نشرة معاذ أبو عامر البريدية - العدد #14 |
14 مايو 2025 • بواسطة معاذ أبو عامر • #العدد 14 • عرض في المتصفح |
فجوة بين المطلوب والموجود
|
|
القاعدة الثانية من القواعد المفيدة للحياة السعيدة هي: |
■2■ الفجوة الفارغة بين ما هو مطلوب وما هو موجود لا بد أن تملأ بالرضى والصبر والقناعة وإلا ملأت بالضجر والحزن والكآبة.
|
في حياة كل إنسان ثنائية لازمة، ثنائية (الموجود، والمطلوب) وبين هذه الثنائة فجوة واسعة يجب أن يتصرف الإنسان حيالها بحكمة ويقين وإلا امتلأت بغير ذلك مما يضر بالإنسان ولا ينفعه، لا بالدنيا ولا بالآخرة! |
لكل منا رغباته وحاجاته التي يطلبها، أحيانا من جهة اللزوم وتسمى (الضروريات)، وأحيانا من جهة الاستحباب وتسمى (الكماليات)، ولكن الدنيا دار ابتلاء لا يكتمل نعيمها القليل ولا يدوم. |
والحاصل الذي يشهد له كل إنسان أن كثيرا من طلباتنا لا نحصل عليها لأسباب تختلف باختلاف البشر، ولا يتواجد لدى الإنسان إلا مالا يرغب فيه أو لا يكفيه أو لا يحتاجه، وكثيرا من الحاجات تظل في حيز الحرمان، فينشأ من ذلك فجوة بين المطلوب والموجود، لأجل سدّها يكافح كل إنسان حد الهلاك، فمنهم من يسد كثيرا منها والأغلب منهم يعجز عن تحصيل كل ما يطلب.. |
على الإنسان أن يجتهد في سد حاجاته ولكنه لابد أن يبقى من حاجاته بقية لا يصل إلى تحصيلها، فيلزمه أن يصبر ويرضى ويقنع وإلا اتجه إلى الحرام مع ما سيحرقه من مشاعر الضجر والحزن والكآبة.. |
السعادة في الرضى والقناعة لا في التضجر والكآبة، فارفق بنفسك أيها الإنسان، واعلم أن دار اللذائذ الواصلة، والنعم التامة والكاملة، هي دار النعيم لا دار الدنيا، فاعمل لها بكل قواك، واطلبها من ربك ومولاك، وفقك الله وهداك، والسلام.. |
التعليقات