نشرة عبدالوهاب الصادق القايدي البريدية - العدد #3

عصر الرقمنة وتحدياتهيعد العصر الرقمي بمثابة ثورة في عالم المعرفة والملكية الفكرية ، حبث أن الانترنت والتكنولوجيا الرقمية قد غيرت الطريقة التي يتم من خلالها إنتاج ونشر الاعمال الفكرية، ومن المسلم به أن هذا النوع الجديد من الملكية الفكرية يأتي مع التحديات الجديدة التي تتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية وتوزيعها بشكل عادل..إن انتشار المحتوى الرقمي على الانترنت يؤدي إلى زيادة فرص نشر الأعمال الفكرية في ثوان ومن الممكن نسخها ونشرها دون التحقق من حقوق الملكية عبر الحدود الدولية ويجعل هذا من الصعب التحكم فيها وحمايتها وتحديد ملكية الاعمال الفكرية.وللتغلب على هذه التحديات يجب على الدول تنسيق جهودها وتعاونها لضمان حماية الملكية الفكرية بشكل فعال في جميع أنحاء العالم .بالإضافة إلى ذلك، فإن الاختراعات البرمجية تؤدي إلى تحديد مفهوم جديد للابتكار والاختراعات وقد يؤدي ذلك إلى تغييرات في القوانين أو الأنظمة المتعلقة بحماية الملكية الفكرية وبما أن هذه التغييرات تتجه نحو توسيع نطاق الحماية، فإنه يجب على الدول التنسيق مع بعضها البعض لضمان حماية الملكية الفكرية بشكل فعال في جميع انحاء العالم.ومن بين التحديات الأخرى التي تواجه الملكية الفكرية في العصر الرقمي فإن هناك حاجة إلى تحديث القوانين والأنظمة لتلائم التطور السريع في التكنولوجيا وتحديداَ فيما يتعلق بالنماذج التوليدية والذكاء الاصطناعي التوليدي ويجب على الدول أن تتعاون مع بعضها البعض لتطوير إطار عمل قانوني يتناسب مع هذه التحديات ويضع الملكية الفكرية في موقع الحماية الكاملة. ولم تكن المملكة العربية السعودية بعيداَ عن هذا التطور والتقدم التكنولوجي السريع وتزايد أهميته إذ تعد الملكية الفكرية عاملا مهما لتطور الاقتصاد في المستقبل والرؤية السعودية 2030م .  ولقد أطلعنا على مسودة مشروع نظام الملكية الفكرية ـ لم يعتمد وينشر بعد ـ الذي يحمل بين طياته مواد مرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتقنية الناشئة عنه مما يدل على مواكبة السعودية لتحديات الاقتصاد الرقمي الذي يتيح للشركات والافراد فرصاً جديدة ومثيرة للابتكار والنمو والتوسع والتنافس في التجارة العالمية .مع خالص التحية والتقدير  محام ومستشار قانوني