سلعة الإيمان - العدد #4

بواسطة خولة المنديل #العدد 4 عرض في المتصفح
هذي النشرة توثيق و تتمه لحديث مطول في ستوري الإنستقرام

أتذكر بالضبط العشر الأواخر في رمضان العام الفائت

كنت أتصفح الإكسبلور خلال تحضيري لوجبة السحور و بشكل غريب كان فيه كثير بوستات تخص علم الطاقة و الجذب و مدربين الوعي الذاتي و من باب الفضول دخلت على منشوراتهم و الأغلب منهم كانو يتكلمون عن حاجة أسمها "طاقة أسماء الله الحسنى" 

من ضمنهم حساب كان فيه وحدة تتكلم -بدون انقطاع- عن معاني أسماء الله و كيف نستخدمها عشان نفتح أبواب الرزق، في المقابل كان فيه حساب لرجل و كل منشورات الحساب أسماء الله و معانيها.. ما تفاجأت كثير لكن الي حقيقة فجعني كمية التعليقات الي معتقده بصحة كلامهم و مؤمنه فيه!

وقتها ما قدرت أنام الا لما فضفضت في الستوري رغم اني ما أحب "إثارة الجدل" لكن كان في داخلي خليط من مشاعر الغضب و  الحُرقه، سبحان الله وصلت مشاهدات الستوري وقتها ألفين مشاهدة رغم ان المشاهدات كانت ما تتعدى ٤٠٠ مشاهدة و في المقابل كان فيه كثيير رسائل على الخاص لمدة يومين

بس كل الي في بالي ، كيف أحنا المسلمين الي تربينا في بيئة محافظه و غير متعددة الديانات و منغلقه نوعًا ما صار كلام مضلل و غريب يجذبنا و نؤمن فيه مثل التوكيدات و التنظيفات و الهالة و الطاقة و الجذب و الطفل الداخلي و الإستحقاق و الكارما و الهباب هذا كله! كيف أشخاص متعلمين بكامل قواهم العقلية مو بس يصدقون إلا يؤمنون ان الطريق الى الرزق الوفير و فتح ابواب السعادة و الوصول الى الأمنيات هو تخيلات و تأمل و جمل مكرره و تصرفات غريبة بعيدة كل البعد عن ما تربينا عليه من تعاليم الدين الإسلامي، هو شيء حرفيًا خاضع لسيطرتهم و بيد الإنسان نفسه!

————————————

بعد فترة شاهدت حلقة من برنامج وثائقي و كانت عن "تكون الطائفة" كيف ممكن شخص واحد بفكر و توجه معين يجذب حوله الكثير من الأشخاص المؤمنين بأفكاره و آراءه و مستعدين يبذلون أغلى مايملكون في سبيله من دون وعي منهم، إطلاقًا!

الطوائف هذي الي يترأسها شخص بشعبيه كبيرة و بمعتقدات متطرفة و أتباع متعصبين موجودين في أماكن كثيرة في العالم و كلهم يمشون على خطوات معينه، لكن الآن نتكلم عن مدربين تطوير الذات -او أيًا كان اسمهم- في حال شاهدتي لهم مقطع في السوشل ميديا ف..

- للوهله الأولى بيبدو الكلام جديد و جاذب يصدر من رجل متهندم يوحي شكله بالثقافة او إمرأه جميلة، هذا الشخص يكون عنده كاريزما عالية و ثقة لدرجة السلطه بحيث يجذبك تكملي معاه كلامه🗣

- بيبدأ ببرنامج تلقين معين - وحقيقي هذول الأشخاص ما يسكتون لثانيه عشان مايتركون لك مجال للتفكير مرتين في كلامهم- و دايمًا يستشهدون بسور من القرآن بالأحرى "يأسلمون" معتقدات غريبة مأخوذه من الديانة الهندوسية فالبالتي ما تقدري تشككي فيهم لأنك مسلمه و تربيتي على الإيمان بتعاليمه 

- بعد ما يتم غسل دماغك بيتم إستغلالك، ماديًا او حتى فكريًا -لو ماكنتي تقدري تشتري من دوراتهم و الخدمات المدفوعة الي يقدموها بمبالغ مرتفعه- راح تحسي انك دايمًا محبوسة في صندوق من الافكار الي فقط يغذيها شخص واحد👤، و بالتالي دايمًا بتحسي بالحاجة له و بالتخبط بدونه!

- كذا يتم تكوين طائفة او مجموعة👥، الموضوع مايتعلق بالمعتقدات نفسها بقدر ما يتعلق بتصرفات هذي المجموعة و أساليب التأثير و التحكم المتنوعة الي يستخدموها للتلاعب فيهم و استغلالهم و توجيه سلوكهم!

قد تمري في حياتك بمرحلة إنتقالية، وفاة شخص عزيز و مقرب أو ضغوطات حياتيه متكرره أو مشاكل في زواجك أو خسارة مالية كبيرة، لما تكونين في حالة الضعف هذي راح تكونين أكثر إنفتاح الى تجربة حاجات جديدة ممكن تصلح من وضعك بشكل فوري!

راح يجذبك كلامهم و خدماتهم المجانية مثل جلسات التأمل الأون لاين أو أي درس مباشر و بمجرد ما تحضري بيشتغلون عليكي و يخلونك ترجعي لهم مره ثانية عشان يرسخون معتقداتهم عليكي، دايمًا فيه منك "نسخه أفضل" او شخصية متكامله او حياة مليئة بالثراء المادي و المجتمعي توصلي لها ،و ماتوصلي لهذا الشيء الا من خلالهم ! انتي عاجزة تمامًا من دونهم

 راح تكون أهم علاقة في حياتك هي علاقتك بهذا "الزعيم👤"، اي شخص خارج هذي العلاقة عدو لك، اخوكي ممكن يكون "نرجسي" و مريض لازم تبعدي عنه، شخص في عائلتك "توكسيك!" علاقة مسمومه أتركيها، كلهم ممكن يعيقون طريقك للوصول للكمال!

هنا أنتي بتوقفين عن التفكير بشكل كامل و تنكري إي أفكار تخصك لأنه فيه مجتمع كامل معاكي مؤمن فيها و انتي لازم تكونين مثلهم!

———————————————

الدين له هيمنه كبيرة على البشر -لأنه فطره داخلنا-، دايمًا الإنسان بيحس انه محتاج قوه أعلى يستند عليها في ظل تخبط الواقع و فوضويته مهما كان منصبه أو مكانته بين الناس، راح يظل محتاج الى الدين بشكل مايقدر يهرب منه

لما نجي نطبق هذا الكلام على الإسلام نجد ان جميع الأنبياء كان لهم حضور قوي و سيادة في مجتماعتهم، كانت صرفاتهم و كلامهم مختلف و ذو جاذبيه لكن الفرق الجوهري بين الإسلام و بقية الأديان أنه الدعاة له يتركون للأشخاص كامل الحرية في الأختيار، هم ما يبون شخص دماغه مغسول🧠! هم يبون شخص يمتلك كامل الحرية و الإستقلالية عن غيره، مرتبط فقط بالواحد الأحد و ليس بأي بشر على الأرض، يعبد رب العالمين ليس طمعًا في جنته ولا خوفًا من ناره إنما لأنه مُستحق للعباده

قد يوهمونك و يقولون أن هذا علم مفصول عن الدين، لكن الدين هو الحياة نفسها يا حبيبتي

لو نفع العلم لوحده أحد، كان نفع الغرب الي متشدقين فيه!

الموضوع أكبر من مجرد مدربين و أشخاص يتبعهم المئات من ميسوريّ الحال و يغتنون من وراهم بالملايين.. بشوية تفكير و ربط بين الأمور بتقدري تطبقي الكلام فوق على الكثير من النماذج الموجودة في حياتنا

——————————

في طريقك لله ستجدين أنك وحيدة تمامًا و ضايعه و مافي نتائج فوريه أو حتى واضحه لسعيك، قد يتركنا رب العالمين بمفردنا لأنه يبي يشوفنا نأتي إليه بانفسنا، غير مدفوعين بأي مؤثر خارجي، هل سنستمر رغم ضبابية الطريق أو نستسلم عند أول إختبار

حقيقةً اليقين مراحل و يُبنى بهذا الشكل..

مع الأيام الصلاة بتعلمك كيف تتأدبين مع الله، قراءة القرآن راح تعلمك كيفية القراءة بشكل فضولي و متسائل حتى تجدين الإجابات تأتي في طريقك بتدبير إلهي و جميع العبادات بهذا الشكل

من معرفة إلى معرفة و من إدراك الى آخر نصل لليقين الي بعده مافي إي شك و خوف و هنا التكامل الحقيقي للإنسان

ألقاكي على خير 🌸

Maryam Essa1 أعجبهم العدد
مشاركة
بريدنا السري ✨

بريدنا السري ✨

أكتب لنا، هنا مساحة للإلهام و إثراء الأفكار

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من بريدنا السري ✨