الموت مع الجماعة رَحمة! - العدد #16 |
بواسطة شَهْد • #العدد 16 • عرض في المتصفح |
يا مرحبا فيكم نشرَة جديدة اقرأوا على مهل والقهوة على جنب!
|
|
قبل السؤال ( لا تأجر مخك للقطيع ) |
![]() قوة الأفكار المُستقلَّة لا يُمكن لأي جماعة أن تمنحك إياها. |
-عادي تكون مختلف، تقبل الانتقاد لكن لا تنط معهم من الجبل- |
وقبل الإجابة عن السؤال ايش تعني فقرتنا لليوم؟ في زحمة الأصوات المتكررة يصبح العثور على التفكير الغني تحديًا! وفي هذه النشرَة لن نكتفي بتمرير الأفكار الخفيفه، أو اعادة تدوير المألوف! سنغوص في العمق، حيث تتشابك الأفكار بزوايا مختلفة ووجهة نظر لا تنتظر اجابات جاهزة، بل تهدف إلى هز بعض القناعات ووجبات دسمة تحتاج إلى مضغ وتأمل!. |
الموت مع الجماعة رحمة، أم اِستسلام؟ |
ترددت عبارة : " الموت مع الجماعة رحمة " |
كأنها قانون يخفف من وطأة المصير حين يكون مُشتركًا مثل: اختبار غبت فيه ما أتوقع شخص بيننا يتمنى يختبر لحاله!. |
وكأن الخسارة تعمّ وتصبح اقل وقعًا لكن هل يكفي أن يكون الجمع غاية في ذاته؟ وهل يصبح الخطأ صواب إذا ارتكبه الجميع ؟ |
في عُمق الفكرة تحمل وجهين متناقضين/ |
فئة تراها تعبيرًا عن التضامن، وعن الشعور بالوحدة بأن المصير يتخفف من قسوته، بينما الفئة الأخرى يراها استسلامًا، بل ورُبما تضليلاً يدفع الإنسان إلى السير بلا تفكير كالإمعَّة خلف الآخرين، تاركًا لمبادئه، وثقافته، وعقله حتى لو كانت نهاية الطريق -هاوية- |
الوهم الجماعي، والأمان المزيف.. |
طبيعة البشرية كائنات اجتماعية، نبحث عن إنتماء، مما نجد في الجماعة عزاءٍ يُخفف من ثقلِ المسؤولية الفردية! فحين يتخذ الجميع قرارًا نشعر بأنه لا يُمكن ان يكون خاطئًا، أو على الأقل نرتاح من فكرة أننا سنحمل العواقب معًا، في الحقيقة هذا الشعور بالراحه قد يكون قاتلاً في بعض الأوقات، لأن الحقيقة ليست عادلِة كما نظن، والصواب لا يتحدد بعدد مَن يؤمنون به! |
التاريخ قد دونَّ، بأمثلة لجماعات سارت نحو مصيرها المحتوم وهي تظن انها على صواب! ومن أُمم تبنّت أفكارًا خاطئِة وجيوش حاربت في معارك لا طائِل منها! فقط لأن - الجميع يفعل ذلك - في هذه الحالات كان" الموت مع الجماعة رحمة " ليس رحمة من وجهة نظري بل انها غفلة جماعية أدّت إلى كارثة كبيرة. |
متى تكون الجماعة رحمة؟ |
في المُقابل هناك أوقات تكون فيها الجماعة طوق نجاة. يمنحنا الانتماء إلى القافلة للحماية من التيه، ويصبح الاتحاد قوة فعلية، لا مجرد وهم، فقط عندما تكون جماعة واعية، تتخذ قرارات بناءً على رؤية لا على مجرد التبعية! المصير المشترك قد يكون خَلاصًا حقيقيًا، لا مجرد عزاء.. |
*** |
الخُلاصة، أي الطريقين من المفترض أن نسلك؟ |
" الموت مع الجماعة "قد يكون رحمة وقد يكون مأساة، لكن يكمن الفرق في طبيعة الجماعة هنا ووعي الشخص ذاته، هل تسير معهم عن وعي، أم تتخذ قرار معهم من وعي جماعي وتردد معهم كالقطيع يسير نحو طريقٌ بلا مصير ولا تفكير ؟ |
في النهاية السؤال الأهم ليس عن الجماعة ذاتِها بل أنت/ي أيها القارئ وعن الطريق الذي تسلكه وطبيعة قرارك ناتج عن وعي جمعي، أم قرار من وعيَك الخاص. |
التعليقات