مقال التخرّج

5 سبتمبر 2025 بواسطة خضر بن عثمان #العدد 4 عرض في المتصفح
مقال التخرّج

••

الحياة الحافلة هي تلك الحياة متعددة الاتجاهات، متنوعة الاهتمامات، فالحياة القابعة على خط واحد فقيرة مهما بلغت في هذا الخط، إذ علينا أنْ نستلَّ من هذا الكون تنوّعه وتعدّده.

فحين ينشأ المرءُ على اهتمامٍ واحدٍ تُصبح حياته مكرورة رتيبة تذبُل فيها البهجة ويختفى عنها المعنى حيثُ عليه أن يعوّد نفسه منذُ البداية على أكثر من اهتمام.

فالإنسان هو ذلك النسيج الكلي المعقّد من الأفكار والمعتقدات، والمشاعر، وأنماط السلوك، والعادات، والتقاليد والقناعات، والقيم، وأساليب التفكير وطُرق العمل، والمدخلات وكل ما ينبني عليها من تجديدات وابتكارات.

فالاتجاهاتُ الأحاديَّةُ في الحياة واستغراقُها للنَّفْس صفة سلبية في أي مجال، والتوازن وترتيب الأولويات من أهم الصِّفات في تكوين الشخصية السَّويَّة، النافعة لغيرها، والصانعة للتغيير.

وكما يقول الأديب المتفنّن(عبدالله الهدلق):
“فهذا الاحتفاءُ بالنزعة الفردانية في الحضارة المعاصرة؛ قد باعَدَ بين إنسان العصر الحاضر ونَفْسِه، حين ابتعد عن قِيَم التَّراحُم ومعاني الخير التي كانت تحتفي بها رُوح الجماعة، وحوَّله إلى مسخٍ كريه مُشوّهِ الأشلاء حادً الرؤية الذاتية، ذي أَثَرةٍ مُنفّرةٍ يحاول في يأسٍ راهقٍ أن يتفوّق على ذاته المحطّمة بتحطيم ذوات الآخرين، في صراعٍ موحشٍ بلا رحمة، ويسعى جاهدًا إلى تحصيل ملاذّه الضيّقة وتوفير رغائبه الماديّة في قلقٍ وجوديٍّ دائم، قلقِ العيش بين هذه الجموع الزاحفة بلا وازع من عقلٍ ولا رادعٍ من ضميرٍ، يسحق بعضُها بعضًا، وقلقِ الآمال المخنوقة من غدِ قاتمٍ لا يعد بطمأنية الاستقرار، هو قلقٌ حضاريٌّ وخَواءٌ روحيٌ ممتدّان في فراغٍ طويلٍ يائسٍ من المرايا المُهشَّمة، يرى الإنسانُ فيها نفسَه غريبًا عنّ نفسه؛ دميمَ الخِلْقة قبيحَ الروح، تفتك به وحيدًا صَرَخاتُ الذُّغر.. إني خائفٌ على الإنسان ومنه، وكلّكم خائفون”!

الطيب عمرIbrahim HaydarLina6 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة خضر بن عثمان البريدية

نشرة خضر بن عثمان البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة خضر بن عثمان البريدية