أَزهر ولا تهتمّ بذبول من حولك - العدد #23

بواسطة دليلة رقاي #العدد 23 عرض في المتصفح
لا تنتظر الربيع أزهر الآن أيها الرائع🤍🍃

صورة لشجرة اللوز من موقع بيكسل.

صورة لشجرة اللوز من موقع بيكسل.

أكتب نشرتي الآن وأنا أتأمل شجرة اللوز وهي تزهر، وتحمل الكثير من البراعم التي لم تتفتّح بعد. أشعر بها وهي مطمئنة وهادئة وتسمح لنفسها بممارسة الحياة التي خلقت من أجلها، تسمح للنحل أن يطوف على أوراقها دون مقاومة...

ولا تهتم للجوّ على الرغم من أنّ زهراتها التي وقعت بسبب الثلج والصقيع. إنها تنظر إلى أجزائها المتساقطة وتقول لنفسها لا بأس كل شيء على ما يرام. 

تؤدي الشمس دورها أيضًا على أكمل وجه، تبث نورها ودفئها حيث استطاعت، وليست حزينة حيال مناطق الظل التي احتفظت بجليدها، لأنها تعرف أن وهجها لا يكفي لإذابة كل الجليد في كل مكان… تحترم فصولها وفصول كل من حولها.

إذن لماذا أنت تسعى للكمال ولماذا تغضب حين لا تستطيع الوصول إلى كل شيء. شجرة اللوز تستقبل وتحتضن نور الشمس الذي يصل إليها ولا تهتم للباقي ولا تحمل هم الغد. في حين أنت تفكّر في قائمة مهام الغد على الرغم من أن قائمة اليوم لم تكتمل.

إليك أيها الكاتب

بالله عليك أيها الكاتب كم تهمل الكثير من جوانب الحياة التي تحتاج إلى نظرة منك، نظرة إبداعية تحول اللحظة العادية إلى لحظات ساحرة ومثيرة للدهشة.

لماذا تحشر نفسك في مواضيع بحدّ ذاتها ظنا منك أنها الأكثر طلبًا والأكثر قراءة … أؤمن أن كل موضوع يتسع للجميع وكل منا يستطيع الكتابة عنه والإبداع فيه من زاوية أخرى يغفل عنها الآخرون.

تفاصيلك الصغيرة، وتجاربك وكيفية فعلك للأشياء التي تحب كل ذلك ينتظر الآخرون مشاركته معهم. لا تحكم على الأشياء بالسخافة أو أنها مجرد ترهات لأنها في الحقيقة قد تكون الأكثر طلبا ويحتاجها الآخرون ليشعروا بالأمان ويتأكدوا من وجود شبيه لهم، وأنهم غير وحيدين ولا مملين...

لن يفوتك شيء 

حين انقطعت الإنترنت الأسبوع الماضي، شعرت بالسخط جدا لأنني تأخرت عن لقاء مع أحد عملائي، وظننت أنني تأخرت عن ضيفتي لحلقة البودكاست. وحين عادت الإنترنت أجريت اللقاء مع العميل وقد كان يقدّر ذلك وعَذر تأخري عنه.

أما ضيفتي الجميلة فقد اعتذرت قبل الموعد لسبب ظرف خاص بها. وكل قلقي حيال تأخري وأنني ضيعت وقتها كان عبثًا لم يكن في محله.

 أرأيت لم يفتني شيء وكل شيء على ما يرام إنه الشعور ذاته الذي تشعر به شجرة اللوز طول الوقت. 

وحين انقطعت الكهرباء اليوم سألت نفسي مالدرس الذي سأتعلمه، مالهدية خلف هذا الموقف.

اكتشفت أنها فرصة لتبطيء وتيرة حياتي أكثر، بدل السخط والشعور بالذنب حيال ما لا يمكنني إنجازه دون إنترنت فكرت في الأشياء التي يمكنني فعلها.

عدت لإنهاء كتابي الصوتي الذي لم أكمله هذا الأسبوع، ثم بدأت في الآخر… وطبقت إحدى الأفكار العالقة والتي كان يفترض أن أفعلها يوم 30 جانفي يناير.

قد يبدو لك أن الحديث يتمحور حول دليلة وحسب، لكن ذلك غير صحيح، لأننا في العمق يا صديقي متشابهين إلى حد كبير، نحن نختلف فقط في القشرة مثل الجنسية واللون والعقيدة ربما…

لكننا من إبداع خالق واحد ونحمل في العمق اللين نفسه والمشاعر نفسها… فاسمح لنفسك أن تفهم رسالتي بين السطور واستشف منها التلميح الأنسب لحالتك ووضعك الآن.

قبل أشهر اخذت قرار الكتابة لشخص أنا أسعد بوجوده في حياتي وكتبت عددا من الرسائل لأشخاص أراهم رائعين ووجودهم في الحياة إضافة لي ولكل من يعرفهم. وضعت منبها يرنّ كل خميس.

بعض من رسائل الشُكر ... اسرق الفكرة إن أعجبتك.

بعض من رسائل الشُكر ... اسرق الفكرة إن أعجبتك.

وبدون تفكير سيُظهر شخص ما نفسه،  فأفتح ملفات جوجل وأبدأ في الكتابة من كل قلبي وأحول الملف إلى pdf وأرسله مباشرة للشخص المرشح.

والآن أدعوك للتفكّر في لحظة ستأتي يوما ما ولا محالة، لا يمكننا تجنبها وهي لحظة الانتقال إلى العالم الآخر هل ستكون فخورا بنفسك؟

هل ستكون قدّمت ما هو مطلوب منك؟ هل عبّرت لكل من في حياتك عن مشاعرك نحوهم؟ هل شكرت الناس بالشكل الكافي، وهل أخبرتم كم هم رائعون...

لقد سمع الجميع ما يكفي من النقد اللاذع والرفض، والإشارة إلى سلبياته وعيوبه، ولابأس بقليل من اللطف والحب منك...💜🤍

سمعت في إحدى أعداد البودكاست مؤخرا قصة سيدة سألت نفسها ما الشيء الذي سأفعله حين أتقدّم في السنّ؟ أي بعد التقاعد وحين يكبر الأطفال فرأت أن أهم شيء وأجمل ما تفضله هو افتتاح مقهى أو توفير قيمة للآخر تتعلق بالقهوة.

ثم ماذا؟ قررت أن تفعل ذلك الآن … وفعلا نجحت في ذلك ولم تنتظر حتى تكبر أو تتقاعد. ماذا عنك؟ ما هو الشيء الذي ترغب بفعله حتى وفاتك؟ افعله الآن ولا تنتظر حتى تصبح أربعيني أو خمسيني.

من الرائع أن يشاركك أحدهم شيئًا بهذا اللطف والجمال، شكرًا أيتها الجميلة الوفية🤍💜. 

شعور قارئة جميلة بعدما أنهت كتاب رحلة كاتب محتوى 😍💜

شعور قارئة جميلة بعدما أنهت كتاب رحلة كاتب محتوى 😍💜

احصل على المتعة والسعادة نفسها وحمّل الكتاب مجانًا

قصة الكاتب الحكيم

يُحكى أن هناك كاتبًا عجوزًا في زمن غابر، يجلس كل مساء إلى إحدى جذوع النخل وينهال عليه طلاب الأدب ومحبي الكتابة بالأسئلة والاستفسارات. لكن أتعبوه لأنهم يبحثون عن خلطة سحرية جاهزة يطبقونها ويصبحون كُتابًا مثله بين عشية وضحاها.

سأم جدًا من حمقهم ولم يجد سبيلًا لجعلهم يفهمون أنّ الكتابة فن مثلها مثل غيرها، يد الكاتب مثل يد النجار، كلما استخدم النجار يده أكثر أصبح أكثر براعة في نحت الخشب. وكذلك الكاتب.

كلما استخدم يده وقلمه وحرّك مشاعره وأطلق سراح خياله ولم يقيّده بأي قيود، أبدع أكثر ووصل إلى غياهب روحه حيث مكمن الإبداع. ثم خطرت له طريقة ليعلّمهم درسًا ويثبت لهم أنه لا علاقة للعبقرية بالكتابة، وأن العبقرية لا تغني عن التدرّب والممارسة.

لم أبدأ الكتابة الا في عام 1806، حين أحسست في نفسي العبقرية. لو كنت قد أفضيت إلى إنسان راجح العقل بخططي الأدبية ونصحني:
 “اكتب يوميًا لمدة ساعتين، سواءً كنت عبقريًا أم لا”، عندئذ لم أكن قد أهدرت عشر سنوات من حياتي في انتظار الإلهام.

ستندال.

جمع مجموعتين من الطلبة وأوحى للفئة الأولى أن اكتبوا يوميًا نصًا معتبرًا وعن أي موضوع تشاؤون ولمدة ثلاثين يوما ثم أحضروا كل النصوص مرتبة من اليوم الأول وحتى الثلاثين، وأخبر البقية أن اكتبوا نصًا واحدا لمدة ثلاثين يوم.

وحاولوا أن تقدّموا أفضل ما لديكم وتعالوا إليّ في نهاية الشهر، وفعلا استجاب الطلاب وذهبوا لأداء الواجب المطلوب وعاد الكاتب ليقرأ في سير الأولين وإبداع المبدعين، وارتاح من إزعاج طلابه قليلا.

وبعد مرور شهر عاد الجميع يحمل أوراقه وإبداعه، وبدأ يتصفّح ويقرأ وفي النهاية سأل الفئة التي كتبت نصًا واحدًا طيلة شهر أن تقارن بين كتاباتها والنص الثلاثين من نصوص الفئة الأولى، وكانت النتيجة مذهلة.

لقد استنتجوا أنّ النص الثلاثين لدى الفئة الأولى أفضل بمراحل من النص الذي كُتب لمدة شهر كامل، التفتوا متفاجئين إلى المعلّم فأومأ برأسه قائلا:

نعم، هذا ما كنت أحاول إقحامه في جماجمكم اليابسة، لا يوجد خلطة سحرية للكتابة وإنما السحر في أن تتدرّب ثم تتدرّب ثم تتدرّب مرة أخرى. ستكون المسودة الأولى رديئة لكنها ستتحسّن بعد كل تعديل وتنقيح... وستتدفق الأفكار كالنّهر.

القصة تراثية وهي عن نحات الخزف وأنا غيرتها للكتابة من أجلكم يا مبدعين، حتى لا تقعوا في خطأ ستاندال حين انتظر واعتمد على الإلهام والعبقرية، فلا تضيّعوا الوقت وابدؤوا في ممارسة ما تفضّلون.

مقالاتي لهذا الأسبوع

  1. الأفكار أشياء ملموسة، وقد تكون بذرة لشيء عظيم.
  2. قبل أن تحبس نفسك في تخصص واحد اقرأ هذه التدوينة.
  3. مقال الـ 5000 مشاهدة، وهو تدوينة من القلب.

وصلنا إلى نهاية العدد، ابق بخير واعتني بنفسك💜🥹 وإن كان لديك إضافة، نصيحة،  طلب... لا تتردد في التواصل أبدًا. 

تجدني هنا👋
دليلة رقاينشرة ميرةنشرة طاقة نور ⚡🌅9 أعجبهم العدد
مشاركة
الحمام الزاجل

الحمام الزاجل

هنا أكتب بشغف وحب وعفوية أكثر، وأشارك معك كل شيء يخص الكتابة والسرد القصصي وتفاصيل أخرى...

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الحمام الزاجل