نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #16 مفهوم زيادة الحمل التدريجي، وعن مدى قابلية تطبيقها في باقي شؤون الحياة! |
بواسطة عبدالعزيز ال رفده • #العدد 17 • عرض في المتصفح |
مفهوم زيادة الحمل التدريجي، وعن مدى قابلية تطبيقها في باقي شؤون الحياة!
|
|
|
فمثلا لو التزمت بفترة طويلة في النادي الرياضي، ولنقل بأنك تقوم بالتمرين وذلك لاستهداف منتصف الصدر وبدأت بالصدر المستوي، فمن المفترض أن تكون زيادتك مدروسة، ومسجلة، وأن تكون مهيأ لهذه الزيادة، فلو كان الوزن الذي تقوم بحمله هو ٧٠ باوند (٣٥ باوند في كل جهة) وذلك في ٣ جلسات ولنقل أنه بإمكانك أن تكون بها في ١٠ عدات متالية وذلك قبيل الفشل العضلي بعدتين أو ثلاث عدات ليكون مجمل الحمل الذي أضفته لجسمك هو (٣*١٠*٧٠ = ٢١٠٠ كعدد مجمل يضرب الجلسات في العدات في عدد العدات). |
يجب أن يكون هناك تطور بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وذلك بزيادة عدة واحدة كأن تكون ١١ عدة بدلا من عشر عدات، أو كان تلتزم بنفس العدات (١٠) مع إضافة جلسة إضافية لتكون أربع جلسات بدلا من ٣ جلسات، أو أن يكون آخر حل لك هو زيادة الحمل في الوزن ليكون المجمل بعد أسبوعين (٤*١٠*٧٠ = ٢٨٠٠ كعدد مجمل أضيف له جلسة إضافية) أو (٣*١١*٧٠ = ٢٣١٠ كعدد مجمل أضيف له عدة إضافية) وعليها فقس حتى نهاية الجدول بعد ٣-٦ أشهر سواء كان تضخيما أو تنشيفا، هذه الطريقة سوف تسهم وبشدة في خلق توتر على الجسم، يجعله بالضرورة ينمو عضليا لمقاومة هذا الضغط الذي وقع عليه، وتلافيا لمرحلة التعود الذي يصل لها الجسم ليتوقف نموه العضلي ويسمى plateau. |
هذا المفهوم الذي أجده مهم جدا في عالم الرياضة، والذي جعلني أؤمن فيه جدا بعد سقطات كثيرة، وأخطاء جمّة، وأساليب غير مجدية، هي في حقيقة الأمر ما أقوم به في باقي شؤون حياتي، سواء كانت في إطار العمل، أو الروتين اليوم، أو في تلك المتعلقة في تطوير المهارات. |
ولعلي أبدأ في طريقتي في الاستثمار، لا يوجد لدي أيّ تجربة سابقة في عالم المال والأعمال، غير محاولات قليلة، وبائسة لا تصل أن تكون ناجحة، بشكل شهري أستقطع جزءا يسيرا من راتبي لأستثمر به، فمن الخطأ الشنيع أن تستقطع راتبك وتبقيها في صورة (الادخار) السلبية، والتي تعني زكاتك لها سنويا، ويضاف لها التضخم السنوي الذي يقدر ب ٤٪، فمن خلال متابعتي لأحمد الصبان في تويتر وهو الطبيب المهتم في عالم الأسهم، قام مشكورا في إعداد قائمة متعلقة بالسوق المحلي في الأسهم (السعودي) والسوق العالمي (الأسهم الأمريكية)، وبتقسيم جميع أجزءها (البنوك، البتروكيماويات، صناديق الريت، شركات النمو… الخ) وقد جعلت أحد تغريداته مرجعا رئيسيا لي لأستثمر مبلغا ثابتا محددا (١٠٠٠ ريال) شهريا لشركة معينة لأستثمر بها بالترتيب وفقا للجدول الذي وضعه لذلك، هذه الطريقة الثابتة والمستمرة تعني أنه سنويا سوف تكسب (٨-١٠٪ سنويا) وهو مبلغ وإن كان هامشيا وبسيطا إلا أن تأثيره المتراكم ولنقل عقب ٢٥-٣٠ سنة يعني مبلغا يستحق هذه الاستمرارية وهو بنظري (تطور مستمر progressive overload)، أود التنبيه بأن أي شركة في سوق الأسهم السعودية هي من تقوم بإخراج الزكاة عنك في كل سنة، لذا ليس عليك أن تفكر في إخراجها عنهم. |
هذا المفهوم أيضا أطبقه في جوانب أخرى، منها القراءة، وذلك بشكل (قليل، مُستمر) قرائتي إن كانت في الروايات فقد تتراوح ما بين ٢٠-٣٠ صفحة باليوم الواحد، وهذا يعني إنهائي لما يقارب ١٧٥ صفحة في الأسبوع وهو ما يعادل أيضا قرائتي (كتاب/ كتابين) في الشهر الواحد لكتاب عدد صفحاته ٣٥٠ صفحة، أما إن كان كتاب في غير الرواية تكون قرائتي لما معدله ٥-١٥ صفحة في اليوم، وهو يعني إنهائي لما يقارب ٧٠ صفحة في الأسبوع وهو ما يعادل أيضا قرائتي (لكتاب واحد شهريا) يبلغ عدد صفحاته ٢٨٠ صفحة، هذا المفهوم أيضا أظنه يقع للتأثير المتراكم والإيجابي (للتطور مستمر progressive )، ناهيك عن المتعة الحقيقة الذي ستناله من الافكار المذهلة، والخلّاقة، والرائعة، والتي ستجعلك تدمن هذه العلاقة المستمرة للأشياء الصغيرة والرائعة، سبق وأن كتبت في هذه المقالة عن البوابة الأولى لحبي للقراءة وذلك عن طريق كتب السير الرياضية في عالم الساحرة المستديرة، ومقالة أخرى لا زال تنال نصيبها في مدونتي كأكثر مدونة تم قرائتها بعنوان اهتمام مشترك، تحدثت من خلالها عن سحر القراءة وأثرها الشخصي عليّ. |
ولنأتي على نفس المفهوم ولكن في إطار التدوين، أحرص كل الحرص مؤخرا وبعد تأثري بتغريدات ومشاركات مجتمع رديف في تويتر، ولو أنه لم يسعني الانضمام لهم حتى اللحظة، في الكتابة والتدوين اليومي لما معدله ٢٥٠ كلمة في اليوم الواحد، مع تدويني اللحظي لأي فكرة عابرة تجول في رأسي وتستحق أن أبحث فيها كثيرا، وهي بالعادة تأتيني خلال (قيادتي للسيارة، ممارستي للرياضة، بعد التحدث مع الأشخاص)، بهذا المعدل الذي يتم يوميا يعني أنه بإمكانك إنهاء مقالتين في الاسبوع تحتوي ٨٠٠ كلمة للمقالة الواحدة، وهي يعني ما مجموعه ٨ مقالات في الشهر، لتكون المحصلة السنوية ٩٦ مقالا كاملا، معدل عظيم جداً يستحق أن تواصل فيه وتعطيه قليلا من وقتك، المميز خلاله بأني لم أحكر نفسي بمكان واحد يقيدني للكتابة فيه حصرا، ولكن بمجرد أن أجد لديّ وقتا، أذهب لمحمولي الخاص، وأتوجه للملاحظات ومن هناك كنت قد أعددت قائمة بالمواضيع التي شدتني ودونت أفكارها لأشرع في الكتابة فيها في أول الصفحة، وما تحت هذه الأفكار تكون المواضيع التي تأتي تحت هذه الأفكار تباعا لأكتب في نفس اللحظة كل ما يجول في خلدي، مع تنقيحي لها لاحقا أو في صبيحة اليوم التالي وذلك بشكل يومي، وهو أيضا ما أجده تطور تدريجي يقع في الفكرة (progressive overload). |
في محاضرة في تيد اكس لجوي دانيس بعنوان (لماذا التمهل والتوقف لبرهة من الزمن هو الطريق للمضي قُدُما) تحدث عن أهمية عدم أخذ قرارات متهورة ومستعجلة في الاوقات الشديدة، وذلك ولأنه من الأوقات العصيبة تكون الأفكار متضاربة، وغير واضحة، مما يقودك ربما لقرارات قد تندم عليها لاحقا. |
يوصي تيد بالتمهل وأخذ خطوة للخلف ولذلك لمشاهدة الصورة بشكل أكبر وأكثر وضوحا، مما يساعد في القيام بقرارات صائبة تصب في مصلحتك لاحقا، وقد ذكر ثلاث مراحل مختلفة عن كيفية مراجعة القرارات وسط الظروف العصيبة: |
أولا) الإستعادة: |
ويعني بها لملمة شتاتك وسط الظروف الصعبة، وهي فرصة لالتقاط الأنفاس، ومراجعة الحلول المطروحة، من ثم التمهل، والتوقف، مما يساعد تدفق الافكار، والقيام بالحلول اللازمة لانجاح الموقف العصيب. |
ثانيا) التَبصُر: |
وهي الخطوة التي تجعلك تتعلم جيدا من خطأك الذي وقعت به، والقيام بعملية خلق الخطط المناسبة، والطرق المطروحة، والخطط البديلة، وكيفية تطبيقها، والتي ستبني لديك الثقة المطلوبة، مما ستسهم في تطورك ونموك، ووضعها في أرشيف ذاكرتك لإستدعائها مستقبلا والتعلم منها إن دعت الحاجة لذلك. |
ثالثا) الاتصال: |
خلق تضامن مع المجموعة المتضررة معك، أو القيام بالاستعانة بالأشخاص ذوي الخبرة، والنهل من إستشاراتهم، مما سيساعد في خلق قناعة بضرورة التغيير، والقيام به على وجه السرعة. |
أعتقد بأن مفهوم جوي في (الاستعادة، والتبصر، والاتصال) يمكن إسقاطها على زيادة الحمل التدريجي وذلك بعدم إستعجال النتائج، والتعلم من الأخطاء، ومشاركة آراء الاخرين، وإضافة تقنيات جديدة ومغايرة في كل مرة، وذلك بهدف التحسين المستمر والذي سيقودك في نهاية المطاف نحو أهدافك المرجوة بعيدة الأمد. |
إليك أيضا: |
نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #16 كيف ترد على سؤال (سعركم غالي!) عن الهيمنة الأزلية للمشتري، وكيفية قلب مفاوضة المبيعات لصالح البائع دوما! - نشرة خواطر مفكرة البريدية | هدهد
كيف ترد على سؤال (سعركم غالي!) عن الهيمنة الأزلية للمشتري، وكيفية قلب مفاوضة المبيعات لصالح البائع دوما!
gohodhod.com
|
نشرة خواطر مفكرة البريدية - العدد #15 اليوتيوب البئر الذي لا ينضب! - نشرة خواطر مفكرة البريدية | هدهد
لا يكاد يوجد إنسان إلا وكان اليوتيوب مصدرا (ترفيهيا، أو تعليميا) عظيم، ولا يزال ينمو يوما بعد الآخر.
gohodhod.com
|
التعليقات