تخلص من "الخوف الموهوم" - الكتابة للشجعان🦸🖊️ | نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #4 |
بواسطة مرجع التدوين • #العدد 4 • عرض في المتصفح |
مرحباً، بدأت قائمتنا البريدية بالانتعاش📉📊، نُقدر للسبّاقين في الانضمام إلينا حُسن ظنهم، ونحسب أنهم شركاؤنا في صناعة الإلهام🤝، كل التقدير لكم✨
|
|
كان اختيار الموضوع الأول للنشرة مُجهداً، في الوقت الذي وقفت فيه حائرة أمام الخيارات المطروحة، كانت جميع الأفكار قابلة للتأجيل، إلا مايمكن أن يفقدنا حياة جديدة، يصعب عليّ تجاوز، فكرة الإحجام عن تحذير أو تنبيه أو مشاركة رأي، ربما بمقدوري أن أنقذ به قلماً أو أشعل به فكرة، أو أشجع به نصاً وحيداً تائهاً. |
أن يزداد عدد الكتاب، يعني أن يزداد المحتوى، أن تتكاثر الأقلام، وتتباين الرؤى، وبهذا يزداد الفكر ثراءً وتألقاً، ولأن القارئ يستريح بالقراءة؛ يفرح، يبكي وينبهر بها، فأن تواسينا عقول شتى وتجارب كثيرة لا حد لها ولا عد مطلب مُلح يمنحنا خيارات أكثر مرونة، لذا بدت لي جميع الأمور هينة أمام تأثير مشاعر "الخوف الموهوم" على صناعة الكتاب والأدباء والمدونين. |
إن استجابة الكاتب لهذه المخاوف مسألة حياة أو موت، إنها حالة طارئة، فتصديق المخاوف يعني التراجع، والتراجع يُبقي العدم عدماً، ويئد "الكلمة" قبل أن تقوم لها حياة! |
الخوف آفة، ليس لأنه حاجز من حواجز الإبداع، ولا لأنه إضعاف للهمة، بل لأن خوف الكاتب الموهوب يقلل من فرص صناعة قلمٍ أصيل وأسلوبٍ متفرد! |
يوجد في الحياة طرقاً كثيرة نكسب منها العلم والخبرة، لكن لا تخلو جميعها من المخاوف، وربما يجدر بنا هنا أن نذكر ثلاثة مخاوف نادراً ماينتبه لها الكاتب،وكيف يمكنه أن يتعامل معها؟ |
١. الخوف من غربة الكتابة: |
افصح عن فلسفتك الخاصة، وإن لم تكن رائجة أو منتشرة. |
لكل فلسفة جمهورها، مهما شعرت أن أفكارك غريبة عن الرائج في ساحة الكتابة والتدوين! |
لقد بنى الكثير من الكتاب المشاهير جماهيرهم على العجرفة واستلذاذ الألم وافتعال بعض القصص السوداوية في كتاباتهم، لمعوا، ولازالوا يلمعون! فأوجدوا سماءً ينتمون إليها، وينظر إليها أصحاب الذائقة المشتركة للون كتاباتهم، يُقال أن الطيور على أشكالها تقع، ولكن تذكر أيضاً: النجوم على أشكالها تتجمع! |
يشعر البعض بغربة كتاباته وأفكاره، أمام المنتشر والدارج؛ فيتساءل معظمنا، هل حينما أكتب عن حبي لهواية تسلق الجبال، التجديف، التخييم في العراء أو صناعة الكروشيه سأجد من يهتم أو من يستفيد؟ معظم الناس اليوم تكتب في أمور أكثر طلباً من القراء في هذا الوقت، الموضة وصناعة المال، التسويق والتكنولوجيا والفن والطعام، والعلوم، وتطوير الذات، ويدونون المرئي والمسموع في نفس المواضيع المرغوبة، هل أتوقف عن كتاباتي غير المألوفة في المجال غير الشهير؟ |
تأكد! سيكون لك جمهورك الخاص طالما كسرت خوف أن تكون وحيدا تكتب في مجال لا يقرؤه الكثيرون، أحياناً نحتاج أن نكون أبطال المبادرة الأولى. |
٢. الخوف من النقصان: |
طلب المثالية واستصغار قيمة مانكتب. |
أن تبدو حروفك وكتاباتك الأولى ركيكة وضعيفة، تشعرك بالخجل لأنها صادرة عنك، خير من ألّا ترى النور ولا الهواء ولا أعين القراء، المشكلة تكمن بأن تحفظها في باطنك، وفي باطنك رغبة شديدة بإظهارها ومشاركتها، سيسعدني أن أصفك بالبحر ولكنك لست بحراً ياصديقي، فكف عن تخبئة كنوز أفكارك الباهظة في أعماقك، ستنفجر أو تضمحل، نحن البشر نمتلك سعة استيعابية للمشاعر لا تقاس، ولتلك الأفكار العابرة والمنتهية، لكن للأفكار الملحة والفريدة، سعة صغيرة، وسرعان ما ترحل إن لم تجد لها مكاناً أو ملجأً، سيعمل دماغك على إهمالها، لأنها فريدة ومميزة وخلقت من تركيبة معقدة من الأفكار والخواطر والتجارب، ولأنها تجد نفسها غريبة، لا تمكث كثيراً في أدمغتنا بل ترحل على الأغلب! |
|
لن نعلم حتى تشاركها، ولن تعلم مدى تأثيرها عليك حتى تجرب. جرب واكتب وأخبرنا، كيف كانت بداياتك في عالم التدوين؟ |
٣. الخوف من كسر كلمة الكبار: |
لا تصنع ممن تظنهم "خبراء" قديسين، بل فلتر نصائحهم، ليس كل موهوب أو عبقري مرشد، ليس جميع الكتاب الجيدين يصلحون للانتقاد أو تقديم النصيحة. |
لنتفق، لا ينتهج البشر ذات الطريق في ذات الصنعة، لكل شخص أسلوبه، وطريقته الناتجة عن تركيبة معقدة مكوّنة شخصيته، قناعاته، بيئته، طفولته، وحالاته النفسية وتجاربه التي تؤثر في قراراته. |
جميع التجار هدفهم الرئيسي واحد، ولكن لا يتشابه تاجران في تفكيرهما أو أهدافهما التفصيلية أو خططهما المالية! فمابالك بمئات التجار في السوق الواحدة! |
كذلك الكتاب المبدعون؛ دوافعهم الخاصة للكتابة والتدوين لا تتشابه، من دافعه الخوف، ليس كمن دافعه الحب، من دافعه الحماس والمشاركة، ليس كمن دافعه الحزن والحيرة! قد لايستطيع جميعهم الفصل بين الشخصي جداً الذي صَنع منه قلماً، وبين القواعد العامة والخبرة المهنية في مجال الكتابة. |
عندما تسمع نصيحة من كاتب يكبرك سناً أو خبرة، أو تميل إلى طلب نصيحته لتأثرك بإنتاجه، فليكن أخذك لها حذراً، خبئها في جيبك، حتى إن كان كاتباً مخضرماً، لايحتاج أن أذكرك أنهم ليسوا قرآناً منزلاً وأن الكتابة ليست صنعة مادية يمكن الإلمام بها واحتوائها، ورب نصيحة من فطاحلة الكتاب تصيب قلمك بمقتل! |
لذا خبىء هذه النصائح في جيبك، تراجعها أو تدرسها في وقت لاحق، قد تعمل معك وقد لا تعمل، قد تكون مُعطِلة، تعرقلك عن التقدم. |
وتوقف عن الخوف من نزع هالة القداسة التي صنعتها حول الكبار، توقف عن الخوف من رمي بعض النصائح غير المجدية في سلة المهملات، كن شجاعاً وقل "لا" لمثل تلك النصائح عندما لا تستفيد منها. |
وأخيراً .. |
اسمح لشرارة الحماس أن تشعل فتيل موهبتك، لا تخف من حرارتها ولا توهجها، دعها تنير لشخص ما بقعة مظلمة! |
📩 أخبرنا بعضاً من مخاوفك. كيف اجتزتها؟ وكيف شعرت بعد أن تخلّصت منها؟ أم أنك لا تزال عالقاً فيها؟ سنسعد بمشاركتها معنا! |
إيمان - مرجع التدوين. |
*** |
إذا أحببت أن تقرأ أكثر لإيمان، تابع نشرتها البريدية "أَصباح وأَمسية". |
*** |
يمكنكم مشاركة رابط الاشتراك بنشرة "مرجع التدوين" البريدية |
التعليقات