مسؤوليتك.. أن تفهم نفسك

ماذا لو كان كل ما تعيشه الآن خطأ؟!

ماذا لو كانت أفكارك ومخاوفك كلها خاطئة، وليس لها وجود؟!

ماذا لو كان عملك خاطئ، أصدقاءك خاطئين، وكل ما حولك خاطئ؟!

ماذا لو كانت أهدافك التي تحلم بتحقيقها كلها خاطئة؟!

ثنائية الوجود: أنت في الطين وعينك نحو السماء

من أقوى الطرق للتفكير والتأمل هو أن تعيد كل شيء للأسس التي قامت عليها.

لماذا أنت في هذه الدنيا؟!

تشكل الإجابة على هذا السؤال فلسفتك الكاملة للحياة وما بعد الموت.

وحينما تضطرب هذه الرؤية وتصبح اجابتك على السؤال غي واضحة، تبدأ المعاناة والضياع.

وتبرز الأمراض في هذا الجانب كأمراض يصنفها العلم الحديث الإضطرابات النفسية.

ومن الطبيعي أن علماء "النظرة المادية" أن يقترحوا فكرة الأمراض النفسية كهروب للأمام من عدم وجود أساس روحي يفسر معاناة الإنسان في الدنيا ويقدم فلسفة لما بعد الموت.

الغريب أن هذه الرؤية المادية خلقت هشاشة نفسية عجيبة. إنسان لا يستطيع أن يفهم المعاناة في الحياة لأنه أساساً لا يفهم لماذا هو هنا أصلاً.

مسؤوليتك أن تفهم نفسك

كيف يمكن لك أن تجيب على سؤال يبدو بديهياً: ما هو الإنسان؟!

إن الإجابة على هذا السؤال تجعلك تقطع أشواطاً كبيرة في فهم نفسك والآخر، وهذا الفهم يجعلك تسمو بذاتك نحو مستوى نفسي وروحي عظيم.

عصر التفاهة

أكثر من 95% مما تشاهدة في شبكات التواصل الإجتماعي يصنعه التافهون ليقدموا لك صورة وهمية عن الحياة.

في أحد المقابلات التي كنت أستمع إليها لأحد المسشتارين النفسيين يقول فيها: اتصلت علي فجأة واحدة من مشاهير الانستقرام تقول لي أنا سأنتحر أرجوك ساعدني.

فذهب فوراً لمشاهدة حسابها في الانستقرام ليشاهد آخر مشاركة لها. واذا به يتفاجأ أنه وضعت صورة لها وهي في قمة البهجة تخبر متابعينها أن تعيش أفضل لحظات حياتها.

إبحث عن المعنى في وسع الحياة

اذا لم تجد المعنى في حياتك فإجعله الهدف الأول لك.

سيتغير كل شيء اذا وجدت المعنى من حياتك، واذا كنت تعاني نفسياً سيختفي كل شيء. لأنك أقوى من آلامك النفسية وأعلى منها. أنت أقوى من معاناتك "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها".

لأن الحياة أكبر من وظيفة وسيارة ومنزل وجهاز الهاتف.

والحياة أكبر من شعورك بالقلق والكآبة على أمور تافهة.

الحياة أوسع مما تتخيل...

أتمنى لك يوم جميل..

أحمد أبوطالب