نوفمبر | من وميض مفاجئ… إلى رحلة امتدت ٢٥ سنه ولازالت: حكايتي مع أورامي الدماغ والصرع

24 نوفمبر 2025 بواسطة د. هلال الهلال #العدد 170 عرض في المتصفح
كانت الساعة السادسة صباحًا، يوم الاثنين من شهر سبتمبر عام 1995.طالب هندسة مدنية في ال20 من عمره، يركض نحو محاضرته… نحو مستقبل يظن انه يفهم ملامحه.وفجأة… حدث ذلك.

ومضة.

توقف.

صمت كثيف…

كان العالم نسي فجاة كيف يتنفس.

30 ثانية كاملة بلا حركة… بلا وعي… بلا وجود.

يداي على المقود.المحرّك يعمل.

المدينة تمضي.لكن داخلي؟

فراغ كامل…

افكار مطفاة…

حضور غائب تماما.

اقنعت نفسي انني بخير.الآخرون قالوها أيضا:

«اجهاد».

«دراسة كثيرة».

«تفكير زايد».

لكن شيئا عميقا داخلي كان يهمس:

ذلك الصباح أعاد تشكيل حياتي… بطريقة لا يراها أحد.

الصوت الذي تبعني

اول ما جاء…

صفير حاد، ثابت، يطن في أذني اليسرى.ثم إحساسٌ زاحف…

كأن نملا يحفر في مؤخرة رأسي.

بدأت النوبات بهدوء:

مره بالسنة…ثم بالشهر…ثم كل يوم.

إغماءات في الممرات.لسان معضوض.كدمات بلا سبب.

أغطية على الأرض.وسادة في أقصى الغرفة.

والتشخيص؟

«توتر».

«تفكر كثير».

«نام عدل».

لكن للصدمة لغتها…وفي ذلك الزمن، لم يكن أحد يتقن لغتي.

3 سنوات لاحقا… ظهرت الحقيقة

انهيار واحد.إسعاف واحد.وغرفة باردة في مستشفى.

ثم الجملة التي قلبت عالمي:

«لديك ورم في الدماغ بحجم ثمرة المانجا».

أتريدون الحقيقة؟

لم أخف.ارتحت.

لأول مرة منذ سنوات…

صدقني أحد.

نعم كان الورم بحجم ثمرة مانجو.

و أزالوه. بعملية مدتها 8 ساعات و تبعاتها من علاجات إشعاعيه و كيميائية

لكن النوبات… بقيت.

وبعد 7 سنوات، ظهر الورم الثاني.

سافرت .

أجريت العملية. ومع ذلك…النوبات بقيت.

دماغي صار ساحة معركة أحملها أينما ذهبت.

الحياة بين النوبات

أتناول أدويتي كل يوم.

ساعات يصبح وجهي ساكنا…

عيناي ثقيلتين.يقولون لي: «شكلك بتبچي».لكنني لست حزينا…

فقط صامت.

لم يخبرني أحد عن الآثار الجانبية:

الظلام.

الهلع.

موجات الاكتئاب التي تأتي بلا موعد.

محاولتين انتحار…ليس رغبة في الموت،بل لأن دماغي كان يقاتل نفسه…

ولم أكن أعرف وقتها كيف أقاتل معه وليس ضده.

ومع ذلك، أصبحت حياتي…

تخرجت.بنيت مسيرتي.

أكملت الماجستير.

ثم الدكتوراه.

ثم ماجستير اخر

صرت مرشدا.و مستشار و storyteller.

ومسوق.

ومدرب.

ومؤسس .

و مؤمن بالإنسان.

وباني مجتمعات.

نعم، ما زالت النوبات.نعم، ما زلت أتناول الدواء.نعم، بعض الأيام ثقيلة.

ولا زلت لا اقفل باب غرفه الفندق بالسفر تحسبا.

لكنني أصحو كل صباح وفي

قلبي…أمل.غاية.وإيمان عنيد لا ينكسر.

هذه القصّة مهداة إلى…

كل مريض قالوا له: «أنت تبالغ».

كل شاب وفتاة سمعوا: «كله في راسك».

كل من يخوض حربا لا يراها أحد.

-> أنت لست ضعيفا.

-> أنت لست مكسورا.

-> أنت في طور التشكل… في طور التحوّل.تعاد صياغتك لتصبح أقوى.

لم أكن ملعونا.

كنت مختارا.

ليس اختيارا بطوليا صاخبا…بل اختيارا هادئا…

تفعله الحياة مع من تنوي تقويتهم.

ساعات… يكسرنا العالم قليلا كي يسمح للنور أن يدخل.

وأحيان…ألمك يصبح القصة التي تنقذ شخصا آخر في هذا العالم.

🤲🏻 رب يمن عليك بالصحة والعافية ... قول آمين

📍 هلال | الكويت

رابط خاصة بي

reguess marketing consultancy and coaching

whatsapp

Linkedin

instagram

كتاب الكتروني هدية 🎁

personal brand zawya ِE-Book

👇🏻       👇🏻       👇🏻
drive.google.com
د.هلال الهلال1 أعجبهم العدد
مشاركة
زاوية النجاح الشبه اسبوعية

زاوية النجاح الشبه اسبوعية

نشرات بريدية تعليميه اسبوعية لمقدمي الخدمات العرب

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من زاوية النجاح الشبه اسبوعية