نشرة معاذ أبو عامر البريدية - العدد #10

8 مايو 2025 بواسطة معاذ أبو عامر #العدد 10 عرض في المتصفح
عاهات الميديا الحديثة

باسم الله نبدأ.. 

"كم من فكرةٍ غُرسَت، أو صورةٍ رُسِمَت، أو قناعةٍ بُنيَت بكلمة من فمِ مشهور أو قلمِ مستور، وما ذاك إلا دليلٌ صارخ يحكي لنا بؤسَ العقلِ العربي وعُقمَ الفكرِ المُعاصِر، حيث قتلت في زمن التواصل كل كلمات التساؤل، وضعُفت مناعة العقل المفتوح لوسائل التواصل الاجتماعي ..!يقول الأستاذُ الناقدُ سعد البازعي عن المُفكّرِ الراحلِ عبدالوهاب المسيري -رحمه الله-صاحب المشروع الإصلاحي- :«كان جُلّ همِّ عبدالوهاب المسيري إيقاظُ مَلَكةَ التساؤلِ، والقدرةَ على رؤيةِ الأشياءَ بِطُرُقٍ مُغايرةٍ لما هو سائد».
ولكن الحاصل الآن أن الكل ينظر إلى كل شيء بنظرة سطحية أشبه ما تكون بنظرة الطفل إلى تصرفات والديه، نظرةُ تسليمٍ وثقةٍ عمياءَ خاليةٍ من كل أنواع التوجُّسِ والبحث والتدقيق ..! ولهذا استطاع العالمانيون اليوم نشر سمومهم الدينية والفكرية بمجرد طرحها في وسائل التواصل الاجتماعي، فتلك الفكرة في تغريدة وتلك في مقطع مرئي والأخرى في صورة وهكذا ...! ونحن نتلقها بدون أن نطرح الأسئلة المفروضة، من سؤال كيف؟ وماذا؟ إلى سؤال أين؟ ولماذا؟ فنتجت لنا النتيجةُ التلقائيةُ لطُرُقِ التلقّي والاستدلالِ المستخدمةِ في مجتمعنا وهي تتلخص في السِّماتِ الآتية:• نتج لنا جيلٌ بمنهجيةٍ معرفيةٍ مختلّةٍ، لا يراعي صحّة المصادرِ التي يتلقّى منها أهم ما يلزمه في دينِه وفكرِه ودنياه.• نتج لنا جيلٌ عبثيٌّ يستثقلُ كلَ نظامٍ أو انتظام، ويهوى كل عشوائيةٍ وفوضى، فأصبح يرى في كلّ حدودٍ قيود، وفي كلّ تقوى شقوة ..!• نتج لنا جيلٌ متنصّلٌ من كلّ المسؤلياتِ العقليةِ تجاه الجديد، من مسؤليةِ التوجُّسِ والاستغرابِ، إلى مسؤليةِ التحققِ والقبولِ ..!• نتج لنا جيلٌ يهوى كلَ جديدٍ ومستَحدَثٍ، ويأنفُ من كل أصيلٍ مأثور، وأصبح منهجُهُ هو القبولُ للجديدِ بلا تحقيق، والتخلّي عن القديمِ بلا تدقيق !!• نتج لنا جيلٌ مستعدٌّ أن يتخلّى عن كل قناعاتِه، وأن يمحو كل تصوّراتِه، لمجرّد أن مشهورًا قال أو أن فِكرًا ظهر.
فأصبح الأمثلُ حالًا من يسعى لإخراج ما دخل رأسَه وقلبَه من الأفكار الباطلة والتصورات الخاطئة، مع أن الواجب على المسلم أن يتحقق قبل أن يقبل، ويُدقّقّ قبل أن يُدخِل، فالفكر أهم من البيت فلا يرضى عاقل أن يدخله ما يفسده ..!هذه لفتة تنبيه عامة، وهي للمصلحين أصالة، اللهم اعفُ عني تقصيري وإسرافي في أمري، وأصلح حالنا يا رب العالمين"2024/5/17م

معاذ أبو عامر1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة معاذ أبو عامر البريدية

نشرة معاذ أبو عامر البريدية

«أريد الحياة» «ألف» «لام» = الحياة.. كل ما أنشره هنا من كتاباتي.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة معاذ أبو عامر البريدية