ضغوطات الوعي والتنمية البشرية| نشرة محفزات ايجابية البريدية - العدد #6

21 أغسطس 2025 بواسطة Afrah Alghofaili #العدد 6 عرض في المتصفح
بين التحفيز والضغط النفسي، اصبحنا اليوم في زمن تنتشر فيه رسائل التحفيز، ونصائح التنمية البشرية والذاتية في كل زاوية من زوايا حياتنا الرقمية، أصبح الإنسان يعيش في دوامة من الوعي المكثف، الذي وإن كان يهدف إلى تحسين الذات، إلا أنه أحيانًا يتحول إلى عبء نفسي وضغط داخلي كبير.صديقي القارئ.. جهز قهوتك المفضلة☕️فهذا المقال ليس كأي مقالسيهدئ من ضجيجك الداخلي. 

عندما يرتفع وعي الإنسان بذاته وحياته، يبدأ بملاحظة تفاصيل دقيقة في أفكاره، مشاعره، وأهدافه. هذا يجعله يحمّل نفسه مسؤولية كل شيء، ويُكثر من التحليل والمقارنة، ويسعى للكمال دائمًا. 

النتيجة؟ ضغط نفسي داخلي مستمر، بسبب محاولته المستمرة لفهم وتطوير كل شيء حوله وفي داخله.

دائمًا نسمع عبارات تتردد علينا مثل:

"إذا ما تغيرت، فأنت تمشي في طريق غلط".

 "لازم تخرج من منطقة الراحة".

"النجاح قرار". 

"لا شيء مستحيل مع الإصرار".

قد تكون محفزة للبعض، لكنها في الوقت نفسه قد تتحول إلى سيوف مسلطة على العقول الواعية، فتشعر بالتشتت والقلق والخوف تجاه مستقبلها. 

قد يسعى الإنسان بشتى الطرق لتحقيق أهدافه، ولكن لم يُقدر له النصيب، فهل هذا يعني انه على الطريق الخطأ؟

احيانًا نسعى ونبذل الأسباب، ونطبق كل النصائح المذكوره في كتب التنمية البشرية، وتوجيهات الكوتشيج، والمدربين، لكن نتفاجأ انها لا تتفاعل معنا تلك النصائح، وقد نفشل ونشعر بالذنب والعجز، وان الجميع سبقونا ونحن مازالنا عالقين. 

هذا بحد ذاته ماهو إلا مجلبة للتعاسة، فالذي يطبقه غيرنا وتنجح معه تلك النصائح، ليس بالضرورة ان تكون ملائمة لنا، فكل مِنا له ظروفه وقدراته الخاصة. يظن كثير من الكوتشينج والمدربين ان جميع نصائحهم التي تحرض للأهداف والأحلام هي قابلة للتحقيق، ونسوا ايضًا انها قابله للفشل، فلجأوا للتحفيز، بدل من وضع كمادات على من سقطوا بسبب نصائحهم اللعينة، وجميعهم لن يعطوك ضمانات على نجاح مفعول نصائحهم. 

سيأتي بها الله حينما يحين وقتها

سيأتي بها الله حينما يحين وقتها

"النية الطيبة لا تكفي دائمًا"

الكثير من الكوتشينج ومروجي التنمية البشرية ينطلقون من نية طيبة من اجل مساعدة الناس على التطور وتحقيق الأفضل، ولكن المشكلة تكمن حين تُعرض هذه الأفكار على أنها قوانين كونية صارمة، لا مجال للفشل فيها أو للتأخر أو حتى للاعتراف بالعجز. 

يُطلب منك التغيير السريع، الإنجاز المستمر، كأن الحياة سباق لا يتوقف، فتشعر بالضغط النفسي ان لم تنجز، ولم تحقق اي هدف من أهدافك. 

الخيره فيما اختاره الله

الخيره فيما اختاره الله

ماذا عن من حاول ولم يُكتب له نصيبًا؟

صديقي القارئ.. 

ليس كل تأخير فشل، وليس كل ثبات في مكانك دليل على الكسل أو الجبن. أحيانًا يبذل الإنسان كل ما في وسعه: يتعلم، يسعى، يغيّر، ويصبر، لكن لا يُكتب له النصيب. 

وهناك من يعاني من ظروف خارجة عن إرادته: صحية، نفسية، اجتماعية، اقتصادية، او عائلية.

في ظل هذه الظروف، يصبح الضغط من رسائل التنمية الذاتية أشبه بجلد الذات، ويشعر الإنسان بأنه متأخر، ضائع، فاشل، بينما الحقيقة قد تكون ببساطة انه يحاول، ولكن لم يحن الوقت بعد.

إن الوعي الحقيقي رحمة قبل كل شيء، فهو لا يُقاس بعدد الكتب التي قرأتها أو كم مرة خرجت من "منطقة الراحة". الوعي الحقيقي هو أن تكون لطيفًا مع نفسك، ورحيمًا بها، أن تعترف بضعفك من دون خجل، أن تفهم أن الحياة ليست خطًا تصاعديًا دائمًا، وأن التوقف أحيانًا لا يعني التراجع، وان الفشل لا يعني انك شخص فاشل، فوالله يكفيك شرف المحاولة.

إن التنمية الذاتية أداة مفيدة، لكن ينبغى ان تُستخدم بوعي واتزان، فكل فكرة تنموية لا تراعي إنسانية الفرد وحدوده وقدراته، لا تُعد تنمية بل تسليعًا للألم، وشعورًا بالعجز، وتحقيقًا لمكاسب مادية على حساب النفس.


ينبغي مِنا ألا نأخذ نصائح 
وتوجيهات التنمية البشرية 
على أنها أمر مسلم به.




شكرًا لقراءتك 

واتمنى ان تنعم بالرضا والقبول والسلام الداخلي من كل ضجيج العالم، وتشتيت افكارك. 

اللهم امنحنا السكينة لتقبل الأشياءالتي لا نستطيع تغييرها، والشجاعة لتغيير الأشياء التي نستطيع تغييرها، والحكمة لمعرفة الفرق بينهما.

                                تحياتي

                     Afrah Alghofaili 

                 سأشرق قريبًا 

                   💜💜💜

هنا وضعت بعض الاسرار التي تمنحك القوة والصمود بالحياة. 👇🏻


daralraidiah.com


محفزات إيجابية1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة Afrah Alghofaili البريدية

نشرة Afrah Alghofaili البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة Afrah Alghofaili البريدية