خسرت ٦٠٪ في العملات الرقمية، لذا سأستثمر المزيد

بواسطة سعد لطفي #العدد 4 عرض في المتصفح
عدد خاص: أسوأ أسبوع في عالم العملات الرقمية… حتى الآن

أهلا وسهلا بكم في العدد الجديد من ميتاتشين. إذا فاتتكم الأعداد السابقة يمكنكم الاطلاع عليها من هنا.

حقيقةً كنت أجهز عددًا مثاليًا عن الميتافيرس، لكن بعد أحداث هذا الأسبوع العنيفة في عالم العملات المشفرة، أظن أنه يمكن تأجيل عدد الميتافيرس إلى وقتٍ لاحق، والعمل على هذا العدد الخاص لأدردش معكم عما يحدث من خسارة، وكيف أستثمر أموالي أثناء الأزمات.

انهيار عملة لونا

انهيار عملة لونا

ملاحظة يجب الإشارة إليها: كل ما أقدمه عبر نشرة ميتاتشين وعبر حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي لا يمثل بأي حال من الأحوال أي توجه أو نصيحة مالية أو استثمارية، ويجب عليك القيام ببحثك الخاص وعدم الاعتماد فقط عما أكتبه وعن آرائي الشخصية التي أشاركها معكم. الهدف الرئيسي أن يكون المحتوى تعليمي وتوعوي وألا يُنظر إليه بخلاف ذلك. 

سعد لطفي، نشرة ميتا تشين

ما الذي يحدث في عالم الكريبتو؟ 

كان هذا الأسبوع قاسيًا خاصةً اليومين الماضيين، وما زالت الأسعار في انخفاض شديد لأسباب متعددة. لكن الحدث الأبرز وراء خسارة أغلب مستثمري العملات المشفرة هو انهيار عملة لونا $LUNA وانخفاضها خلال يومين فقط من ٨٠ دولار إلى ٣ سنت حتى وقت كتابة هذا العدد. أي خسارة أكثر من ٩٩٪ من ثمنها. لماذا هذا السقوط السريع لواحدة من المشاريع الواعدة التي استثمر بها أغلب إن لم يكن جميع المبشرين بالعملات المشفرة والويب ٣؟ هذه قصة طويلة، وأغلب الظن وفقًا لتكهنات الكثيرين عبر تويتر أنها هجمة منظمة ضد المؤسسة المالكة لعملة لونا والعملة المستقرة UST التي وصل سعرها أيضًا إلى ٤٠  سنت أثناء كتابة هذا العدد في حين أنه يجب أن يكون سعرها معادلًا لقيمة الدولار زائد أو ناقص سنت أو اثنين. على كل حال ليس الهدف من هذا العدد مناقشة وتحليل أسباب السقوط، ما يهم هو أن هذا الأمر بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية التي طالت أيضًا سوق البورصة والأسهم أدى إلى انخفاض أسعار العملات المشفرة حتى أن البيتكوين انخفض أكثر من ٥٥٪ من أعلى معدل له ووصل إلى ٢٨ ألف دولار. 

انعكاس هذا الهبوط على محفظتي الاستثمارية؟ حسنًا، خسرت ٦٠٪ من قيمة أصولي واستثماراتي حتى هذه اللحظة، وعلى الأغلب ستظل الخسارة مستمرة بعض الوقت. 

ما الذي سأفعله إذًا؟ سأستغل هبوط الأسعار وأستثمر المزيد بالطبع بمجرد استقرار السوق عند نقطة محددة. 

 اسمحوا لي أن أشارك معكم استراتيجيتي الشخصية في الاستثمار في العملات المشفرة...

من وجهة نظري المتواضعة، هناك ثلاث أنواع من الأشخاص في عالم العملات المشفرة:

  •  المقامر: وهو الشخص الذي يقوم بشراء عملات رائجة، على الأغلب رخيصة الثمن، دون أي معرفة كافية بالعملة، أملًا في أنها ستجعله مليونيرًا يومًا ما، وبالطبع أغلب هذه الفئة تخسر أموالها ونادرًا ما يحقق أحد منها نجاحًا ملحوظًا. 
  • المتداول: يعتمد على المضاربة والشراء والبيع السريع عند نقاط محددة تُحدد بواسطة تحليلات فنية مختلفة لكل عملة. يتطلب هذا الأمر معرفة كافية بآلية عمل العملات والتحليلات التقنية والفنية ومتابعة أخبار السوق أول بأول وبالطبع يتطلب وقتًا كبيرًا. قمت بتجربة التداول فترة لكن لم يكن لدي وقتًا كافيًا، بالإضافة إلى عدم امتلاكي المعرفة اللازمة بالتحاليل الفنية المعقدة، لذا لم يناسبني هذا الأمر. 
  • المستثمر: يعتمد على اختيار مشاريع والاستثمار بها، ثم الانتظار على المدى المتوسط والبعيد، وهذا ما يمثلني في عالم العملات المشفرة. ما يميز الاستثمار هو رؤية الصورة الكبيرة لكل مشروع وما يمكن أن يصل إليه، وبالتالي حتى في أوقات هبوط الأسعار، فإن هذا الهبوط لا يكون مؤثرًا ولا ملحوظًا في مدى زمني طويل. شخصيًا هدفي من الاستثمار في العملات المشفرة هو تحقيق ربح ١٠٠٪ سنويًا على محفظتي، لكن حتى الآن خسرت ٦٠٪،  فهل تعتقد أنني سأحقق هذا الهدف بنهاية العام؟ شخصيًا، أنا متفائل. 

٧ قواعد شخصية للاستثمار:

  • استثمر فقط المبلغ الذي يمكنك تحمل خسارته
  • لا تحصل على أي قروض أو ديون للاستثمار 
  • لا تضع كل مدخراتك في الاستثمار
  • نوّع استثماراتك ولا تضع كل البيض في سلة واحدة
  • الاستثمار في العملات المشفرة عالي المخاطرة 
  • تعامل كمستثمر وليس كمتداول 
  • استثمر في المشروع وليس العملة 

لأنني أستثمر مبالغ يمكنني تحمل خسارتها، ولن تضعني في ضائقة مادية إذا لا قدر الله خسرت معظمها، بالإضافة إلى تنوع المشاريع التي أستثمر بها، فإن المخاطر واحتمالات الخسارة تكون قليلة على المدى الطويل. أيضًا الحد الأقصى لأي مشروع أستثمر به هو ١٠٪ من إجمالي قيمة محفظتي.  على سبيل المثال، مشروع لونا الذي خسر ٩٩.٩٪ من قيمته، كان يمثل حوالي ٧٪ من محفظتي الاستثمارية. تخيل شعوري إذا كان هذا هو المشروع الوحيد الذي استثمرت به. 

كيف أختار المشروع الذي سأستثمر به؟ 

كما ذكرت سابقًا، فإنني أستثمر في مشروع وليس في عملة، لذا أغلب تركيزي يكون على تقييم المشروع ذاته، ثم بعد ذلك أقوم بتقييم العملة وتحليلها، أخذًا في الاعتبار أنه على الأقل ٩٠٪ من مشاريع الويب ٣ والعملات المشفرة عبارة عن هراء ومحكوم عليها بالفشل. 

أركز في تقييم المشروعات على ٥ عوامل رئيسية: 

  • فريق العمل وراء المشروع: هل لديهم خبرة كافية؟ سابقة أعمالهم. هل قدموا مشاريعًا ناجحة من قبل؟ ما المشاريع السابقة التي فشلوا بها وأسباب الفشل؟ هل معروفين ومجتمع الويب ٣ يثق بهم؟  
  • ما المشكلة والحل المقترح؟ أي مشروع يجب أن يمثل حلًا لمشكلة أو تحدي ما. هل التحدي واقعي ويمثل عائقًا أمام عدد كبير من المستخدمين؟ هل يحتاج الحل بناء مشروع على الويب  ٣ بدلًا من الويب ٢ أم يمكن القيام به بطرق أخرى بسيطة؟ هل الحل المقترح منطقي ومدعوم بأرقام وبيانات وحقائق؟ 
  • ما هي خطة العمل؟ خطة العمل التي تحتوي على الكثير من المبالغات وحلول لجميع مشاكل الكون هي مؤشر جيد للهرب. عندما تشاهد خطة بهذا الشكل فهذه هي علامتك للهرب بأقصى سرعة. يجب أن تكون خطة العمل دقيقة وتفصيلية، بها جدول زمني منطقي، وخالية من المبالغات والتكهنات، وقابلة للتحقيق على يد فريق العمل خلال الفترة الزمنية المقترحة. بعض المشاريع تكتفي بكتابة بعض السطور العامة علي موقعها مع جدول زمني، وهذه مشاريع هواة غير مدروسة، لذا لا داعي لإضاعة الوقت في دراستها.  
  • هل هناك مجتمع يدعم هذا المشروع؟ ما حجم هذا المجتمع، وما طبيعته؟ هل كل ما ينشر عن هذا المشروع عبارة عن تويتات تنشرها بوت وحسابات وهمية؟ من الأشخاص البارزين الذين يدعمون هذا المشروع وما مدى الثقة في آرائهم؟ ربما لن تلتفت إلى مشروع أقوم بدعمه والإشارة إليه، في حين سيختلف الوضع تمامًا إذا كان هذا المشروع مدعومًا بواسطة إيلون ماسك، بالرغم من أنني وإيلون لدينا نفس الأصول من قارة أفريقيا. 
  • هل يوجد شركاء/عملاء؟ من هم؟ وما مدى تأثيرهم. هل هي شركات تجارية، مؤسسات غير ربحية، بنوك، حكومات؟ كلما زاد عدد الشركاء والعملاء المؤثرين، كلما زادت قوة المشروع 

بعد ذلك أنتقل إلى تقييم العملة التي يعتمد عليها المشروع. عادة كل مشروع على الويب ٣ يكون لديه العملة الخاصة به، والتي يستخدمها للمعاملات داخل المشروع أو المكافآت وغيره. في هذه المرحلة أركز أكثر على طبيعة العملة، العدد الإجمالي منها (كلما كان أقل كلما كان أفضل)، رسوم المعاملات، الشبكة التي بُنيت عليها، وما حجم النمو المتوقع لها، وهل يمكن أن تصل إلى مئة ضعف؟  

على سبيل المثال، أعلنت  منصة بينانس  عن الطرح الأولي لعملتها (BNB) في يوليو ٢٠١٧، بمتوسط سعر ١٠ سنت للعملة الواحدة. هذا يعني أنه إذا استثمرت ألف دولار في منصة بينانس عبر عملتها  في ٢٠١٧، سيصبح لديك الآن بالسعر الحالي ٢.٩ مليون دولار. للأسف لم أمتلك وقتها ألف دولار، ولم أعرف عن بينانس. 

ختامًا، أنا مؤمن تمامًا بأهمية الويب ٣ والبلوكتشين، ولا أرى العملات المشفرة وهمًا أو خدعة أو فقاعة، لكن هذا السوق ناشئ وما زال في بدايته، وبالتالي المخاطرة به كبيرة، ولن أبالغ إذا قلت أنني أعتقد أن ٩٩٪ من مشاريع هذه الصناعة في الوقت الحالي لن تستمر، لكن الويب ٣ سيُبنى وينضج على أكتاف هذه التجارب والمحاولات. لا أقدم هنا أي نصائح مالية، لكن إذا قررت الاستثمار في هذا المجال يجب أن تدرك حجم المخاطرة الذي تقوم به، ويجب ألا تنساق وراء أوهام وأحلام الثراء الفاحش السريع الذي يحلم به الجميع. تعامل مع الأمر بنفس الآلية التي يتعامل بها أي مستثمر في أي مشروع، حتى تقلل من حجم مخاطرتك. 

هذا الأسبوع كان صعبًا، وكثيرون فقدوا مبالغ طائلة منهم بالطبع مستثمري لونا. أتمنى أن تكون الفترة القادمة أفضل، وأن يعوض الجميع خسارتهم، وأن تهدأ تقلبات هذا السوق في الفترة الحالية. 

لن أطيل عليكم أكثر من ذلك. إذا أعجبتكم النشرة قوموا بمشاركتها مع أصدقائكم،  وأرسلوا لي تعليقاتكم وملاحظاتكم من خلال الرد على هذا الإيميل، أو عبر متابعتي على وسائل التواصل الاجتماعي. 

تويتر - فيسبوك - لينكدان - تيك توك

ألقاكم في العدد القادم من ميتا تشين

سعد 

مشاركة
ميتا تشين

ميتا تشين

نشرة بريدية حول الويب 3، الميتافيرس، والبلوكتشين

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من ميتا تشين