رمضان بين الكتابة واليقظة الذهنية🌙🌃نشرة مرجع التدوين البريدية - العدد #61

 من أبرز الأمور التي أستحضرها كلما في أيام فضيلة كأيام شهر رمضان، هو إعادة تفعيل مهارة التأمل وعيش اللحظة، تسمى في العلاج الجدلي السلوكي "اليقظة الذهنية" مترجمة عن مصطلح "Mindfulness"؛ ويرجع السبب إلى أن الكثير من الممارسات في هذه الأيام تجعلك متصلاً وحاضراً، فتجعلك تستحضر معية الله فيها مثل العبادات؛ الذكر، الدعاء، قراءة القرآن، والصلاة، هذه الوسائل هي أرقى أنواع الوسائل التي تدفعك لتجاهد وتثابر حتى تكون يقظاً مركزاً على اللحظة، الأمر ليس سهلاً لأنها مجاهدة تحتاح لصبر، ولكنها من أفضل التمارين التي يمكنك البدء بها واستغلال الأجواء الروحانية التي تشجعك عليها أيام فضيلة كأيام وليالي رمضان.

Unsplash 

ماهي اليقظة؟ تعرفت على مفهوم "اليقظة الذهنية" لأول مرة من خلال بث مباشر للأخصائية النفسية ديما نجار، تتحدث فيه عن أهمية الثبات والوجود في اللحظة ، أي الخروج من الحالة الشعورية الماضية أو المستقبلية والتي قد تتحكم بك وتوجه سلوكك وفقاً للماضي أو المستقبل بدلاً عن العيش في الحاضر والقيام بردّات فعل مناسبة للموقف أو اللحظة الراهنة باتزان وعقلانية.

الكتابة واليقظة الذهنية: إذا بحثت في الأمر ستجد أن الكتابة التعبيرية هي نوع الكتابة الأكثر ارتباطاً فيما يخص اليقظة الذهنية، وهذا الأمر مؤكد من خلال الكثير من الأبحاث المرتبطة بالتدوين وتفريغ المشاعر، ولكن أياً كان المجال الذي تكتب فيه، فأنت بحاجة لاستحضار تام لجميع أبعاد الموضوع الذي تكتب فيه، لذا فمعظم الكتاب حينما يكتبون، تراهم قد انفصلوا إلى عالم آخر، لأن الكتابة بطبيعتها تحتاج أن تركز على ما تكتب، خاصة حينما تسترسل في الكتابة وتبدأ الأفكار في التلاحم والظهور على الورق بشكل واضح ومتسلسل، هذه العملية، تذكرني باليقظة الذهنية، ولكنها موجهة بشكل خاص، وتراكمية في الوقت ذاته، فأنت تستخدم الكثير من المهارات في آن واحد، في الوقت الذي تنفصل فيه عن المشتقات حولك، لذا فالكتابة أداة رائعة أيضاً يمكنك من خلالها أن تطبق اليقظة.

الكتابة ورمضان: 

قد لا تكون علاقة الكتابة بشهر رمضان علاقة مباشرة ووثيقة، لكنها بالنسبة لي لها طقوسها المختلفة عن أي وقت آخر، فمثلاً، أحب أن أتخفف من الالتزام اليومي بها، وأختار أن أراجع وأضيف وأعدل على موضوع واحد دون عجلة أو سرعة، أكتب بعد أن أقوم بعدة واجبات مرتبطة بروتين رمضان، ولا يكون لها الأولوية غالباً، لكنها أداة تذكيرية للسعي الممتد لما بعد رمضان.
قد يختار البعض ألا يكتب في رمضان أو أن يكتب في أيام معدودة فيه، وبما أن رمضان على الأبواب فأحببت أن أشارك بعض الميزات التي تتوفر في الكتابة في رمضان دون غيره من الأوقات. 

Unsplash 

 تجربة أنواعاً جديدة من التدوين والكتابة: 

الكتابة اتصال من نوع خاص، اتصال مع كينونتك، مع كل التراكيب التي شكلتك، مع أفكارك التي يتوجب عليك مواجهتها والتحرر منها، وأخرى يتوجب عليك تعزيزها وتأصيلها، لذا فهي المساحة التي تستطيع من خلالها أن تعزز مفهوم التواصل مع مشاعرك بما فيها من حزن وفرح وحيرة، خبراتك فتحللها، وترتبها، وتوزنها، وتصنف فوائدها ومخرجاتها.

مساحة للاسترسال والإبحار في أفكارك: 

كما ذكرت سابقاً، اليقظة الذهنية يمكن أن تكون مجاهدة كبيرة في عبادات الذكر والاتصال والحضور مع الله، من جانب آخر، يمكن أن تكون الكتابة فعل صحي ومناسب للغوص في أنفسنا أكثر، لتوجيه اليقظة الذهنية إلى مكان مختلف، وهي أفكارنا ومشاعرنا، لذا فالكتابة في هذه الحالة تصبح يقظة مع النفس وخوالجها في المقام الأول، بغض النظر عن نوع الكتابة أو هدفك منها، إذا كنت ترتاح لها وتشعر بأنها مهمة خفيفة على نفسك، فلا تتوقف عن الكتابة والتدوين، السعي لا يتعارض مع العبادة حينما يوجه بنية نافعة لا تؤثر على الأهم في سلم أولوياتك في الأيام الفضيلة.

Unsplash 

الخروج من حالة الرتابة والخمول: 

على الرغم من فوائد الصيام، إلا أننا يجب أن نعترف أن هنالك الكثيرين ممن يعانون من مزاج ثقيل وبعض الخمول خاصة في بداية رمضان، شعور بالرتابة وتغير مفاجئ في دورة النوم وأوقات الوجبات والنشاطات، الكتابة يمكنها أن تجعلك حاضراً مع نفسك، يمكنها أن ترتب شيئاً من مزاجيتك، وأن ترفع جودة يومك لتوازن بعض أمورك وتبتدئ يومك بالشعور بالإنجاز وهنا تكمن فائدة التأقلم مع جوٍّ لم تألفه، بواسطة عمل تحبه وتجيده، البعض قد يحتاج أن يألف أجواء الصيام ثم يبدأ الكتابة، وهذا في الغالب لديه موضوع إبداعي ليكتبه، لذا أرجح أن يدون ويفرغ و يعبر بالكتابة التفريغية بدلاً من كتابة المقالات أو الكتب أو الكتابة الإبداعية.

وبما أن معظمنا قد ثبت لديه روتين رمضان؛ هل لديك خطة للتدوين في ما تبقى من رمضان؟ تدوين تدبر القرآن؟ تدوين امتنان يومي على النعم؟ مواصلة مشروعك الخاص في الكتابة؟ أو ربما ستختار أن تتخفف من النشر والتحرير، وتركن بالكتابة إلى نوايا مختلفة تعزز من اتصالك ويقظتك الذهنية؟

◀️📺 تلفزيون مرجع التدوين:

🔹مدونة "أحمد قربان": 

الشغف، له وقعه الخاص في نتيجة أعمالنا، وقبل ذلك كله، في تحريكنا و دفعنا قبل القيام بها حتى، أحمد يشاركنا تدوينة عن الشغف والإحباط وتقاطعاتها مع الحياة وتفكيرنا.

تدوينة قد تكون مفيدة ل١٪ من العالم رقم٢ – عن الشغف.

تدوينة قد تكون مفيدة ل ٪١ من العالم

🔹مدونة "ريمة أحمد": 

لاحظت أن أوقات ضغط العمل الطويلة فرصة للحظات الإدراك التي تعيننا على فهم ما يجري حولنا.كذلك ريمة مع ضغط الدراسة وتتابع المهام، أدركت أنها طمّاعة😑اقرأ تدوينتها لتفهم نوع الطمع الذي تقصده.

غارقة بين أوراق الدفاتر والأقلام الملونة.

🔹مدونة "مريم": 

لا يخفى علينا جميعًا كيف بدأت اللغات الأخرى تزاحم لغتنا العربية الأم؛ لذا صرت أحاول دائمًا تعزيز الانتماء والفخر بها لدى النشء من حولي مستحضرًا دائمًا (كم عزّ أقوامٌ بعز لغات)ثم إن مريم من أكثر المدونين إثراء لمحتوى تبسيط اللغة وتعزيز قيمتها؛ تكتب هنا إجابةً عن سؤال غيور على لغتنا التي شاء الله لها أن تكون خالدة.

ما الطرق التي يجب أن نتّبعَها للاهتمام باللغة العربية وتعلّمها ببساطة؟

تدوينة: ما الطرق التي يجب أن نتّبعَها للاهتمام باللغة العربية وتعلّمها ببساطة؟

🔹مدونة "أقصوصة":

أدرك تمامًا أن الأشخاص الملهمين ليسوا فقط أولئك الذين حققوا نجاحات كبيرة؛ بل إن أشخاصًا بسطاء حولنا قادرون على إلهامنا لنسلك طريقًا، أو نبدأ عملًا، أو نؤمن بفكرة.مها تكتب سلسلة عن هؤلاء الملهمين حولها، وأم مفرّح واحدة منهم.ما التفاصيل البسيطة التي لفتت مها؟

الخالة أم مفرّح.

تدوينة الخالة أم مفرح

 هل ستكتفي بالمشاهدة لوحدك؟ شارك هذه التدوينات مع المهتمين 🌐

◀️ 🎙️بودكاست العدد:

بودكاست افيدونا 

لماذا يتوجب عليك أن تتعلم كيف تعيش في الحاضر؟ لأن ذلك سيحميك من التعرض للتفكير الزائد بشقيه، القلق "من المستقبل" ، الاكتئاب "بسبب الماضي"، لذا في مهارة اليقظة الذهنية ليست مهارة يسهل اكتسابها في ظل مشتات العصر المختلفة، هذه الحلقة من بودكاست "افيدونا" مفيدة جداً و تستحق الاستماع.

عيش اللحظة بدون آلام الماضي او قلق المستقبل.

 متابعة ممتعة ونافعة  ✨💡

           كتابة وإعداد: إيمان السقاف.

             إشراف عام: أحمد قربان.

🗃️ لقراءة الأعداد السابقة من النشرة البريدية:

📩للإعلانات:

[email protected]