وماذا بعد!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عيدكم مبارك.. وتقبل الله طاعتكم وأجزل مثوبتكم..

كتبت هذا العدد في منتصف رمضان ليصدر الاثنين الماضي ونسيت جدولته!

لا بأس.. هاهو بين أيديكم لم يفقد رونقه.. (عدلت بعض ما فيه ليتناسب مع التوقيت)، أما عدد أول اثنين من أبريل، فسيصلكم -بحول الله- مدموجًا مع أول اثنين من مايو.

في بداية هذا العدد أرحب بالمشتركين الجدد.. ورفقاء الدرب.. شكرًا لكم على ثقتكم بي.. معدل الفتح رائع جدًا.. وهو ما يحفزني لأقدم أكثر وأجود، نسأل الله العون والتيسير.

هل فرحت بالعيد؟!

مهما كانت الهموم والآلام.. خذ لنفسك متسعًا بينها.. إن تطبيقك للسنة بهذا الفرح سيكون -بحول الله- وقودًا لروحك.. وشمعةً تضيء دربك..

إننا بحاجة لأن نفرح.. 

أعلم بمدى ما تعانيه.. وقد عانيت شيئًا منه.. وكل من في الأرض قد عانى.. فهل نستسلم للحزن 😢

لقد مرّ على نبينا صلى الله عليه وسلم أيامٌ شداد عانى فيها وحزن حزنًا كبيرًا، لقد عانى من قسوة وتعنت قريش وصدهم لدعوته، وظلمهم وتعذيبهم لأصحابه، عانى من أمور وصعاب كثيرة بعد هجرته، بل عانى مرارة الفقد حينما توفيت داعمه الأول السيدة خديجة رضي الله عنها ومما زاد الألم  وفاة عمه أبي طالب على الكفر في نفس العام، هل هناك أقسى من أن تتأكد من أن النار هي مصير حبيبك الذي فقدت! لقد كان أبو طالب رادعًا ومانعًا لقريش، فانهد السد ومات إلى النار! فما أشدّ ما مرّ بحبيبنا صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم تتوقف حياته ولا خطواته وتفكيره عند حزنه.. بل فرح وأفرح، وعمل وأرشد.. وأقام دولة هي من أعظم دول التاريخ، ولنا فيه صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.

افرح.. واحلُم.. واعمل.. فلن تتوقف الحياة عند حزنك.. بل إن لم تقدها إلى حيث تريد.. قادتك إلى حيث يريد الآخرون!

هل غادرت الروحانية حياتك بعد رمضان؟!

لا يعني انقضاء شهر الصوم انطفاء الروحانية في حياتك.. بل ليكن الوقود الحقيقي الذي سيضيء حياتك 11 شهرًا قادمة؛ استصحب أجواء رمضان معك بقية العام فلا زالت النفحات الروحانية تحيط بك:

🌟  فأوقات استجابة الدعاء لا تزال مصاحبة لك في سجودك، وفي الثلث الأخير من الليل حين ينزل الرب جلَّ في عُلاه ففي الحديث الصحيح:

 {إذا كان ثُلُثُ الليلِ أو شَطْرُه يَنزِلُ اللهُ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ هل من سائلٍ فأُعطيَه هل من داعي فأستجيبَ له هل من تائبٍ فأتوبَ عليه هل من مستغفِرٍ فأغفرَ له حتى يَطْلُعَ الفجرَ}

وبين الأذان والإقامة لكل صلاة.

وفي عصر يوم الجمعة.. كلها أوقات يستجيب لك الله سبحانه وتعالى حينما يرِقُّ قلبك ويدعوه.

🌟 وصيام ست من شوال بعد رمضان يعدل صيام الدهر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

🌟 وتلاوة القرآن ونوافل الصلوات كصلاة الأوابين في الضحى، أو ركعتين مع الوتر هي متاحة لك في أي مكان وأي  يوم من العام.. داوي قلبك وحافظ على روحانيتك.

💦 لتكن رفيقًا بروحك.. مستمسكًا بالفرائض التي أديتها في رمضان، ومبتعدًا عن تلك المعاصي التي هجرتها في رمضان.

💦 لتكن رفيق طاعات رمضان.. من نوافل الصلوات وقراءة القرآن والصدقات والصلات.

💦 لتكن مُحبًا لنفسك التي روضتها على فعل الخير وحسن الخُلق في رمضان، استصحب معك عاداتك وأخلاقك التي جمّلتك وجمّلتها في رمضان.. لتكن رفيقتك بقية عمرك. ولا يكن آخر عهدك بالخير والسلام النفسي والسلام مع الآخرين في رمضان.. فإن من علامات قبول العمل هو استمراره وعدم انقطاعه.. وإلا كيف تُقيّم نفسك بعد تخرجك من مدرسة رمضان.. مدرسة الصبر!

إن نجاحك في تقويم أخلاقك وتهذيب روحك وقوة شخصيتك في رمضان، دليل على قدرتك على استصحاب كل ذلك عمرك كله.

النجاح في رمضان انبثاقُ أمل لنجاح العمر.

وفي الختام.. 

عيدكم مبارك.. وكل عام أنتم بخير.