الحال مش عال العال مع متلازمة المحتال العدد #2

بواسطة هيفاء صالح #العدد 2 عرض في المتصفح
متلازمة المحتال والمبدع وإبداعه:

ممكن تحقق نجاح ورى الثاني وتسمع كل ثناء ومدح من اللي حولك بس في داخلك شيء يقول مستحيل أكون مبدع لدرجة تصل إلى هذا المديح..

وفي كل مرة ومع كل إنجاز تهمس لنفسك بدون أي أحد يسمعك مجرد انجاز عادي وغيري الكثير يسوونه ويسوون الأفضل منه بعد وتكمل سماع المدح بإبتسامة مرتبكة وكأن في أحد بيقفطك ويعرف نقاط ضعفك ويعرف ان شغلك مايسوى..

تصل إلى مستويات أعلى بعد أن قطعت دروب طويلة وخضت تجارب شتى وعندما تصل لاتخبرك نفسك بأنك تستحق بل تخبرك بأنك الأسوأ وأن كل ماحصلت عليه كان بمحض الصدفة..

وفي كل نجاح وكل تقدم وكل ثناء نفس الشيء يتكرر ولا عمرك فكرت أنا كيف أسكت هالشيء؟ اللي ماينتهي بل ممكن يزيد..

الشعور هذا هو "متلازمة المحتال"المتلازمة اللي ماكنت ما أعرف عنها إلا الشعور بها والخيبة في كل مرة بعد هذا الشعور..

فقررت أن أبحث عنها وأعرفها عن قرب أكثر..

لعل شعورها يتضاءل داخلي ويدعني أمضي في هذه الرحلة المليئة والمثيرة فلا لذة لإنجاز ولا فرح بإكتمال عمل ولا سرور في النفس وهذه المتلازمة تراودك مرة بعد أخرى..

بحثت في الجانب النفسي والإجتماعي والثقافي علّني أصل إلى حلٍ موحد وجواب مؤكد..

الجانب النفسي ومتلازمة المحتال:

في داخل العقل المحاصر ثمة صراع نفسي معقد بين الإنجاز الشخصي والشعور بالشك في الذات..

جاءت نظريات علم النفس بإشارة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة يميلون إلى تجاهل أدلة نجاحهم الشخصية..

  يعني في كل نجاح أنت ماتشوف أسبابك وأفعالك اللي وصلتك للقمة و نفسك بكل وقاحة تخليك أعمى ومتناسي كل شيء وبعد تخليك تركز على هفواتك وأخطاءك..

هالمشاعر ياجميل تكبر مع الوقت لا تظن أنها مشاعر لحظية ومؤقتة وتروح لا أبدًا وفي كل مرة يكبر هالشعور يخلق داخلك دائرة ممتلئة بالشك المستمر والقلق المُوَتِر..

هل ممكن لها أسباب؟ وجذور تتغذى طوال السنين؟

أسباب وجذور متلازمة المحتال:

•التربية والتنشئة:.

مثلما يقولون دايم إن الإنسان نتيجة لطفولته..فممكن تكون هالمتلازمة نتيجة لشعور قديم منذ الطفولة خصوصا في البيئات اللي تتطلب الكمال يعني لازم تكون كامل ولا ماش مالك قيمة أو البيئات وهذه عندنا ياكثرها اللي تنتقد بشكل مستمر وعلى أصغر الأمور  ومن هنا ينشأ اعتقاد داخلي بأن النجاح والإنجازات البسيطة ماتكفي..

كم مرة انتظرت تشجيع من الناس وتذكر متى آخر مرة كنت أنت المشجع والمحفز؟ولا أنتظر فلان وعلان؟تدري إن انتظار المدح والتحفيز من الآخرين يخلق شعور كبير بالفراغ واللي مايمليه إلا هالثناء الخارجي وبكذا يجيك شعور في حال غياب هالتحفيز إنك غير جدير كفاية..

نروح شوي للأبعاد العصبية عاد دايم يبهرني علم الأعصاب..

الجانب العصبي:

الأبحاث الحديثة في علم الأعصاب تشير إلى أن متلازمة المحتال ممكن تكون مرتبطة بنشاط الدماغ في مناطق معينة مثل "اللوزة الدماغية" و"القشرة الأمامية". و الأفراد اللي يعانون من القلق غالبًا ما يظهرون نشاطًا زائدًا في هذه المناطق، مما قد يسهم في تضخيم الشكوك الذاتية...

الأبعاد الإجتماعية والثقافية:

طيب قلنا ممكن تكون متلازمة المحتال هي نتيجة لعوامل نفسية فردية لكن هي أعمق وابعد اذ أن الجانب الإجتماعي والثقافي يلعبان دور كبير في هالشعور خصوصا في بعض المجتمعات اللي يكون فيها ضغط ثقافي قوي لتحقيق التفوق ومن هنا تبدأ تتضخم الشكوك الذاتية..

المجتمعات اللي تمجد النجاح الفردي والإنجازات الشخصية ممكن تشعر الفرد بالضغط ليحقق معايير عالية وبإستمرار يعني خلك ناجح ومنجز عشان تكون كفو ع طول 🤷🏻‍♀️

طيب ايش تقول الأرقام عن هالمتلازمة؟

الإحصائيات عن متلازمة المحتال:

وفقاً لدراسة حديثة أجرتها مجلة "هارفارد بيزنس ريفيو"، حوالي 82% من الأشخاص الذين وصلوا لمناصب قيادية شعروا في مرحلة ما من حياتهم المهنية بأنهم "محتالون". من بينهم، يعاني 25% من مشاعر القلق الشديد أو الاكتئاب بسبب هذه المتلازمة.

وتظهر أبحاث أخرى أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة المحتال يمكن أن يعانوا من تراجع الأداء الوظيفي بنسبة تصل إلى 33% مقارنة بزملائهم.

اللي يحسبها شيء بسيط يراجع حساباته🏃🏻‍♀️🤷🏻‍♀️

طيب هل ممكن تأثر سلبًا على عملي؟

التأثير على الأداء:

تقول الأبحاث والدراسات إن هالمتلازمة ممكن تتسب في نتائج سلبية وجدا على الجانب العملي بتصير تتردد كثير في اتخاذ القرارات وماعندك أي جرأة لتقديم وطرح فكرة جديدة ومميزة وبكذا ينخفض مستوى الإبداع والإبتكار لدى الفرد..

طيب لها حل؟ أو حتى شيء ممكن يخفف من هالشعور؟

فيه حل بس يبي تطبيق لأنه بيبقى مجرد كلام وياكثر الكلام ..

استراتيجيات على المستوى الشخصي:.

تغيير نمط التفكير:.

•كل فكرة سلبية استبدلها بفكرة إيجابية وش بتخسر؟

•وثق إنجازاتك:

خل عندك سجل بإنجازاتك مهما كنت تشوفها بسيطة " أنا لو أسوي بيتزا حطيته مع قائمة الإنجازات 🏃🏻‍♀️

استراتيجيات على المستوى التنظيمي:.

•التدريب المستمر:-

تقديم دورات تدريبية وتعليمية للموظفين تركز على تعزيز الثقة بالنفس ومواجهة متلازمة المحتال.

تطوير سياسات داعمة:  

 اعتماد سياسات داخلية تشجع على الشفافية، وتقبل الخطأ، وتقدير الإنجازات الفعلية.

توفير بيئة عمل داعمة: 

- خلق بيئة عمل تحتفي بالنجاح الفردي والجماعي، وتقدر التعلم والنمو الشخصي.

أخيرًا

ياصاحب العزم والإرادة لاتطفئ نور أحلامك و امضِ قدما فإنك جئت لتبدع وتنجز وتذكر أن النور لا يعرف العتمة وأن الثقة بالنفس هي مفتاح العظمة، انطلق ولاتتترد فالحياة لاتنتظر المترددين

إيمان عبدالقوي عبدالله العليمي1 أعجبهم العدد
مشاركة
وش كتبنا اليوم؟

وش كتبنا اليوم؟

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من وش كتبنا اليوم؟