الأدب والطفل- العدد #5

بواسطة هيفاء صالح #العدد 6 عرض في المتصفح

لحسن الحظ أن تولد في بيت به مكتبة من هنا بدأت الحكاية حكايتي مع الكتب صحيح أن تلك الكتب كانت أكبر مني بكثير ولازالت، وصحيح أنني لم أقرأها بل كنت في السابعة أتصفح بعضها لأجد شيء يناسبني وبعد أن مللت قررت أن تكون لي كتبي الخاصة التي تشبع فضولي وتُبقي خيالي خصبًا وأحبها وتحبني نعم تحبني هذا ماكنت أشعر به حينها..

“إذا أردت أن يكون أطفالك أذكياء، فاقرأ لهم القصص،وإذا أردت أن يكونوا أكثر ذكاءً فاقرأ لهم المزيد من القصص.” - ألبرت أينشتاين

صحيح أن أمي كانت تشبعني بالقصص والحكايات إلا أنني كنت أود وبشدة أن أقرأها بنفسي فكانت أول قصة اقتنيتها قصة الأميرة وحبة البازلاء لازلت أذكر كل التفاصيل من كان بجانبي شكل الغلاف الخارجي المكان الوقت وحتى طريقة جلوسي  🤦🏻‍♀️😅

بعدها بدأ الحب يكبر ويكبر فاقتنيت المزيد والمزيد كنت أرى في الكتب مالا يراه أقراني وكنت أرى في الكتب مالا أراه في أي شيء آخر ألعاب مثلا🤷🏻‍♀️

تنتابني دهشة الصغار حين أرى كتاب جديد لأول مرة  لكن كانت نكهة الدهشة أقوى، لازلت أذكر المرة الأولى التي رأيت فيها قصة نساء صغيرات كنت حينها في التاسعة من عمري ودهشتي حينها كانت لاتوصف ولن توصف أبدا، أيضا دهشتي برواية الحرب والسلم للعظيم تولستوي حين كنت ابنة الثانية عشرة 🥹🧡

جميعنا كانت لنا قصصنا المفضلة سواء مكتوبة أو مروية أو حتى في شاشة التلفاز.._

مرآتي يامرآتي من أجمل إمرأة في هذه البلدة؟💅🏻‏

_جدتي جدتي لما أذناكِ كبيرتان؟👵🏼‏

_سندريلا عودي قبل منتصف الليل!🪄

_“لن أتركك، أريد أن أبقى في نيفرلاند”‏

بيتر بان الطفل الذي يرفض أن يكبر ليجسد أحلام الطفولة الدائمة‏نيفرلاند ليست مجرد مكان بل فكرة،فكرة الهروب من المسؤولية والعيش في عالم خالٍ من التحديات حيث الخيال هو الحاكم الوحيد‏أنا أيضا يابيتر بان لم أكن أريد أن أكبر🤎ماذا عنك ‏أين أنت الآن هل كبرت؟

جُمل وكلمات من الطفولة لقصص عالمية للأطفال،تلك القصص والكلمات حملت في طياتها معنى عميق فخلف كل قصة تجد درسًا وحكمة ومغزى..

تلك القصص التي نشأنا عليها وأحببناها كثيرا وحتى أننا تخيلناها وصدقناها لم تكن وسيلة فقط للتسلية والترفية بل أدوات لتشكل تفكيرنا وتغير نظرتنا للأمور..

فمنذ القدم إهتم الباحثون والمعلمين بتأثير الأدب على الطفولة حيث يعتبر الأدب حجر الزاوية في تنمية الطفل نفسيا واجتماعيا وأداة مهمة لتُشكل عقله وتُكبِرَ قلبه🧡

الروايات الجيدة تمنح الأطفال الأدوات التي يحتاجونها لفهم العالم وفهم أنفسهم.” - مادلين لينغل.

لنرى سويا بعض من تأثير الأدب على حياة الطفل:.

1. تأثير الأدب على النمو اللغوي والمعرفي:.

يلعب الأدب دورا كبيرا في تطوير مهارات اللغة بناءً على دراسة من جامعة ستانفورد أظهرت أن الأطفال الذين يستمعون للقصص بانتظام يحققون تقدم أكبر في المفردات والتفكير النقدي..

2. الأدب وتنمية الخيال والإبداع:.

لو لم يكن من الأدب فائدة مرجوة سوا الخيال لكفى القائل "أنا"

في دراسة أجرتها هارفاد وجدت أن الأطفال الذين يتعرضون للأدب الخيالي يُظهرون قدرة أكبر على ابتكار حلول جديدة للمشكلات… وهذه الحقيقة التي رأيتها بعيني 👀

إليك قصة “أوجي” من رواية Wonder والطلاب:بينما تعتبر رواية Wonder للكاتبة آر جيه بالاسيو عملًا خياليًا، إلا أن تأثيرها على الأطفال حقيقي للغاية،تحكي القصة عن أوجي الطفل الذي وُلد بتشوهات في الوجه، وكيف تعامل مع الحياة المدرسية والتنمر.الرواية ألهمت الكثير من الأطفال حول العالم لتقبل التنوع والتعاطف مع الآخرين المختلفين،العديد من المدارس استخدمت الرواية كأداة تعليمية لغرس قيم التسامح والاحترام بين الطلاب.

3. الأدب كأداة لتنمية الذكاء العاطفي:.

الذكاء العاطفي هو القدرة على التعرف على مشاعر الذات والآخرين والتعامل معها بفعالية أكبر والأدب يمكن أن يكون وسيلة قوية لتطوير هذه المهارة لدى أي طفل..

4. الأدب ودوره في تعزيز القيم والأخلاق:.

القصص تمثل وسيلة ممتازة لغرس القيم والأخلاق في نفوس الأطفال فمن خلال الشخصيات والأحداث يتعلم الطفل قيم مثل الصدق، الشجاعة، التعاون، والتسامح فقراءة القصص التي تحمل معاني أخلاقية تساعد على تطوير الحس الأخلاقي لدى الطفل.

إليك قصة مالالا يوسفزاي:

مالالا هي ناشطة باكستانية ناضلت من أجل حقوق الفتيات في التعليم على الرغم من نشأتها في بيئة معادية لتعليم النساء، كان للأدب دور كبير في حياتها فقد انشأ والدها مدرسة للبنات،وزرع فيها حب القراءة والمعرفة،ألهمتها الكتب بأن تكون قوية وأن تحارب من أجل حقوقها،وفيما بعد كتبت هي نفسها كتابًا بعنوان “أنا مالالا” يروي تجربتها وكيف ساعدها الأدب في تشكيل رؤيتها للعالم.

5. الأدب كوسيلة للتعامل مع الصدمات النفسية:.

تتعدد الصدمات النفسية وتختلف من طفل لآخر ومن بلد لآخر وسبب لآخر..

ففي دراسة أجراها المعهد الوطني للصحة النفسية في الولايات  أظهرت أن الأطفال الذين يعانون من تجارب مؤلمة مثل "الفقد،انفصال الأبوين،التنمر،الحروب وغيرها الكثير"عندما يقرؤون قصص تعكس تلك التجارب يظهرون تحسن ملحوظا في التعامل مع الصدمة العاطفية..

قصة جي. ك. رولينغ والطفل المصاب بالسرطان:

في أحد الأيام، أرسل والد لطفل مصاب بالسرطان رسالة إلى الكاتبة جي. ك. رولينغ، مؤلفة سلسلة “هاري بوتر”. كان الطفل يحب كتب هاري بوتر وكان يقضي وقته في المستشفى وهو يقرأ الكتب باستمرار. تأثرت رولينغ بالقصة وقامت بزيارة الطفل وأخبرته كيف ستنتهي السلسلة قبل إصدار الكتب النهائية،كانت هذه الكتب مصدرًا للتسلية والقوة للطفل في وقت مرضه، وقد ساعدته القصص في التغلب على مشاعر الخوف والحزن.

فالأدب يمكن أن يكون حلا ودواءً للأطفال الذين يمرون بأزمات نفسية أو عائلية فالكثير من القصص تقدم للأطفال طريقة لفهم وتقبل الأحداث الصعبة التي قد يمرون بها..

لكن لحظة! هل نَسيَ الأهل قوة الكلمات وأثر القصص وروعة الكتب؟

في ظل تسارع وتيرة الحياة وضغوط العمل اليومية يجد العديد من الآباء أنفسهم محاصرين بمسؤوليات لاتنتهي فيهمل الكثير القراءة والإطلاع..

لكن لابأس لم يَفت الأوان بعد ولم يكبر الصغار 🙄

هناك عدة طرق تساعد في جعل القراءة جزء من روتين الطفل وهي:.

1.ابدأ مبكرًا: قراءة القصص لطفلك منذ الصغر تخلق علاقة إيجابية مع الكتب.

2.خصص وقتًا يوميًا: حتى لو كان 15-20 دقيقة يوميًا،اجعل القراءة جزءًا من الروتين.

 3.كن قدوة: الأطفال يتعلمون بالتقليد، فاجعلهم يرونك تقرأ بانتظام.

4.اختيار الكتب المناسبة: اختر كتب تناسب عمر واهتمامات طفلك.

5.التفاعل مع القصة: اسأل طفلك عن الشخصيات والأحداث لتطوير تفكيره النقدي.

6.زيارة المكتبة: دعهم يختارون كتبهم الخاصة أثناء زيارات المكتبة.

7.اجعل الكتب متاحة: ضع الكتب في أماكن يسهل الوصول إليها.

8.تنويع المواد الأدبية: قدم قصصًا مصورة، كتبًا صوتية، ومجلات.

9.اجعل القراءة ممتعة: استخدم الأصوات وتمثيل الشخصيات لتشجيعهم.

10.ربط الكتب بالحياة اليومية: قم بأنشطة تتعلق بما يقرؤه الطفل.

11.تشجيع الكتابة: دع طفلك يكتب قصصه الخاصة أو يرسم.

12.المدح التحفيز: قدم التشجيع والحوافز عند إنجاز قراءة كتاب.

14. استخدام التكنولوجيا بحذر: استفد من الكتب الإلكترونية والصوتية باعتدال.

15. الصبر: استمر في تقديم الأدب بطرق مختلفة حتى تتطور العلاقة مع القراءة.

هذه بعض الطرق التي تعزز حب القراءة لدى الطفل وجني فوائدها التعليمية والنفسية.

أخيرا الكتب والقصص ليست مجرد مجموعة أوراق وعدة كلمات وحكايات في حياة الطفل بل جسرا يربط خيال الطفل بواقعه ليشكل به أفكار ومشاعر والأهم يشكل به شخصيته  🧡

Nada Abbasوش كتبنا اليوم؟Mashael alnjefan3 أعجبهم العدد
مشاركة
وش كتبنا اليوم؟

وش كتبنا اليوم؟

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من وش كتبنا اليوم؟