيره فتجنب أن تضره، ولا سبيل لإنسان أن يعتزل الناس جميعا، ولكن السبيل الأقرب أن يحسن التعامل معهم كل واحد بما يتناسب مع حاله! 
الاقتراب من الناس وسيلة لإصلاحهم، ولكن للاقتراب حدود يراها العاقل، فإن كنت بمحاولتك أن تصلح الإنسان ستفسُد أنت أو يصيبك من الأذى أكثر من الخير الذي ستقدمه فاترك الإصلاح لغيرك أو لغير وقتك هذا.. التناصح والإصلاح مطلب شرعي، والسلامة والفطنة والحكمة مطالب شرعية أيضا، فأحسن التعامل مع ذلك، واعلم أن أغلب الأذى يأتي من الناس لبعضهم قضاءً، وانظر إلى قصص الثأر لتجد فيها دليلا..

مشاركة
نشرة معاذ أبو عامر البريدية

نشرة معاذ أبو عامر البريدية

«أريد الحياة» «ألف» «لام» = الحياة.. كل ما أنشره هنا من كتاباتي.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة معاذ أبو عامر البريدية