كيف تجعل من رمضان هذا العام مميزًا [أفكار مميزة]

بواسطة مريم الهاجري #العدد 28 عرض في المتصفح
التقوى من أهم أسرار رمضان.. {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أوقاتكم بكل خير.. أكتب هذا العدد بمشاعر مختلفة..

بعض الأماكن، وبعض الأزمان لها فرح خاص، شعور خاص، وطابع خاص بكل المقاييس، وكذا هذا الشهر، شهر شعبان مليء ومزدحم، طاقة عجيبة للإنجاز، الكل يعمل ويستعد، والسبب أنه يسبق شهر تحبه القلوب وبه تحيا، إنه رمضان 💚 

صورة "اللهم بلغنا رمضان" تحوي مصحفًا خلفه ورد يوحي بجو إيماني

صورة "اللهم بلغنا رمضان" تحوي مصحفًا خلفه ورد يوحي بجو إيماني

هو شهر بمثابة "الفلتر" السنوي إن صح التعبير، لكل الآلام، والأخطاء والإخفاقات، شهر تتربع فيه الأماني يحفها الدعاء، شهر نخبئ له أحزاننا ليمحوها بدعاء في خلوة، وترجو فيه قلوبنا مغفرة الذنوب والزلات بكثرة العبادات وتنوعها، والتقرب من رب الأرض والسموات، شهر نتسابق فيه إلى الصلاة والمساجد والصدقة والقرآن: وين وصلت، وكم ختمت  🤍

شهر نتنازل فيه بطيب خاطر، ونعفو عن إساءات العام التي أدمت سهامها قلوبنا، لأننا نرجو العتق من النار، ونرغب في عفو الجبار، انظر لما نشره أحمد الواعظ في حسابه تحت عنوان (لمَ لرمضان فضل على سائر الشهور).

وأنا أرتب أفكاري لمجموعة من أعداد هذه النشرة، اطّلعت على تدوينة حنين حاتم "ساعة صبحية"، كانت تدوينة رائعة، أثارت فضولي للكتابة.

يعمُّ الفرح قلوب المسلمين في شهر شعبان لقرب رمضان، وتتبدل المشاعر تلقائيًا ليلة الإعلان عن رؤية الهلال، إلى فرح شديد، وتهانٍ وتبريكات، اللهم إنا نسألك صلاح القلوب والأحوال.

هل تساءلت يومًا: لماذا كل هذا الفرح؟

إنه يعني أن قلوب المسلمين معمورة بالإيمان، إذ يفرحون بمواسم الطاعات والقربات، مؤمنين بجزيل عفو الكريم المنان، وهو ما يطلبونه بالأساس.

وسط هذه المشاعر المليئة بالفرح، يباغتني سؤال: كيف حالك الآن؟ أبهذا الروتين اليومي، وهذه الحال من الأخلاق والعبادة، هل أنت مستعدة لدخول رمضان، وزيادة العبادة فيه؟

المسألة مسألة توفيق من الله، ولكن عليّ اتخاذ الأسباب، رب السموات والأرض كريم رحمن رحيم، ولكن عليّ العمل لأصل إلى رضاه عني..

وحتى تتيقن أن المسألة هي مسألة "توفيق"، انظر إلى "الذكر" من أسهل الطاعات، لكن لا يوفق له إلا القليل!

ابن عثيمين رحمه الله

السؤال: لماذا لم يوفق له إلا القليل؟ لا بد أن هناك أسباب قدمها من وفِقَ له، وأسباب فعلها من حُرمَ إياه.. وكذلك رمضان!

فتش في قلبك.. هناك أمور قلبية هي التي تقربك من هدفك ألا وهو فعل الطاعة المؤدية إلى رضا الله، أو تبعدك عنه بالمعاصي والملهيات للأسف 😢

التوفيق ليس بيتًا تسكنه، ولا شخصًا تعاشره، ولا ثوبًا ترتديه.التوفيق غيثٌ إن أذن الله بهطوله على حياتك ما شقيت أبدًا، فاستمطروه بالصلاة والدعاء، وحسن الظن بالله.

ابن عثيمين رحمه الله

{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} أنت أعلم بحالك لو فتشت ونقّبت، وأفضل وقت لذلك هو الآن كي تستقبل رمضان بقلبٍ سليم.

💡 كيف نجعل رمضان مميزًا؟

كنت قد أقمت أمسية بمثل هذا الموضوع في شعبان العام الماضي 1444 هـ، استضفت فيها عدد من الأكادميين -جزاهم الله خيرًا- وشاركنا أ. محمد الشهري بهذا المقطع المهم عن التخطيط لرمضان بنجاح، مشكورًا.

ومن الأسباب التي تجعل من رمضان مميزًا هو الاستعداد المبكر له 👌🏼

1/ الاستعداد الروحي:

1- بإخلاص التوحيد لله دون شريك.

2- بالتخلص من أمراض القلوب، وأولها الحسد.

3- بالتوبة والاستغفار وكثرة الذكر وقراءة القرآن.

4- بالتفقه في الأمور المرتبطة بالصوم وعبادات رمضان.

2/ الاستعداد الاجتماعي:

بإنهاء الواجبات والالتزامات الاجتماعية قبل رمضان، بحيث لا يبقى إلا واجبات رمضان الاجتماعية فقط، إذ أن رمضان وقته ثمين يجب الاهتمام حتى بدقائقه.

3/ الاستعداد العملي:

إنجاز ما يمكن إنجازه من الأعمال قبل رمضان، كي لا يُزاحم موسم الطاعة كثير عمل، مع احتساب الأجر أثناء العمل في رمضان.

4/ الاستعداد الاقتصادي:

المبادرة بشراء لوازم رمضان والعيد في شعبان ما أمكن، ليكون المرء صافي الذهن في رمضان، مرتاح البال، فليس رمضان موسمًا للتبضع والتنقل بين الأسواق.

ومما ابتلينا به الأصنام والتماثيل التي ارتبطت بالأواني والتحف، وأُلبِستْ زي رمضان! فيا للعجب كيف يجتمع موسم الطاعة وأدوات الشرك في آنٍ معًا!

اللهم أنر قلوبنا، واحفظنا من الشرك.

حق المسلمين عليك في رمضان:

حقوق المسلمين هي كما هي في رمضان أو غيره، وإن كان المسلمون يهتمون بها أكثر في هذا الشهر لروحانيته.

ويعتبر رمضان شهر الدعاء، مع أن المسلم يدعو ربه طول العام، إلا أن الدعاء يتأكد في هذا الشهر، إذ الدعاء مخ العبادة، ورمضان هو شهر العبادة، حيث تزداد الروحانية وتخشع القلوب، سيما أن رمضان من المواسم الشريفة التي يتحرى فيها المسلمون إجابة الدعاء، فيدعو المسلم بخيري الدنيا والآخرة.

وفي مثل هذه الظروف العصيبة على إخواننا المسلمين في شتى بقاع الأرض، أُذكّر نفسي وأُّذكّركم بالإكثار من الدعاء لهم، بأن يفرّج الله كربهم، ويجمع شملهم، ويوحّد كلمتهم على التوحيد، وينصرهم على أعداء الدين ويكون لهم نصيرا.

في الختام..

هذا العدد كتبته مشاعري لكم..

اللهم سلمنا لرمضان، وسلّمه لنا، وأعنا فيه على طاعتك، والبعد عن معصيتك، وتقبّله منا، واعتقنا ووالدينا وأحبتنا من النار.

أشكرك حيث وصلت معي إلى هنا، إن كان هذا العدد مفيدًا فبتوفيق من الله فله الحمد، فشاركه مع الآخرين ليستفيد الجميع. واضغط زر الاشتراك إن لم تكن مشتركًا ليصلك كل جديد.

لطلب الخدمات واتساب
Nada Abbasجلال اللافي2 أعجبهم العدد
مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق