عـمـــــــــق - العدد #13

بواسطة مريم الهاجري #العدد 13 عرض في المتصفح
"أنت تتصرف دائمًا وأبدًا بالأسلوب الذي يتفق مع أقوى معتقداتك"الجزء  الأول

ما هي علاقتك بنفسك .. هل تعرفها، هل أنت على وفاق معها، هل تشعر بنشاط دائم وتفاؤل ؟

مشاعرك وسلوكك وردود أفعالك كلها نابعة من مدى معرفتك لذاتك ومدى تقبلك لها وإيجابيتك الناتجة عن ذلك . 

يعتقد الواحد منا أنه يعرف نفسه، في حين أن الكثيرين يرون أنفسهم في صورةٍ مختلفة عن الواقع، وللأسف فالأغلب منهم يرون أنفسهم أقل مما هم عليه في الحقيقة 😶

أن يعرف الإنسان نفسه وينظر لها بإيجابية أمر مهم له تأثيره القوي في حياته، فالإنسان يمتلك قوة هائلة حباه الله إياها، ولكنها لا تتحقق إذا ما نظر لنفسه بسلبية وهو لا يعلم, وذلك لجهله بنفسه. ولكي تتعرف على نفسك أكثر إليك اختبار مستوى معرفتك لذاتك من كتاب " رحلة نحو الذات " للأخصائية نوره الصفيري:

أجب بـ نعم أو لا:

1.  أعرف نقاط قوتي.

2.  أعرف الأشياء التي أشعر تجاهها بالحماس والأشياء التي تلهمني وتحمسني.

3.  أدرك الخصال والصفات التي يقدرها فيّ الآخرون وأستخدمها لمساعدتهم.

4.  أدرك الأشياء التي تميزني عن الآخرين، والموضع الذي أضيف منه قيمة إليهم وأقوم باستمرار بتقوية هذه المميزات.

5.  أعتمد على نقاط قوتي الشخصية، وأعمل على التخلص من نقاط ضعفي.

6.  أثق بنفسي وقدراتي وأمتلك معتقدات قوية.

7.  أعتبر نفسي خبيرة في عملي وأقوم بأداء مهامي أفضل من معظم الذين أعرفهم.

8.  أتطلع بلهفة إلى الذهاب إلى العمل أو إلى ممارسة حياتي اليومية

9.  نادراً ما أشعر بأن الطريقة التي أقضي بها يومي تستنزف طاقتي، كما أنني أشعر في نهاية اليوم بالقدر نفسه من الطاقة الذي كنت أشعر به في بدايته

10.                أشعر بالارتياح تجاه العمل الذي أؤديه، وتجاه الطريقة التي أقضي بها وقتي، وبالقدرة على التعبير

النتيجة:

(كلما زادت إجاباتك "بنعم" دل على مدى معرفتك بذاتك)

قد تتساءل : كيف أعرف نفسي؟ 

سأجيبك : عن طريق صورة الذات.

لعلك تشعر أنني أدور في متاهة! كلا.. فقط ركز معي قليلاً؛ فصورة الذات هي أفكار في ذهن الإنسان وليست حقائق، أفكار توجه سلوكنا وما يترتب عليه، كما تخلق توقعًا معينًا بداخلنا، ولها تأثيرٌ في اكتساب الثقة بالنفس أو فقدانها. 

كيفية عمل صورة الذات:

صورة الذات تتمثل في فهم الإنسان لذاته سواء كان صحيحًا أو خاطئًا، وعليه سيكون سلوكه وردود أفعاله. يقول د. ماكسويل مولتيز:

إن كل تصرفاتك وأحاسيسك وسلوكك, وحتى قدراتك تكون طبقًا لنظرتك الذاتية 

وبناءً عليها سيكون تعامل الناس معك فعلاقتك مع ذاتك تنشأ عليها باقي العلاقات فإذا تعاملت مع نفسك بحب؛ فالآخرون سيعاملونك كذلك. 

وإذا قسوت على نفسك فستجد القسوة من الآخرين.

وإذا احترمت احتياجاتك فسيحترمها الآخرون.

فهناك ارتباط وثيق بنسبة 100% بين علاقتك بنفسك ( نظرتك إليها - قبولك - اعتزازك ) وأسلوب حياتك وعلاقاتك بالآخرين، فأنت العلاقة المركزية.

إذا ما نظرت لنفسك أنك إنسان ناجح فإن تصرفاتك وقراراتك تقودك إلى ظروف تحقق لك النجاح، هذا النجاح سيعزز صورة ذاتك الإيجابية حينما تتجاوز الصعوبات وسيدعمها ويقويها أيضًا. 

وتظهر صورة الذات من خلال المشاعر، فالشخص الذي ينظر لنفسه نظرة فيها شعور بالدونية سيقابل الناس ومشاعره السلبية عن نفسه بادية على ملامحه، وقد يتساءل أحيانًا عن سبب معاملتهم القاسية له! وهو لا يدري أن نظرته لنفسه كانت السبب. 

إن صورة الذات الإيجابية تقود للنجاح حيث أنها تبذل أسبابه، وصورة الذات السلبية تقود للفشل حيث أنها تشرّع له الأبواب! حينما يركز الإنسان على أخطائه وجوانب ضعفه - بمبالغة - وليس على صفاته الإيجابية، فهو يميل للنظر لنفسه بسلبية وبالتالي يقودها للفشل. 

إن صورة الذات هي التي تدفعك لاتخاذ قرارات بعينها وتمنعك من اتخاذ قرارات أخرى، فهي التي تحدد رؤية الإنسان للأشياء وكيفية التفكير، وتحدد كذلك مشاعره وجميع تصرفاته.

إذن فصورة الذات هي المحرك الرئيس للإنسان وسلوكه وأعماله، وهي قائد السفينة فإما أن تدفعه لتحقيق النجاح والحياة الكريمة، وإما أن تقوده للفشل وتملأ أيامه بالتعاسة والشقاء. 

ولعلك تتساءل: ما علاقة صورة الذات بالأحداث والظروف التي تقع بالعالم الخارجي من حولي، وأنا لا حول لي ولا قوة لي في التأثير بها، فهي خارج نطاق إرادتي؟

ونعود مرة أخرى إلى موضوع القرارات؛ فالقرارات التي يتخذها الإنسان في حياته هي التي تضعه في الظروف التي يمر بها، وهذه القرارات تتحكم بها صورة الذات كثيرًا.

إنني أدعوك أخي الفاضل أن تنظر لنفسك بإيجابية مهما كانت الظروف، يقول جيمس ألن عالم النفس الشهير: 

دع الإنسان يُغير اتجاه أفكاره، وسوف تمتلكه الدهشة لسرعة التحول الذي يحدثه هذا التغيير في جوانب حياته المختلفة. 

أرجو أن أكون قد أفدتك في هذا الجزء من سلسلة الصورة الإيجابية للذات، وبإذن الله نستكمل ما بدأناه في هذا العدد في الأعداد القادمة. 

إن أعجبك هذا العدد فيسرني ذلك، وإن رأيته مفيدًا فيسرني مشاركتك له مع الآخرين. 

شكر خاص للحبيبة ريم لمشاركتها في إخراج هذا العدد. 

مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق