نشرة معاذ أبو عامر البريدية - العدد #13

13 مايو 2025 بواسطة معاذ أبو عامر #العدد 13 عرض في المتصفح
الألم والأمل

القاعدة الأولى من القواعد المفيدة للحياة السعيدة هي: 

■1■ الألم المترتب على الرضى بالواقع أفضل بكثير من متعة الأمل الوهمي.


الآلام النفسية منبعها الاصطدام بواقع غير المتوقع، هكذا أرى! 

كان الإنسانُ ولا يزال كائنًا طَموحًا كثيرَ التوقُّعِ للأحداثِ قبل وقوعِها، ولكن لسوء حظه ذاك أكبر مسببات الألم له! 

لا أقصد أن الإنسان لابد أن يتبلّد ويدع الطموح والتوقع، فإنه بذلك سيكون أقرب للحجارة في الطباع منه للإنسان؛ ولكني أقصد أنه ينبغي للإنسان أن يعرف واقعه أولا، ثم يرضى بما لا طاقة له على تغييره ثانيا، ثم كما انبَغَى له ما سبق ينبغِي له أن يبني طموحاتِه وتوقعاتِه على أساس معرفته بالواقع لا على أساس كرهه له! 

الحقيقة التي تلامس الوقع بعيدًا عن الخيال، أن عيش الواقع الأليم مقدّمٌ على أمل العيش المُتوَقّع، فالحياة أقصر من أن تكون مختبر تجارب!

الأمل جميل ولازم، ولكنه ينبغي أن يكون في حدود الخواطر التي لا تؤثر على الواقع الحاضر؛ ينبغي أن يمنعها الإنسان من أن توقف عجلة أيامه وأعماله الواقعية عن المسير! 

الآمال توصفُ غالبا بالطول، والحياة الواقعية موصوفةٌ بالقصر، فكيف يدع الإنسانُ حياته القصيرة مُنتَهَبَةً من قِبَل آماله الطويلة؟ بالله كيف؟

يقول ﷺ: «العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني»[حسنه الألباني]. 

لماذا هو عاجز؟ لأنه اختار أملًا في الخيال على حساب واقعه الذي ما تجرأ على إصلاحه، ذاك هو العجز بعينه! 

لماذا ألم الواقع أفضل من الأمل المتوقع؟ لأن العيش أفضل من عدمه، والكفاح أفضل من النياح، والواقع الذي أوجده الله أفضل من المُتَوَقَّع الذي أوجدته مخيلتك أيها الإنسان الضعيف، والسلام.. 

معاذ أبو عامر1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة معاذ أبو عامر البريدية

نشرة معاذ أبو عامر البريدية

«أريد الحياة» «ألف» «لام» = الحياة.. كل ما أنشره هنا من كتاباتي.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة معاذ أبو عامر البريدية