مكرٍ مفرٍ - العدد الثالث

بواسطة أبوكنان #العدد 3 عرض في المتصفح
تسويق مشاهير أهل أول - ورطة الحجاج بن يوسف الثقفي - صخرة الأسرار

كتاب الأغاني: تسويق مشاهير أهل أول

قل للمليحة في الخمار الأسود

قل للمليحة في الخمار الأسود

أتى تاجر من الكوفة المدينة بخُمر (أي حجاب النساء أو براقعهن) وباعها كلها وبقيت السوداء. فشكا إلى صديقة مسكين الدارمي, وكان قد نَسَك وترك الشعر والغناء (أي تاب بمفهومنا الحديث) فقال له: لا عليك ستبيعها كلها عن قريب, ثم قال:

قل للمليحة في الخمار الأسود ... ماذا فعـــــلت بناســـــك متعبدِ
قد كــــــان شــــمر للصـــــلاة إزاره ... حتى قعدت له بباب المسجدِ

مسكين الدارمي

فشاع بين الناس أن الدارمي عاد إلى الغناء والشعر وعاد عن تنسكه, وتسابقن النساء إلى التاجر الكوفي ليبتعن خماراً أسود حتى نفذ ما عند التاجر. فلما علم بذلك الدارمي عاد إلى تنسكه ولزم مسجد النبي عليه أفضل الصلاة السلام.

وهذه الأبيات مشهورة, وتغنى بها الكثير في العهد الحديث مثل ناظم الغزالي وصباح فخري.

***

ورطة الحجاج بن يوسف الثقفي

خطب خالد بن عبدلله القسري يوم الجمعة، وهو امير الوليد بن عبدالملك على مكة، فمدح الحجاج بن يوسف وأثنى عليه. فلما كانت الجمعة الثانية مات الوليد، وأتاه كتاب من الخليفة الجديد سليمان بن عبدالملك يأمره بشتم الحجاج وإظهار عيوبه.

ورطة قد تعجز معظم الرجال، ولا سيما رجال عصرنا! ولكن إن من البيان لسحرا، وحسن التخلص فن يتقنه القليل. صعد خالد المنبر وأثنى على الله وحمده ثم قال:

إن إبليس كان يُظهر من طاعة الله عز وجل ما كانت الملائكة ترى به عليها فضلا، وكان الله قد علم من غشه ما خفي عن الملائكة، فلما أراد الله فضيحته ابتلاه بالسجود لآدم، فظهر لهم ما كان يخفيه منهم فلعنوه.
وإن الحجاج كان يظهر من طاعة أمير المؤمنين ما كنا نرى به فضلاً، وكان الله قد أطلع أمير المؤمنين من غِله وغشه ما خفي عنا، فلما أراد فضحه أجرى ذلك على يد أمير المؤمنين، فالعنوه لعنه الله.

خالد بن عبدالله القسري

ثم نزل عن منبره وأقام الصلاة.

***

مع كنان: صخرة الأسرار

نظل مع مسكين الدارمي فحفظنا هذا الأسبوع أبياته المشورة في ديوان الحماسة عن كتم السر:

وفتيان صدق لست مطلع بعـضهم ... على سر بعض غير أتى جمـــاعها
لكل امرىء شعب من القلب فارغ ... وموضع نجوى لا يــرام اطــــلاعها
يظلون شتى في البـــــلاد وســـــرهم ... إلى صخرة أعيا الرجال انصداعها

مسكين الدارمي

يقول أصدقاءه المحبين له يكتمون أسرارهم عنده, ولا يُطِلع بعضهم على ما يستكتمه الآخر عنده, فهو كمستودع الأمانات. ثم يتبع ويقول أن لكلٍ من أولئك الأصدقاء مكان خاص في قلبه يتناجونه فيه, لثقتهم به. ولا يجرؤ أحد بطلب معرفة تلك الأسرار لما عُرف من وفاءه وكتمه للأسرار. وقد يتفرقون ويغيبون عنه في أقطار العالم, ولكن أسرارهم تظل مصونة ومحفوظة لأنهم استودعوا أسرارهم في صخرة عظيمة لا يستطيع الرجال تفتيتها أو تكسيرها.

***

تعال أحفظ الشعر معنا!

لدينا مجموعة على التليجرام نحفظ فيه الشعر. فيها نُرسل ورد يومي مكون من ٣ أبيات (نصاً وإنشاداً). سنبدأ بحفظ معلقة الحارث بن حلزة التي مطلعها "آذنتنا ببينها أسماء … رب ثاوٍ يمل منه الثواء" إبتداءاً من يوم السبت. نسعد بإنضمامكم!

حسن فوزي1 أعجبهم العدد
مشاركة
مكرٍ مفرٍ

مكرٍ مفرٍ

أشارككم رحلتي لتعلم وتذوق الشعر العربي الأصبل.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من مكرٍ مفرٍ