فرزت في دويتشلاند - العدد #3

بواسطة فرزت الشياح #العدد 3 عرض في المتصفح
يقولون الثالثة ثابتة

يوميّات طبيب في دويتشلاند

أعمل منذ بداية هذا الشهر (فبراير) في الشعبة العاديّة في قسم العصبيّة. أنسى في بعض الأحيان أنّ لنا لغةً خاصة بنا. الشعبة هي جزء من القسم، فالطب العصبي في المشفى الذي أعمل به يتألف من ثلاث شعب: شعبة العناية المشددة (لم أعمل بها بعد)، شعبة العناية المتوسطة وقسم الجلطات (أمضيت 2021 فيها) والشعبة العاديّة. 

تختلف الأمراض التي نعاجلها في الشعب المختلفة، ولكنها تبقى أمراض الجهاز العصبي المركزي والمحيطي. لكن في الشعبة العاديّة نرى أمراضًا مختلفة، كباركنسون واعتلال الجملة العصبيّة والتصلب المتعدد والصرع. 

البروفسورة التي لا تنام

استلمت الأسبوع الماضي مريضًا يعاني من باركنسون، مرحلة متقدمة للغاية حتى أنّه لا يستطيع الوقوف أو الجلوس بسبب فقدانه القدرة على التوازن. ولهؤلاء المرضى يوجد علاج وحيد: البروفيسورة ر. البروفيسورة ر من أكبر الأطباء سنًا في القسم، إن لم يكن في المشفى كلّها ولكنها تبدو أصغر من عمرها بكثير، اختصاصها الفرعي "اضطرابات الحركة والخرف". أيّ أنّ معظم مرضاها هم من بلغوا من العمر الستين وأكثر. تعمل هذه البروفسورة بشكل غريب. مرة وجدت توقيعها الإلكتروني على ملف مريض الساعة الرابعة صباحًا. من يأتي في هذه الساعة إلى المشفى؟ 

لم تنفع الأدوية التقليدية مع مريضي الجديد، لذا يحصل على الدوبامين اللازمه من مضخة. نعم، مضخة تضخ الدواء بشكلٍ ساعيّ إلى جسمه للحفاظ على مستوى الدوبامين في مجال محدد. فباركنسون، أو أحد آليات المرض، هي نقص الدوبامين. وبالرغم من استخدام المضخة فهو مازال طريح الفراش. وهنا قررت البروفسورة ر استبدال الدوبامين بمادة أبومورفين، وهي مشتق من المورفين ولكنه يرتبط مع مستقبلات الدوبامين في الدماغ وعادةً يكون أسرع فعاليةً من الدوبامين ولكنّ المشاكل الجانبية كانخفاض الضغط والدوخة والإقياء أعلى بكثير.  وقبل أن تغير نوع المضخة، عليك أن تختبر الدواء على المريض. وهنا اختفى يوم العمل كليًَا، فهذا الاختبار الذي أعمله سابقًا يتضمن حقن المريض كلّ نصف ساعةٍ بعدد من الميلغرامات من الأبومورفين وفحصه سريريًا للتأكد من فعاليته. وفعلًا بعد ثمانية ونصف مليغرامات استطاع المريض الجلوس لوحده، ولكن ليس الوقوف. بالتأكيد لن يقف مريض ويمشي بعد أن بقي طريح الفراش لستّة أشهر!

 ركبنَا المضخة وتعلمت أساسيّات عملها، واندهشت فعلًا من تطور مجال الأمراض الحركيّة، وحاولت البروفسورة استمالتي لأعمل معها. ما زلت أفكر في الموضوع، الطب العصبي العام، الجلطات أم أمراض الحركة؟ 

الزواج والطلاق وما بينهما 

هل كثرت الأفلام عن الطلاق حديثًا أم أنني أتخيّل؟ حسب موقع ستاتيستا المتخصص في الإحصاءات، فإنّ كلّ 88 زواجًا من أصل 100 في لوكسمبرج ينتهي بالطلاق!

نسبة الطلاق لكل 100 زواج في عدد من الدول الأوربية- المصدر ٍStatista 

نسبة الطلاق لكل 100 زواج في عدد من الدول الأوربية- المصدر ٍStatista 

بينما تتناقص نسب الطلاق في أمريكا، ولكن ذلك يعود لانخفاض نسب الزواج أيضًا. المهم، هل شاهدتم فيلم "قصة زواج"؟ فلم مهم، كتبت عنه سابقًا. وشاهدت مؤخرًا مسلسل Scenes from a Marriage.  يقع المسلسل في خمس حلقات تمتد كلّ منها نحو خمسين دقيقة. يحكي المسلسل عن زواج شخصين، شاب أكاديمي متديّن، وفتاة عاملة ناجحة. العمل ثقيل للغاية، ككل مسلسلات الطلاق، لكن اختفاء الموسيقى التصويريّة يجبرك على الإحساس بكل دقيقة وثانيّة. الإخراج والموسيقى التصويرية (رغم قلتها) رائعان. المسلسل ليس مناسبًا لكلّ الأعمار، ككل إنتاجات HBO. أنصح به، لكن انتبه وجهز علبة المناديل. 

مقتطفات من الويب 

                                          ✍️تدوينات في الفضاء العربي

  • ناصر يقرأ تسفايج.
  • الروتين وأهميته من هيفا
  • ملاك وعشرة آلاف خطوة.
  • مها تحاور بسمة: كيف تقرأ بأقل؟
  • نشرة شروق الأسبوعية

                                               📺 من نافذة اليوتيوب

                                               🎙️بودكاست أعجبني

  • معاداة السامية والصوابية السياسيّة، في بودكاست حريّة
  • جلجامش وإنكيدو، بودكاست أساطير
  • عمليات تجميل الأنف، الدليل من بودكاست “كيف الصحة”

                                                    📚 كتاب أقرأه

نصح به بتاع الكتب، محمد شادي، فقرأته. الكتاب صغير ويقع في نحو 120 صفحة. تستطيع قراءته في ساعة ونصف. لكن هل ستنهيه في ساعة ونصف؟ الكتاب عبارة عن قصة، داخل قصة، داخل قصة دون أن تعرف من هو من حتى نهاية القصة. 

غلاف الكتاب

غلاف الكتاب

نعم، الكتاب قد لا يروق للكثيرين، إن أردت نهايةً واضحة، فابتعد بسرعة. هذا الكتاب لمن يستطيع أن يفهم الأزرق ويتقبله، بغض النظر عن مساوئ شخصيته. 

قراءة ممتعة! 

عن اللعنة التي أكرهها 

عن اللعنة التي أكرهها 

وفي النهايّة سُعدت بوجودكم هنا، وأنكم سمحتم لي بالتواجد في بريدكم الخاص!  إن أعجبتكم النشرة فاشتركوا هاهنا. إلى اللقاء في موعد قريب! 

مشاركة
فرزت في دويتشلاند

فرزت في دويتشلاند

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من فرزت في دويتشلاند