قوة بناء العادات داخل المنتجات - العدد #10 |
بواسطة عبدالسلام خطاب • #العدد 10 • عرض في المتصفح |
عن قوة بناء العادات داخل المنتجات وما فوائد الدخول في حالة التعوُّد؟
|
|
مرحبًا يا أصدقاء، تذكّروا أن استقلالية التفكير تقودنا إلى التفكير بشكل خلاق، وتعزز الابتكار، والتدفق الحر لا يحدث بدون حرية تجربة أفكار جديدة بلا الحصول على تواقيع وموافقات عدة مستويات إدارية عليها. |
نتناول في عدد اليوم من بريق: |
|
*** |
ما رأيك في نشرة بريق؟ 🤔 |
أحمل لك خبرًا سعيدًا! بَلغت بريق من العمر 10 أعداد. 🥳 |
ما كنَّت لأحقق هذا العدد لولاك عزيزي القارئ. لكن الاستمرارية وحدها ليس بالإنجاز الكافي إن لم نحرص أيضًا على استمرارية جودة المحتوى وتطويره، ورأيك سيساعدني كثيرًا في هذه العملية. |
لذلك أعددت هذا الاستبيان القصير، لن يأخذ من وقتك أكثر من 3 دقائق فقط. ستساعدني إجاباتك على فهم مناطق القوة في النشرة، وما أحتاج إلى تحسينه فيها، وما المواضيع التي ترغب في قراءتها وتطويرها تحديدًا. |
شاركنا رأيك في نشرة بريق |
أشكرك من القلب على وقتك ومشاركة رأيك، سيسهم ردّك في دفع بريق لتكبر أكثر وأكثر وصولًا إلى العدد 400 وما بعده. |
جدير بالذكر: الأسبوع القادم إجازة من بريق، حيث سأنغمس في مراجعة ردودكم وآرائكم في الاستبيان لتطوير المحتوى في الأعداد المقبلة، ثم سنعود كما كنّا. |
*** |
#بريق_PM |
قوة بناء العادات داخل المنتجات 🗂 |
العادات هي أحد الأساليب التي يتعلّم بواسطتها الدماغ أنواع السلوك المعقدة. ويعتقد علماء الأعصاب أن العادات تمنحُنا القدرة على تركيز انتباهنا على أمورٍ أخرى بواسطة تخزين الاستجابات التلقائية في‘‘العُقد العصبيّة القاعديّة’’، وهي منطقة من الدماغ مرتبطة بأفعالٍ لاإرادِّية. |
وتتشكّل العادات حين يتخذ الدماغ طرقًا مختصرةً، ويتوقّف عن تحليل التصرف التالي الذي يلزم أداؤه. ثم يتعلّم سريعًا حفْظ السلوك الذي يوفرُ حلًا للمواقف التي تنشأ. |
نتّخذُ قرارات عدّة في حياتنا اليومية بناءً على حلول مارسناها في مواقف ماضية. فيستنتج الدماغ أن القرار الذي كان نافعًا أمس، لا بد أن ينفعَ اليوم أيضًا. ومن هنا، ينشأ التصُّرفُ الروتينيّ. |
قوة العادات في المنتجات |
إذا كان لسلوكنا المبرمج، أو عاداتنا الأساسية، تأثيرٌ بالغٌ في توجيه تصرفاتنا اليومَّية، فالمؤكّد أن تسخير القدرة ذاتها على الاعتياد، في مجال النشاط التجاري، يجلبُ فوائد جمة. في الواقع، تنعكسُ خاصية الاعتياد بالإيجاب على الأرباح لمصلحة من يُحسن استخدامها بطريقةٍ فعّالة. |
إن المنتجات التي تقوم على مبدأ الاعتياد تغيِّر سلوك المستخدم بحيث يتعلّق بها تلقائيًّا. فالهدف هنا دفْع العملاء إلى استخدام منتجك من تلقاء أنفسهم، دون الحاجة إلى حثّهم على ذلك صراحةً باستخدام الإعلانات أو العروض الترويجيّة. |
فحين يعتاد المستخدم استخداَم منتجٍ ما، سيندفُع تلقائيًا إلى استخدامه في أثناء الأحداث الروتينية ليومه، مثل انتظار دوره في صف طويل. |
جوجل مقابل محرك البحث بينج Google vs Bing |
يُعَدُّ محرك البحث جوجل مثالًا حيًا على المنتجات القائمة على سلوك متكرر والتي تعوِّدها المستخدمون. إذا كنت تشكُّ في أن جوجل يعتاد المستخدمين على استخدامه - وربما أنت نفسك مستخدم دائمٌ له - يمكنك تجربة استخدام موقع Bing كبديل. |
إذا كنا نسعى لمقارنة الفعالية الخفية لعمليات البحث مباشرة، فإن المنتجين تقريبًا متطابقين. وعلى الرغم من أن عباقرة جوجل قد أطلقوا خوارزمية أسرع، فإن الفارق في الوقت الذي يُحقق توفيره ضئيل جدًا. |
لماذا إذًا لا ينتقل كثيرون من مستخدمي جوجل إلى بينج؟ لأن العادات تجعل المستخِدمُ مخلِصًا للمنتج. مثلًا، إذا اعتاد مستخدمٌ استخدام واجهة عرض غوغل، فالانتقال إلى بينغ يتطلَّب جهدًا إدراكيًا. |
ومع أنّ بينج وجوجل متشابهانِ في جوانب عدة، فالتغيير الطفيُف حتى في موضع الپيكسل يستلزم من المستخدم المحتَمل أن يتعلَّم طريقة جديدة للتفاعل مع الموقع. ومسألة التكيُّف مع الاختلافات في واجهة بينغ هي ما يؤخِّر مسألة انتقال مستخِدمي غوغل المنتَظمين إلى بينغ، ويعطي الانطباَع أنه أقلُّ شأنًا، فليس الأمر إذًا مرتبطًا بجودة بينغ بحد ذاته. |
تحدثُ عمليات البحث على الإنترنت بصورة متكررة، حتى إنها أتاحت لجوجل أن يتربّع على عرش مواقع البحث بوصفه الحل الوحيد في عقل المستخدم الذي اعتاده. فلم يعد المستخدمون بحاجة إلى التفكير ما إذا كانوا سيستخدمون غوغل أم لا؛ فهم يفعلون ذلك تلقائيًّا، حتى أصبحوا يطلقوا على عملية البحث "جوجلة Google it :)". |
وكلما تمكّنت الشركة من تحديد المستخدِم بواسطة تقنية التتبُّع، صار في وسعها أن تحسِّن نتائج البحث بناءً على سلوكٍ سابق، فتقدّم تجربةً أكثر دقّة وتخصيصًا، ما يعزِّز اتصال المستخِدم بمحرك البحث. وكلما زاد استخدام المنتج، تحسّنت الخوارزمية، ومنَ ثَّم زاَد استخدامه. والنتيجة هي دورة فعالة من السلوك المدفوع بالعادة نجمت عنها هيمنة غوغل المطلقة على السوق. |
فوائد الدخول في حالة التعوُّد |
1- زيادة القيمة الدائمة للعميل |
تعلّمنا أن قيمة العمل هي في مجموع أرباحه المستقبلية. وفقًا لهذا المعيار، يحسب المستثمرون السعر العادي لأسهم الشركة. |
يجري تقييم الرؤساء التنفيذيين وفرقهم الإدارية وفقًا لقدرتهم على زيادة قيمة أسهمهم، ومن ثم يهتمون كثيرًا بقدرة شركاتهم على توليد التدفق النقدي الحر. وتتمثل مهمة الإدارة، في نظر المساهمين، في تنفيذ استراتيجيات لزيادة الأرباح المستقبلية بواسطة زيادة العائدات أو تقليل النفقات. |
يُعد تعزيز عادات المستخدم طريقةً فعالةً لزيادة قيمة الشركة بزيادة القيمة الدائمة للعميل (Customer Lifetime Value): أي مقدار المال الناتج عن العميل قبل توقفه عن استخدام المنتج، أو تحوله إلى استخدام منتج منافس، أو وفاته. وتؤدي عادات المستخدم دورًا في زيادة مدة استخدام للمنتج بصورةٍ متكررة، ما يؤدي إلى ارتفاع القيمة الدائمة للعميل. |
2- المرونة في الأسعار |
ذات مرة، ذكر وارن بافيت المستثمر الشهير، الآتي: "يمكنك تحديد مدى قوة عملٍ ما بناءً على مدى معاناة الشركة عند رفع أسعار منتجاتها". وذلك لأنه حين يعتاد العملاء استخدام منتج ما ويتعلقون به، لا يعودون يركزون كثيرًا على مسألة السعر. |
مثلًا، في أعمال ألعاب الفيديو المجانية، من الشائع أن يؤخِّر مطورو اللعبة طلب المال مقابل اللعب حتى يعتاد الشخص اللعبة. وبينما تزيد الرغبة في متابعة اللعبة والتقدم فيها، يصبح تحويل المستخدم من مرحلة اللعب المجاني Freemium إلى المدفوع أسهل بكثير. |
3- تعزيز النمو |
حين يلمس المستخدم باستمرار مدى فعالية منتج ما، يبدأ بإخبار الآخرين عنه. من هنا، يولد الاستخدام المتكرر فرصًا إضافية لترويج منتج ما بواسطة التحدث بشأنه إلى الأصدقاء، وتشجيعهم على استخدامه ومشاركته على السوشيال ميديا. |
وهكذا يمارس هؤلاء المستخدمون الدعاية والترويج، ويجلبون مستخدمون جددًا دون كلفةٍ إضافية. |
4- شحذ الجانب التنافسي |
تُعد عادات المستخدم ميزةً تنافسية؛ فالمنتجات القادرة على تغيير روتين العملاء، هي أقل عرضةً للهجمات من الشركات الأخرى. |
يقع الكثير من الرياديين في فخ صناعة منتجات هي أفضل بصورةٍ هامشية من الحلول المتاحة، على أمل أن تكون ابتكاراتهم جيدةً بما يكفي لسحب العملاء من المنتجات القائمة. لكن عندما يتعلق الامر بزعزعة العادات المتأصلة للعميل، غالبًا ما يكتشف رياديّو الأعمال قليلو الخبرة حقيقة أن المنتجات الأفضل لا تفوز دائمًا، لا سيما إذا كان عددٌ كبيرٌ من المستخدمين يعتمدون أصلًا منتجًا منافسًا. |
وكما شاهدنا هبّة threads مع تويتر، وبعدها ظهرت الأرقام بتراجع المستخدمين النشطاء على threads وهذا يدل على أنه لا يكفي أن يكون المنتج المطروح أفضل من غيره كي يأخذ المنافسون الجدد فرصتهم، بل يجب أن يكون أفضل من غيره بتسع مرات. ولماذا هذا المستوى المرتفع؟ لأنه يصعب التخلّي عن العادات المتأصلة، ويلزم أن تقدم المنتجات الجديدة تحسينات مبهرة كي تزعزع الروتين القديم للمستخدمين. |
ويكون مصير المنتجات الجديدة التي تتطلب درجة كبيرة من تغيير السلوك هو الفشل، حتى لو كانت فوائدها جوهرية وواضحة وضوح الشمس. |
أخيرًا إذا كنت تُصمّم منتجًا سهل الاعتياد، فدوّن إجاباتك عن الأسئلة الآتية: |
|
*** |
#بريق_Tech |
|
🔗 اقرأ أيضًا من جديد المدونة: الكمال عدو الإنتاجية: أضرار سعيك إلى المثالية |
*** |
إلى هنا ينتهي هذا العدد من نشرة بريق لإدارة المنتجات، |
إلى أن يصلكم العدد القادم الأسبوع المقبل؛ ابقوا في سلام🖖. |
عبدالسلام. |
*** |
لا تنس مشاركة النشرة مع من تحب أو من تعتقد أنها تهمه 💜 |
التعليقات