استراتيجية دبي ومقادير الميتافيرس السبعة

بواسطة سعد لطفي #العدد 7 عرض في المتصفح
طريقة طبخ ميتافيرس جوسي من الداخل وكريسبي من الخارج

أهلًا وسهلًا بكم في العدد الجديد من ميتاتشين. إذا فاتتكم الأعداد السابقة يمكنكم الاطلاع عليها من هنا

إذا كنت تقرأ النشرة للمرة الأولى، فبإمكانك التسجيل مجانًا في نشرة ميتاتشين حتى يصلك عدد شهري دسم عن الويب ٣ وتقنياته عبر بريدك الإلكتروني. اشترك مجانًا من هنا، ولا تنسى مشاركة النشرة مع أصدقائك. 

هذا العدد برعاية منصة ساينتفك عرب، منصة علمية باللغة العربية تركز على تبسيط العلوم في مجالات المستقبل، الفضاء، البيئة، التقنية الحيوية، وتكنولوجيا المواصلات. بإمكانكم الاشتراك من هنا. 

هيا بنا نبدأ…

أمس، أعلن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد عن إطلاق استراتيجية دبي للميتافيرس عبر خطة متكاملة لهذا القطاع حتى تضمن دبي لنفسها مكانًا ضمن العشر مدن الأوائل التي ستشكل قطاع الميتافيرس عالميًا. وفقًا لما تم الإعلان عنه، هناك ألف شركة في دبي في قطاع الميتافيرس تساهم ب ٥٠٠ مليون دولار في الاقتصاد الوطني، وهدف الاستراتيجية في المقام الأول أن تصبح دبي أحد الاقتصادات الرائدة في مجال الميتافيرس، ومركزًا رئيسيًا لمجتمع الميتافيرس العالمي. 

وفقًا لاستراتيجية دبي للميتافيرس، سيتم مضاعفة عدد الشركات العاملة في هذا القطاع ٥ أضعاف خلال ٥ سنوات، وأن يدعم الميتافيرس ٤٠ ألف وظيفة افتراضية، تسهم بنحو ٤ مليار دولار في اقتصاد دبي خلال الخمس سنوات القادمة.  إنجاز آخر مذهل لدبي يجعلها على قائمة المدن التي تجب زيارتها والعمل بها للمهتمين بالميتافيرس.

 في السياق ذاته سيستضيف متحف المستقبل في سبتمبر المقبل "ملتقى دبي للميتافيرس" بمشاركة 300 خبير عالمي و40 مؤسسة متخصصة في تقنيات وتطبيقات الميتافيرس.

مقادير الميتافيرس السبعة

عندما تسمع كلمة ميتافيرس، ما هو أول انطباع يخطر على بالك؟ هل تفكر في نظارات الواقع الافتراضي، والشخصيات الافتراضية، والتجول كأنك داخل لعبة فيديو؟ تلعب الشركات العملاقة دورًا كبيرًا في محاولة قصر تعريف الميتافيرس على الواقع الافتراضي المرتبط بارتداء النظارات أو غيرها من الأجهزة القابلة للارتداء، لكن هذا التصور قاصرًا ولا يمثل التعريف الدقيق للميتافيرس. 

إذًا، كيف يمكننا الفصل بين الميتافيرس والواقع الافتراضي؟ كيف نعرف ما إذا كانت شركة ناشئة فعلًا تعمل في هذا المجال أم تستخدم المصطلح لأهداف تسويقية من أجل التريند فقط؟ من حسن حظنا أن صندوق "a16z" قرر مشاركة وصفته الخاصة لعناصر الميتافيرس الرئيسية. 

لمن لا يعرف صندوق "a16z"، فهو  أحد أهم الصناديق الاستثمارية في العالم، ولديه ذراع مخصص فقط للاستثمار في مشاريع الويب ٣ بإجمالي استثمارات في هذا المجال فقط تصل إلى ٧.٦ مليار دولار حتى لحظة كتابة هذه السطور، وبالمناسبة لديهم مدونة وبودكاست ونشرة بريدية مذهلة حول الويب ٣، أنصح بمتابعتها والاشتراك بها. 

سألخص لكم هذا التقرير حول العناصر السبعة التي يجب أن تتوافر جميعها في أي عمل حتى نطلق عليه ميتافيرس. 

١. اللامركزية

تحدثنا عن فكرة اللامركزية في الأعداد السابقة، وتعني هنا أنه لا يوجد شخص أو كيان محدد لديه تحكم كامل بالمنصة، وهو المبدأ الرئيسي لفكرة الويب ٣ بخلاف الويب ٢ الذي تتحكم فيه الشركات بشكل رئيسي. مثلًا هنا في الويب ٢، تتحكم إدارة تويتر في كل شيء على منصتها، وإذا قررت الإدارة في لحظة ما أن إيلون ماسك مثلا يخالف شروط استخدام تويتر وبالتالي سيتم حذفه من المنصة فلا أحد سيمعنهم (إلا عبر القضاء).  في الميتافيرس، التحكم يجب أن يكون لا مركزيًا، وبالتالي السلطة موزعة على جميع المستخدمين. 

٢. حقوق الملكية

في الميتافيرس يجب أن يكون التملك حقيقيًا وليس مجرد إيجار أو منتجات رقمية قاصرة على التواجد داخل منصة محددة. على سبيل المثال، إذا كنت أحد لاعبي الفيديو جيمز، فستلاحظ أن أغلب الألعاب الناجحة تعتمد على بيع منتجات رقمية داخل اللعبة مثل الأزياء أو الأسلحة أو تحديث الشخصيات. عندما تقوم بشراء أحد تلك المنتجات، فإنك فعليًا تقوم بإيجارها وليس الشراء، لأنه لا يمكنك بيعها أو حتى تملكها خارج المنصة. في اللحظة التي تغلق فيها اللعبة أو تقرر التركيز على لعبة أخرى، سينتهي كل شيء. 

في الميتافيرس يجب أن يكون هناك حقوقًا للملكية، ما يعني أنه بإمكانك شراء وبيع وتداول أي أصول رقمية تمتلكها كما لو أنك تملك منتجًا ملموسًا بين يديك. الآن أصبح هذا الأمر متاحًا نظرًا لوجود تقنيات مثل البلوكتشين والرموز غير القابلة للاستبدال NFTs التي تحدثنا عنها في الأعداد السابقة. 

٣. تملك الهوية

في عالم الويب ٢، لا نمتلك هويتنا الرقمية كُليًا خصوصًا ما يتعلق بالمعلومات التي نرغب في مشاركتها. مثلًا فيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها من المنصات التي نستخدمها يوميًا، تعرف عنا معلومات ربما لا نعرفها عن أنفسنا بسبب إمكانية وصولها للمعلومات الشخصية وربط تلك المعلومات بسلوك التصفح. في الميتافيرس، يجب أن يمتلك المستخدم هويته الذاتية بشكل كامل، خصوصًا أنه لا يمكن تطبيق فكرة حق التملك كما شرحت في النقطة السابقة، دون أن تتملك أنت معلوماتك الخاصة. 

يعني ذلك، أنه في الميتافيرس، لديك هوية بإمكانك تسجيل ما ترغب به من خلالها، وبها ما يثبت حقوق ملكيتك للأصول الرقمية المختلفة، وبإمكانك أيضًا التحكم في اختيار المعلومات التي ترغب في مشاركتها مع منصات أخرى بما في ذلك عملية المصادقة من خلال تسجيل الدخول على منصات باستخدام أدوات لا مركزية تم بناؤها على مبادىء عمل الويب ٣. 

٤. البناء والتشكيل 

يعني ذلك القدرة على بناء وتشكيل وتأليف خصائص أو أدوات جديدة داخل الميتافيرس باستخدام مكونات أساسية. الأمر يشبه البناء باستخدام مكعبات الليجو، فكما يمكنك استخدامها في بناء منزل، أو سيارة، أو أي تصميم ترغب في تشكيله، بإمكانك أيضًا في الميتافيرس إعادة تشكيل واستخدام الأكواد والمكونات لبناء أشكال مختلفة. 

حتى تتحقق تلك الخاصية، يجب تواجد مبدأ العمل التشاركي بالإضافة إلى وجود بنية تحتية قوية تتيح معايير تقنية مفتوحة المصدر وعالية الجودة حتى يمكن استخدامها في تشكيل منتجات مختلفة، وهذا يعني أنه يمكن لأي شخص تعديل الأكواد البرمجية أو إعادة تدويرها أو تغييرها أو حتى استيرادها. وبالطبع لن يتحقق هذا إن لم تكن البرمجيات مفتوحة المصدر من الأساس، وهذا ينقلنا للمكون الخامس. 

٥- مفتوحة المصدر

بالطبع يستحيل البناء والتشكيل في حال لم يكن الميتافيرس مفتوح المصدر، والمقصود بهذا المصطلح هو جعل الأكواد البرمجية متاحة مجانًا مع إمكانية إعادة توزيعها وتعديلها حسب الرغبة. عندما يكون الميتافيرس مفتوح المصدر بما في ذلك الأكواد البرمجية والخوارزميات والبروتوكولات التقنية، سيتمكن المبرمجون والصناع من بناء تجارب أكثر تطورًا ومصداقية، بالإضافة إلى أنه يجعل المنصات والأدوات أكثر أمانًا، كما تكون الشروط والقواعد واضحة للجميع وبالتالي سنتجنب حدوث أي لبس أو سوء فهم للمعلومات. 

٦- الملكية المجتمعية

طبعًا لا يمكننا استثمار كل تلك المليارات حتى نبني منصات لا يوجد لنا رأي في إدارتها، وإلا لماذا كل هذا العناء من الأساس؟ العنصر السادس من عناصر الميتافيرس يتطلب أن يكون هناك تمثيل لجميع أصحاب المثال في حكومة الميتافيرس. فكر في الميتافيرس كأنها دولة تحتاج إلى حكومة، هذه الحكومة يجب أن تمثل جميع أفراد المجتمع حسب دور كل شخص، وتنظيم عملية الحوكمة هذه يتم عبر ملكية المجتمع لرموز الميتافيرس الرقمية (Tokens).

الآن هناك أدوات متخصصة في هذا النوع من الحوكمة داخل الويب ٣، وتُعرف بالمنظمات اللامركزية المستقلة (DAOs)، ويتم استخدامها للتحكم في شبكة أو نظام معين بطريقة منظمة مما يعني أن القرارات يتخذها المجتمع وليس نظام أو إدارة مركزية. سأتطرق أكثر للحديث عن تلك المنظمات وآلية عملها في الأعداد القادمة. 

٧- الوصول/الانغماس المجتمعي

هذا العنصر كان صادمًا بالنسبة لي. عندما أسمع كلمة ميتافيرس، كنت أفترض أنني سأحتاج إلى نظارات واقع افتراضي وبعض الأدوات للاستفادة بما يتيحه ذلك القطاع، لكن الواقع الفعلي عكس ذلك. أحد العناصر التي يجب أن تتواجد بالميتافيرس هي إمكانية الوصول المجتمعي دون أي عوائق مادية باستثناء أجهزة الكمبيوتر أو الهاتف. يعني ذلك أنك لا تحتاج ارتداء نظارات أو غيرها من الأدوات للدخول في الميتافيرس، بل يمكنك ذلك من خلال شاشة حاسوبك. 

ليس شرطًا أن يكون الميتافيرس واقع افتراضي أو معزز، بل يركز الميتافيرس على نوع الأنشطة التي يمكن القيام بها أكثر من التركيز على الأدوات التي يمكن استخدامها. يسمح الميتافيرس لنا بالعمل، والتحدث مع الأهل والأصدقاء، وحضور الحفلات، والاستماع إلى النقاشات عن بُعد بنفس الطريقة التي نستخدمها الآن في أدوات مثل ديسكورت، كلاب هاوس، تويتر، وزوم. 

ما انطباعكم حول هذه العناصر؟ هل تعتقدون أنها منطقية وأن أي عمل يمثل ميتافيرس يجب أن تتوافر فيه جميع تلك العناصر أم هناك خصائص يمكن تجاهلها دون أن تؤثر على الميتافيرس؟ بإمكانكم مشاركة ردودكم معي من خلال الرد على هذا الإيميل أو عبر حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي. 

إلى هنا وصلنا لنهاية هذا العدد من نشرتنا. إذا أعجبتكم النشرة قوموا بمشاركتها مع أصدقائكم،  وأرسلوا لي تعليقاتكم وملاحظاتكم من خلال الرد على هذا الإيميل، أو عبر متابعتي على وسائل التواصل الاجتماعي. 

تويتر - فيسبوك - لينكدان - تيك توك

ألقاكم في العدد القادم من ميتا تشين

سعد 

مشاركة
ميتا تشين

ميتا تشين

نشرة بريدية حول الويب 3، الميتافيرس، والبلوكتشين

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من ميتا تشين