نشرة معاذ أبو عامر البريدية - العدد #11

11 مايو 2025 بواسطة معاذ أبو عامر #العدد 11 عرض في المتصفح
بذرة في سبيل الإصلاح!

وكم آسف، وأتألم، حين أقرأ أو أكتب عن أمراض الجيل الفكرية وعاهاته الأخلاقية، لا لسوء الحال وتفاقم المرض فقط، ولكن لأني أعلم أن أشد الناس حاجة إلى معرفة هذا الكلام لا يقرأون الكتب ولا المقالات، ولا طاقة لأحدهم أن يقف على مقطع توعوي خارج عن نسق الميديا العبثية المعاصرة! إنني أكتب هذه الكلمات في لحظة عاطفة تحتمل الأغلاط؛ ولكني أرى -والعلم عند الله- أن الوسيلة النافعة والمضمونة والتي يمكن أن تساهم في نشر الدواء المعرفي والسلوكي النافع في المجتمع هو وجود القدوات الصالحة، بكل معاني كلمة الصلاح، فالصالح في دينه والصالح في دنياه قدوات نحتاجها، وهي أبعاض لا أضداد؛ وأن يكون الإنسان العارف بمزالق الأفكار ومساوئ الأخلاق مثالًا حيًّا للإنسان الصالح، الذي يعلم غاياته ويرسم أهدافه ويسير بلا التفات إلى لصوص النجاح..!بهذه الوسيلة تزيد نسبة الوعي المجتمعي وترقى الأجيال معرفيا وأخلاقيا موازيةً بذلك لرقيها التقني والمعلوماتي الخاطف في زمن العلم المادي. ولا أدل على كلامي -بأن المعرفة بعلوم الدين والإنسان والحياة والأخلاق قليلة بجانب العلوم الرقمية- من أن مصطلحات كمصطلح التكنولوجيا والبيولوجيا والميديا والدراما قد أصبحت شبه مصطلحات يومية الاستخدام، وبالجانب الآخر يزداد الهجر لأمثال مصطلحات السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا في طائفة المثقفين المهوسين بأمثال هذه المصطلحات؛ ذلك لأن اهتمام الإنسان اليوم أصبح موجها نحو الأقل جهدا والأقرب مصلحة؛ هكذا أصبح الاعتدال الفكري والحُسن الخُلُقي أمرا نادرا بين المجتمعات، لا لسوءٍ في ذات الفكر أو الخُلق، ولكن لسوءٍ في الإنسان يدعوه للسعي نحو الأقرب والأسهل والأقل ضريبة من ناحية الألم، أصبح الشيء الذي يوفر أكبر قدر من اللذة والمتعة بأقل تكلفة من ناحية عذاب الضمير هو الشيء المرغوب، وبكثرة؛ أدى هذا إلى رفض تعاليم الدين عند بعضهم، وردّ كثير من القيَم، بل في هذا الطريق فُقدتِ الإنسانية من كثير من بني البشر، فحسبنا الله ونعم الوكيل! 
كتبه/ معاذ أبو عامر2025/5/11م

معاذ أبو عامر1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة معاذ أبو عامر البريدية

نشرة معاذ أبو عامر البريدية

«أريد الحياة» «ألف» «لام» = الحياة.. كل ما أنشره هنا من كتاباتي.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة معاذ أبو عامر البريدية