خطابات الأدباء الحاصلين على جائزة نوبل - العدد #3

بواسطة هيفاء صالح #العدد 3 عرض في المتصفح

في كل خريف من كل عام يتم إعلان الفائزين بجوائز نوبل في مختلف المجالات  قاعة " ‏” (Konserthuset) في العاصمة السويدية تحديدا ستوكهولم

تُعد هذه القاعة واحدة من أعرق الأماكن في المدينة وأكثرها شهرة، وقد بُنيت بين عامي 1923 و1926 بتصميم المهندس المعماري إيفار تانغي، بأسلوب يجمع بين الكلاسيكية والحداثة.

شهدت هذه القاعة الكثير من اللحظات الحاسمة والمؤثرة والكثير من الإنجازات والنجاحات،تحتفي بعقول لامعة وجهودٍ جبارة وأسماءٍ عظيمة في كل عام وكل مجال..

يتقدم الفائزون واحدًا تلو الآخر لإستلام الجائزة من ملك السويد شخصيا..

بعدها يتحدثون للعالم بكل فخر عن آمالهم وطموحاتهم وأحلامهم..

ولأني من المهتمين كثيرا ودائما بالأدب قررت أن أنقل هنا بعض ماقالهُ الفائزون من الأدباء بجائزة نوبل للأدب..

نوبل للأدب:.

نوبل للأدب تُمنح لكاتب أو كاتبة قدموا “عملًا بارزًا في مجال الأدب”، سواء كان ذلك العمل رواية، قصيدة، مسرحية، أو أي شكل آخر من أشكال الكتابة..

ورغم أن الجائزة يمكن أن تُمنح على مجموعة أعمال إلا أنها غالبًا ما تُمنح تقديرا لإجمالي إسهامات الكاتب خلال مسيرته..

بعد أن يستلم الفائز الجائزة يُقدم خطابًا للجمهور..

غابريل ماركيز صاحب الرواية الأكثر شهرة " مئة عامٍ من العزلة "

تحدث ماركيز في خطابه عن أمريكا اللاتينية والصعوبات والتحديات التي تواجهها..

وبدأ بـ:.

" أدبنا لم يكن خيال بل تعبير عن حقائق غريبة يتحدى المنطق ويجمع بين الرؤى المستحيلة، هنا في هذه المنطقة من العالم حيث الأساطير والتاريخ يمتزجان ليشكلوا الواقع "هي التي ألهمتني " أمريكا اللاتينية ليست أشياء من الماضي والحاضر بل قصة من الخيال والحقائق المتداخلة معًا"

وتابع قائلاً:

لقد نشأنا في منطقة اعتادت على الأحلام حيث كل يوم يمثل مغامرة جديدة تحمل في طياتها القسوة والدهشة معًا،إننا نعيش بين ما نراه وما لا يمكن تصوره حيث المعجزات هي جزء من حياتنا اليومية”

وفي حديثه عن العزلة قال:.

“عزلة أمريكا اللاتينية ليست فقط جغرافية، بل عزلة تاريخية وفكرية، عزلة تعود إلى العصور الاستعمارية وتستمر حتى اليوم،نحن في قارة مليئة بالشعوب التي تعاني من هذه العزلة، والتي تبحث عن حريتها وهويتها”.

وختم خطابه بنداء من أجل السلام والعدالة:

“أنا أؤمن أن البشر لا يتوقفون عن السعي لتحقيق عالم أفضل حيث لا يكون الحب فيه جزءًا من الرفاهية، بل ضرورة حتمية للعيش،نريد بناء عالم يمكن فيه للأطفال أن يحلموا دون خوف من العنف، وأن يفتح المستقبل أمامهم من دون قيود أو حدود”.

نجيب محفوظ (1988)

نجيب محفوظ لم يكن قادرًا على السفر إلى ستوكهولم لتلقي الجائزة لذا قرأ خطابه بالنيابة عنه محمد سلماوي تحدث محفوظ عن حضارة مصر القديمة وتراثها، وقال:

“إن تكريمي بالجائزة ليس تكريمًا لشخصي فقط بل هو تكريم للأدب العربي كله،ولحضارة عظيمة عريقة،ولشعب مؤمن بما لديه من قيم وعقائد وتقاليد شعب مصر.”

“أنا آتي من أرض مصر، التي تعاقب عليها الدهور والعهود، من أرض أول حضارة إنسانية، من أرض الفراعنة والنيل والشمس، من أرض الحكمة والشعر والفن،أنا هنا بصفتي صوتًا لكل هذه الحضارة،وصوتًا لأولئك الذين لم يعد لهم صوت.”

وتحدث عن التحديات التي يواجهها العالم:

“إنني أنتمي إلى عالم يواجه العديد من التحديات، ولكنني أؤمن أن الأدب قادر على أن يكون جسرًا بين الحضارات وأن يساعد في تحقيق التفاهم والسلام بين الأمم،إن الأدب ليس فقط تعبيرًا عن المشاعر الإنسانية، بل هو أيضًا دعوة للحوار والتفاهم.”

وختم رسالته برسالة أمل:

“لنعمل من أجل عالم أفضل، عالم يمكن فيه للأدب أن يظل ذلك الجسر المدهش الذي يربط بين القلوب والأرواح، ويخلق عالماً من التفاهم والمحبة.”

توني موريسون (1993)

توني موريسون بدأت خطابها بمجاز عن لغة ميتة:

“هناك قصة تتحدث عن امرأة حكيمة عجوز أعمى، واجهت مجموعة من الشباب الذي أرادوا اختبار حكمتها. قالوا لها: هل الطائر في يدي حي أم ميت؟ وإن أجابت بأنه ميت، سيتركونه حيًا، وإن قالت إنه حي، سيقتلونه. فكرت المرأة قليلاً وقالت: لا أعلم إن كان الطائر حيًا أم ميتًا، لكن ما أعرفه بالتأكيد هو أن الأمر بين أيديكم”.

وتابعت توني موريسون:

“اللغة هي هذا الطائر إنها في أيدينا ونحن مسؤولون عنها،يمكن أن نستخدمها لبناء الجدران أو لبناء الجسور. يمكن أن نستخدمها لقتل الحياة أو إعادتها إنها أداة قوية، ولها أثر عميق على المجتمع والثقافة.”

هكذا الأدب عبر الزمان مرآة تعكس تطلعات الإنسان وآماله،ليس فقط كلمات بل صوت يربط عوالم مختلفة وأزمنة متابينة،قوته تكمن في إحداث تغيير حقيقي في النفوس والعالم🤍

مشاركة
وش كتبنا اليوم؟

وش كتبنا اليوم؟

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من وش كتبنا اليوم؟