5 أمور تُعزّز شعور الرضا.. وتجعل منك شخصًا سعيدًا

30 يونيو 2025 بواسطة مريم الهاجري #العدد 69 عرض في المتصفح
 ما هي مشاعرك قبل النوم، كم كانت مساحة الأمل والتفاؤل التي أمسيت بها مُتلحّفًا؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

أهلًا ومرحبًا برفقاء الدرب.. والمشتركين الجدد.. إنه فضل من الله أن تزدان قائمتي كل أسبوع بكم.. وبمن قرر أن تزور "عـمــــق" بريده كل أسبوع، أسأل الله أن يبارك فيما أكتب فتستفيدون منه وتجدون بغيتكم.

***

كيف أصبحت اليوم!

يتحكم الصباح في مشاعرنا ورؤيتنا وقراراتنا لسائر اليوم ☺️ فمن كان صباحه مشرقًا وراضيًا ارتسمت ملامح الرضا على تفاصيل يومه، والعكس صحيح.

ولكن ما الذي ألبس صباحنا هذه المشاعر أو تلك؟ في الغالب هي المساءات السابقة له! إذن فليتعدل السؤال إلى:  كيف كان مساؤك؟ ما هي مشاعرك قبل النوم، كم كانت مساحة الأمل والتفاؤل التي أمسيت بها مُتلحّفًا؟

كل هذه عوامل تؤثر في صباحك التالي: الأحداث، الأخبار، الأعمال الشاقة التي توليتها بنفسك أو أشرفت عليها، الأمراض المزمنة والوعكات الصحية، الظروف الاجتماعية والأسرية، وغيرها، والذي يُحدد مدى هذا التأثير، ومدى تفاعلك معها هو أنت! نعم أنت.

لن أدعوك لتكون مثاليًا خاليًا من المشاعر بحيث لا تؤثر فيك أحداث البارحة بشيء، هذا هراء سرعان ما ينكشف، ولكني لن أنصحك بأن تسمح لها بأن تنسج خيوطها حول عقليتك، فلا تفكر إلا بمنظورها، فهذا مدعاة للوهن والإكتئاب لذلك سأعرض لك المنهج النبوي الذي أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الحسن: {إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإن اللهَ – عز وجل - إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم ؛ فمن رَضِيَ فله الرِّضَى، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ}

أليس رضا الله عنا هو أقصى أمانينا؟! ورضا الله يتحقق برضانا عن أقداره فينا وعدم تلقيها بالسخط والعصيان؛ ثم إن الرضا يبث الطمأنينة في النفوس، والتي بدورها تشعرنا بالسعادة وإن كنا في أحلك الظروف، والعقول المطمئنة الراضية تكون متفتحة على الأفكار العظيمة والحلول الخلاقة لمشاكلها والصعاب التي تمر فيها، هل رأيت متشائمًا يقدم حلولًا إبداعية وأفكارًا واعدة؟

إذن، أنت من يتحكم في صباحاتك، إدارة مشاعرك هي المفتاح لكل بوابات السعادة والرضا والإنجاز، الأقدار بيد الله، ومشاعرك أنت تختارها بنص الحديث: {فمن رَضِيَ فله الرِّضَى، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ} فأنت الذي تختار الرضا أو تختار السخط لترسم بواحدٍ منهما ملامح حياتك.

ربما أقنعك كلامي.. وتتساءل عن كيفية تحقيق الرضا؟

وهنا أحب أن أخبرك أنك أمسكت بأول الخيط إن صدقت مع نفسك، ولن أسرد لك أبحاثًا علمية بذلك، بل سأرشدك بما أطبقه على نفسي من خلال 5 أمور:

أولًا: هذه أقدار الله، وقدره كله خير، ولو كُشف لي الغطاء ما اخترت قدَرًا سوى القدر الذي اختاره الله لي، وهو الأرحم والأكرم والأعلم. غير أن بعض الأقدار تستجلبها الذنوب عافانا الله وإياكم منها، وبعضها تستجلبها الطاعات والأعمال الحسنة والدعاء بالخير رزقنا الله وإياكم من خيري الدنيا والآخرة، لذلك فمراجعة النفس ودسائسها التي لا يعلمها سوانا مهمة في كل حين، سيما عند حدوث ما لا يرضينا، لعل ذنبًا كان سببه ونحن عنه غافلون.

ثانيًا: حسن الظن بالله، للحديث الذي أخرجه مسلم: {لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن ظنه بالله} لماذا؟ لأن النبي صلى عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه: {أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي،} رواه مسلم أيضًا، وانظر شرح الشيخ ابن باز رحمه الله له. لذلك وكما أشار الشيخ ابن باز رحمه الله العمل الصالح يؤدي للظن الحسن، والعكس صحيح.

ثالثًا: من الطرق الرائعة التي جربتها هي تمارين الامتنان، وهي وإن كانت من الحلول في علم النفس اليوم، إلا أن ديننا حثنا عليها قبل كل هذه العلوم، بل جُعل الشكر والامتنان في أذكار الصباح والمساء: {اللهم ما أصبح بي من نعمةٍ، أو بأحدٍ من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر}، وللامتنان طرق عدة، جرب أيها شئت، وأبسطها أن تخصص دفترًا أو تطبيقًا تسجل فيه كل ليلة قبيل نومك كل النعم التي أمسيت تمتلكها، ومن أهمها أن روحك لا زالت في جسدك، وأنك أمسيت مسلمًا وغيرك قد افتُتن في دينه {اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك} واكتب أي نعمة تمتلكها في هذه الحال، عينٌ ترى، عقل يفكر، أشخاص يحبونك، عمل يدر عليك دخلًا يكفيك ذُل السؤال.. وهكذا، وتوجد تمارين مختلفة منها تمارين الامتنان أربعون يومًا.. رائعة رائعة.. وبعد هذه التمارين ستجد راحة نفسية عجيبة، ستخلد للنوم بكل رضا، وستصحو مشرق الروح متفائلًا بيوم جميل.

رابعًا: العمل، ولا أقصد بذلك أن تكون موظفًا، بل أقصد أن تكون مشغولًا بما يعود عليك وعلى مجتمعك بالنفع، لأن الفراغ معضلة كما قال الشاعر:

     إن الشباب والفراغ والجده                   مفسدة للمرء أي مفسده!

والفراغ يعزز الفوضى النفسية والاكتئاب والوساوس للأشخاص القابلين لهذه الأمراض النفسية، عدا أنه مضيعة للدين والدنيا، ولكي تغمر حياتك بالرضا، لا بد أن توجد شيئًا يعزز وجوده فيها، فعند إنهاء مهام أنت ملتزم بها، أو إنجاز عملك، أو خدمة ونفع الآخرين، ستشعر حتمًا بالرضا والسعادة، بل لن يكون لديك وقت للتساؤل عما إذا كنت راضيًا.. لأنك قد غمرت وقتك بالعمل، وتغيرت بذلك نظرتك لأشياء كثيرة، ولا وقت لديك لبقية التوقعات (والهواجيس).

خامسًا: لا تنتظر النتائج الحلوة والثناء من أحد، لا تربط سعادتك بها، أنت لم تعمل للحصول على ثناء، أو إطراء، أنت تعمل لأن لديك هدف تريد تحقيقه، تعمل الخير طلبًا للثواب من الله الذي سيجازيك بالخير ولا شك، أما الآدميين فمجرد كف الأذى منهم هو خير بالنسبة لك، مختصر القول كن أنت السعادة ولا تربط سعادتك بأحد أو شيء، كن مصدرًا لسعادتك ورضاك وللآخرين، لست ملزمًا بجعلها في حياتهم، ولكن نية الخير ونشر السعادة ستصلهم بلا شك، سيجدون منك ما يسعدهم إن بذلت لهم شيئًا يسيرًا.

في بدايات الإجازة.. كن سعيدًا.. أيام قلائل وستنتهي الإجازة، وأنت لازلت غارقًا في الفوضى النفسية.. لا تنسَ نفسك.

هنا مقالي الأخير على مدونتي.. فيه شيء جميل.

ختامًا أهديك هذه العبارة الجميلة من سناب د. رشا المرزوقي

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. طابت إجازتكم.

مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق