خطة التطوير الشخصي ج.1 (الصديقات) |
بواسطة مريم الهاجري • #العدد 48 • عرض في المتصفح |
لا أحد يمكنه إسعادك ما لم تقرر أنت ذلك
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. حي الله المتابعين الجدد.. ورفقاء الدرب.. |
يوم مشرق برضا الله أرجوه لكم. |
****** |
الصديقات |
نهى وإيمان وسارة زميلات.. من أيام الثانوية، وفي الجامعة قضت الفتيات الثلاث أجمل سني العمر، ما بين التفسح والقفز في ممرات الجامعة وساحاتها، والجري حينًا للحاق بالمحاضرات، والتؤدة حينًا آخر..احتضنت أروقة الجامعة دموعهن كما ألِفَتْ ضحكاتهن. |
بعد التخرج، انتقلت أسرة سارة إلى منطقة بعيدة.. وبعد عام، قررت الأسرة أن تُعيد ذكريات الأيام الخوالي، وتلتقي بالجيران.. كانت سارة محمّلة بالشوق للقيا زميلتيها.. أرسلت لهما تخبرهما بقدومها، وعلى الفور رحبت إيمان وحددت مكان ووقت اللقاء بكل سعادة، أما نُهى.. فتحس أنها من فرط سعادتها تسابق الزمن للقيا سارة.. آهـ ما أقسى البعد! |
جاءت سارة بخطا متسارعة إلى المكان، يحدوها الشوق والحنين، فوجدت إيمان في استقبالها، وقد ازدادت جمالًا وحكمة واتزانًا، كانت -كما كانت- ذات حضورٍ طاغٍ؛ لا.. بل ازدادت.. استقبلتها إيمان بكل حب.. وكل شوق، وبهدوء عبّرت لها عن اشتياقها وسعادتها بلقائها، قدمت لها الضيافة.. فنجان قهوة وقطعة كعك مع أحاديث الأحبة.. هذا كل ما تحتاجه.. شعرت بالدفء يملأ المكان.. كالعادة عندما تجالس إيمان.. |
تسأل إيمان سارة عن حياتها.. ماذا عملت.. هل توافقتْ مع طموحها.. أم تفوقتْ عليه؟ وسارة تقص لها القصص والحكايا في المدينة الجديدة.. أخبرتها بكل شيء.. قطعت سارة حديثها تسأل عن نُهى! أخبرتها إيمان أنها ستأتي -حسب كلامها- قلقتْ سارة من تأخر نُهى، قالت إيمان: لا تقلقي.. هي كما عهدتيها.. ستأتي حتمًا، وابتسمت ابتسامة خجلى.. فهمتْ إيمان مقصدها.. ونزولًا عند رغبتها غيّرت مجرى الحديث، وسألتها عن حالها. |
تحدثت إيمان بأسلوب عذب، تود أن تواصل حديثها ولا تقطعه حتى لأخذ النَفَس.. تشعر سارة أن حديث إيمان كالمطر الرقيق، حينما يروي الأرض ولا يؤذي الزهور، كان حديثها بلسمًا، وتأملاتها شفاء، لا تريد سارة أن تصمت إيمان ولو لبرهة، كانت تعيش معها تلك الأجواء بضحكاتها، ودموعها، وفرحها، وآلامها.. انسجمت سارة لدرجة أنها نسيت نُهى، التي دخلت في جَلَبَةٍ وترحيبٍ حار، وكلمات منثورة بين إيمان وسارة! |
بادرت سارة بالسؤال.. نُهى حبيبتي كيف حالك.. لماذا تأخرتِ أقلقتيني عليك؟ أجابت نُهى: ألم تخبرك إيمان! تغيّر وجه سارة.. بماذا.. لا.. كنت أسألها عنك.. ولم تقل شيئًا.. هل.. |
ههههههه.. ضحكت نُهى بصوت عالٍ، ألم تقل: هي كما عهدتيها لم تتغيّر، فوضوية، مبعثرة، غير منضبطة بالمواعيد؟ ما بالك يا سارة هل نسيتِ طباعي؟! أُبشّرُكِ أنا أعمل، وأقرأ، وأرتب، وكل شيء هكذا على البركة.. هل تصدقين أني أعمل وأتعب أكثر من إيمان.. وإيمان تُنجز أكثر مني! هي منظمة ومُخططة ومُرتبة كما تعرفين.. لا.. ازدادت عما تعرفين.. لقد أهدتني أجندة كالتي اشترتها لها وأرسلت لك.. تخيلي أنها فارغة إلا الصفحات الثلاث الأُوَل.. خجلتُ من نفسي أن تبقى هذه الصفحات المتعوب عليها هكذا فارغة، فكتبت فيها بعض أكلات الترند، ومطاعم الترند، وكريمات العناية الترند، وعطور الترند.. وليتني استفدت منها أو اعتنيت بنفسي ههههه أنا كما عهدتيني 🙃 |
واصلت نُهى حديثها: ها يا سارة، ما هي أخبارك؟ أنا مشتاقة إليك.. لسماع صوتك، وأحاديثك التي لا تُملُّ، ماذا عملتِ.. وكيف أحوالك الآن، وكيف المدينة الجديدة، والعمل الجديد، والجيران، أهلك تأقلموا مع الوضع الجديد؟ هل لك صديقات مثلنا؟ |
ابتسمت سارة ابتسامة صفراء قائلة: أحبك يا نُهى وأحب الحديث معك.. أطرقت سارة ونظرت لساعتها ثم قالت: حان وقت مجيء أبي ليأخذني.. قد جئتُ على الموعد، ووجدت إيمان.. أخبرت إيمان بكل شيء.. لقد تحدثنا كثيرًا.. كان حديثًا عميقًا.. تمنيت لو كنتِ معنا.. إيمان من فضلك.. أخبريها عني.. |
بكل هدوء.. وادعتهما سارة وغادرت.. |
تجهّمَ المكان.. هل ضاق المكان حزنًا على فراق سارة.. أم حزنًا على حال نُهى.. التي طالما ضاعت منها، وبسببها فُرَص جميلة.. |
****** |
عودة إلى عمــــــــق |
كم نُهى تعيش بيننا.. وتحمل روحها جوانبنا؟! |
انتهى عدد اليوم.. وفي الأسابيع القادمة بحول الله نستكمل السلسلة.. كيف يمكننا أن نصنع حياة مليئة بالرضا والإنجاز والسعادة معًا.. نتلمّس خطة تطوير شخصية.. أسأل الله أن ننتفع بها.. |
مريم |
لطلب الخدمات |
للاشتراك في عمق |
التعليقات