نشرة ميما البريدية - العدد #5 |
| 1 نوفمبر 2025 • بواسطة ميما • #العدد 5 • عرض في المتصفح |
|
مرحبًا بأصدقائي من جديد .. أتمنى لكم أسبوعا سعيدًا أنا ميما، وهذه نشرة الأسبوع
|
|
|
|
الاستسلام |
|
لو بنقرا الكلمة من منظور عابر أو الدارج في مجتمعنا البسيط، فهي تعني (الخسارة). |
|
ولكن لو بنقراها بعقول واعية وأكثر فهم، بنعرف أنها النقطة لبداية السطر الجديد أو القفزة لخطوة جديدة. |
|
تعودنا لما نسمع كلمة استسلام، يكون يتبعها لوم أو عتاب أو حتى تحميل المسؤولية لشخص. في صغرنا كنا نسمع عن هالمصطلحات: تحمل مسؤولية، نجاح، عبء، استسلام، فشل، والخ... من المصطلحات اللي كان لازم نبكر ونكون أكثر وعي عشان نفهم معانيها الحقيقية. |
|
من وجهة نظري، كميما أشوف أن الاستسلام شرف في بعض المواقف، واستراحة في البعض الآخر، وممكن يكون في بعضها احترام وتقدير. |
|
مو دائماً لازم نفشل وينتهي الطريق بشكل سيئ عشان نقول استسلمت خلاص. |
|
مثلا لما كنا زمان ندرس ونرسب بمادة ونعيد فيها دور ثاني، ما نستسلم، كنا نختبر وننجح.لما بعضنا طلع قبول الجامعة وما انقبل، ما كان يستسلم، كان يرجع يقدم وينجح. |
|
الرفاهية، الحياة، الدلال، الاكتفاء المادي، العلاقات، العمل، العائلة، كل هذه مصطلحات إحنا اخترناها، ولو طرقها كانت بيوم صعبة علينا بدل ما نختار الاستسلام ونجلس نتفرج على عقارب الساعة وهي تمشي مع عمرنا. |
|
حتى علاقاتنا، تتوقعوا في علاقة حقيقية ما كنا نقدر نستسلم بأول مشكلة فيها؟ بس كنا نقول بنحاول، بنتحمل، ما بنستسلم عشان بس تكمل؟ |
|
لكن بالمقابل، أوقات ممكن ننال شرف إننا استسلمنا بعلاقات، بنقاشات، حتى في بعض المحاولات، لو كنا استمرينا فيها كنا بنخسر شي أهم منها، فهنا أنا أقولكم: (فكرة إن الاستسلام أحياناً يكون عون ومقدرة منا، وأحياناً يكون فرض وأمر لابد منه). |
|
أوقات الاستسلام يكون كإشارة وفاء ومحبة، سعينا، وحطينا جهدنا، وفرّنا فرص لأنفسنا ولغيرنا، انتظرنا، بس كان من غير أي فائدة. هنا من حق أنفسنا إننا نعلن استسلامها ونبدأ طرق ومحطات ثانية بوجهات ثانية ولأسباب ثانية. |
|
وأكبر وأعظم مثال لنا كمسلمين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، مسيرته وقد إيش عاش وتعب وتعذب من أهله وقومه وأهل مدينته، لكنه ما كان يستسلم. |
|
أعطوا كل شي تقدرون عليه حقه من وقتكم وجهدكم ومحاولاتكم كمان، ولما توصلوا لنقطة النهاية، استسلموا بشرف المحاولة، وابدؤ سطر جديد، حياة جديدة. |
|
كل ما نكبر ونفهم وننمي حصيلتنا الفهمية والفكرية أكثر، كل ما نعرف ونستوعب إن الكلمة الوحدة نقدر نفهمها بألف معنى ونحطها بكذا مكان وبكذا شكل وصوره، وإن النظرة الغير جيدة فقط بتكون لمحدودي الفهم. |
|
عيشوا حياتكم زي ما نقول بالعرض والطول، جربوا كل شي بخاطركم تجربوه،
احلموا واطمحوا واسعوا في الشي، طيحوا بدل المرة ألف مرة، بس الأهم إنكم ما تستمروا طايحين فترة طويلة. |
|
أعطوا كل شي عندكم، وأعطوه بحب حقيقي، عشان لما توصلوا لكلمة "استسلام" تكونوا مرتاحين داخلياً ومقتنعين إنكم سعيتوا قد ما أُتيتم من قوة، وإن قرار الاستسلام كان شجاعة لبداية جديدة لكم، وفرصة جديدة تعطيكم إياها الحياة. |
|
دمتم لأحلامكم معانقين، ولخطواتكم أقوياء ساعين، ولأمانيكم بعزوم الدنيا وطموحها محققين... أحبكم جميعاً. |
التعليقات