فرزت في دويتشلاند - العدد #2

يوميّات طبيب في دويتشلاند

لا يعلموننا خلال دراسة الطب معنى كلمة "المخاطر المهنيّة"، كأنّ توخز الإبرة اصبعك بعد أن سحبت الدم من المريض أو أن يضربك أهل المريض، بل حتى يحاول المريض خنقك! 

كل ذلك وأكثر تتعلمه من ممارستك اليوميّة للطب. واليوم حكايتي عن تعلمي درسًا مهمًا:"لا تستخدم ظهرك لحمل المريض". 

الجلطة الدماغية: كل ثانيّة أهم من سابقتها

تُعتبر الجلطة من أهم الحالات الإسعافية القابلة للعلاج إن وصل المريض إلى المشفى في الوقت المناسب. ويسعى الأطباء دومًا إلى معالجة المريض وإعطائه الجرعة المناسبة من الدواء في أقل من ثلاثين دقيقة. 

وفي إحدى مناوباتي الرائعاتِ كما عوّدتكم في نشرتي السابقة، وصلني مريض بأعراض جلطة دماغيّة واضحة، وقبل إعطاء مميّع الدم لحلِّ الجلطة، نُجري صورةً للرأس للتأكد من خلوه من النزف. وهنا كانت المشكلة، عندما حملت المريض مع شخص آخر ونقلته إلى جهاز التصوير المقطعيّ، ناسيًا أن وزن المريض 124 كيلوغرامًا. 

وفي خضم الحالة، الادرينالين يرتفع عاليًا، وأنا أرفع المريض مُرتكزًا بذلك على عضلات أسفل ظهري، وفجأة أفقد التوازن، ولكن المريض يصل بسلامٍ إلى طاولة جهاز التصوير.

لم أعر أي أهميّة للموضوع، هكذا تبدأ جميع القصص عادةً. سافرت بعد هذه الحادثة لزيارة والدي، ولاحظت عجزي عن الجلوس لمدةٍ تطول عن ساعة، لا بد من الوقوف والحركة. نوع غريب من الألم يخترق الجانب الأيسر من فخذي وينتشر إلى الركبة

حسب معرفتي العصبيّة والتشريحيّة، فالمشكلة في العصب الجلدي الوحشيّ للفخذ، وهو عصب سطحيّ يتأثر بالضغط المباشر ويسبب الخدر والألم العصبيّ. ولكن ألم الظهر ليس له علاقة بهذا العصب. 

بدأت الحالة بالتدحرج ككرة الثلج لدرجة أنيّ لم أستطع الجلوس لأكثر من خمس دقائق بشكلٍ مستمر. عُدت إلى ألمانيا وتوجهت مباشرةً إلى المرنان المنغاطيسي لأرى المشكلة بعيني.

انصدمت. اعتقدت سابقًا أنّ أمراض الكبار بعيدة عنيّ، أما الآن وبعد رؤيتي ذلك قررت تغيير حياتي. أولًا العلاج الفيزيائي، ثانيًا الرياضة، ثالثًا الاعتناء بالغذاء والصيام المتقطع. تحسّن الألم بشكلٍ كبير بعد العلاج الفيزيائي والمواظبة على الرياضة. 

ماذا نتعلم من القصة أعلاه؟ لجسمك عليك حق، واهتمامك بجسمك وصحتك هو جزء لا يتجزء من عملك ونشاطك في خدمة مرضاك ورعايتهم. بالإضافة إلى أهمية تعلم الطريقة الصحيحة لحمل المرضى! 

ما الفرق بين القدح (Mug) والفنجان(Cup)؟ 

حسب معجم كولينز، فالفنجان يُستخدم لشرب السوائل الساخنة وعادة ما يرافقه صحن صغير يُوضع عليه. أما القدح فهو أكثر عمقًا وأكبر من الفنجان وعادةً لا تحتاج لوضع صحن صغير أسفله. 

كل هذه المقدمة للكلام عن مسلسل نتفلكس الجديد The Cuphead Show. حوَلت نتفلكس اللعبة الناجحة ذات الطابع الكرتوني القديم إلى مسلسل قصير من 12 حلقة وكل حلقة لا تتجاوز  14 دقيقة. المسلسل هزليّ وبسيط. شاهدت حتى الآن ست حلقات، سأكمل الستة لاحقًا. 

وعلى عكس المسلسل، فإن اللعبة ليست بالسهلة أبدًا، للأسف لم أنهيها بعد! ربما عليّ البدء بلعبها مجددًا!

                                         ✍️تدوينات في الفضاء العربي 

• لماذا تحب شروق كورا؟
• في يوميات يونس نقرأ عن مساق وعربستوك!
• أحمد يروي لنا بتشويق: ماذا حصل عند إصابته بالفيروس.
• ثمود يجد مشغل الفيديو الأجمل.
• وثائقيات واثق: مراجعة الإسلام والعلم.

                                             📺 من نافذة اليوتيوب

• بين إدنتغتون وآينشتاين، كيف تغير مفهومنا للجاذبية، من فوكس.
• في اقتصاد الكوكب: كيف كانت أمريكا والعنصرية المستمرة بسبب لون البشرة.
• خيري يحرّك، على الرسام!
• أول مقعد يقدم خدمة الإنترنت؟ توم سكوت يحدثنا عن مقعد بمقابس هاتف.
• العلاج بالخلايا التائيّة، الحل للسرطان؟

                                            🎙️بودكاست أعجبني

1. باني مصر الحديثة، الألباني محمد علي باشا، مستبد أم مصلح؟ بودكاست رموز.
2. أحد أهم أصوات الشام، صباح فخري، راثيًا إيّاه بشر النجار في بودكاست منبت.
3. لأنيّ منقبة. ثمانيّة عن معاناة المنقبات في إيجاد فرصة عمل. 
4. يونس يطرح: ثمان اقتراحات للتعاون بين المستقلين العربي.

                                             📚 كتاب أقرأه 

تحكي لوري في كتابها "ربما عليك أن تكلم أحدًا" عدة قصص واجهتها في عيادتها، وتُسلمنا المعلومات كما سُلمتها، فنكتشف لمَ يتصرف جون بحقارة، وعن ألم ريتا وحزنها، وكآبة جولي، وبعدها تحكي لنا لوري قصة الكتاب نفسه.

مُقدمة لمعرفة ماذا يحدث في غرفة المعالج، كيف يفكر المعالج وهل يشعر أيضًا بالحزن ويكتئب؟

الكتاب سهل اللغة، خفيف وثقيل في الوقت ذاته. أنصح به ويُقرأ أكثر من مرة. 

شكرًا لاشتراككم 

سُعدت بالقبول الذي حظيتموني به بعد العدد الأول، أتمنى استمرار إعجابكم بالنشرة وتبادلها مع أصدقائكم، إن أعجبتكم! 

وفي النهايّة سُعدت بوجودكم هنا، وأنكم سمحتم لي بالتواجد في بريدكم الخاص!  إن أعجبتكم النشرة فاشتركوا هاهنا. إلى اللقاء في موعد قريب!