نشرة محفزات إيجابية البريدية- أبعاد نفسية للعلاقات - العدد #4

15 يوليو 2025 • بواسطة Afrah Alghofaili • #العدد 4 • عرض في المتصفح

هل علاقاتك تجعلك تنمو وتزهر! ام انها تجعلك تذبُل وتنطفئ؟هل لديك علاقات إيجابيّة داعمة! ام سامة قاتلة؟أيها القارئ النهم جهز قهوتك☕️ سننطلق في رحلة عميقة و جميلة✈️تكتشف بها أبعاد علاقاتنا ومدى تأثيرها علينا.

بالأمس كنت أقرأ عن العلاقات، وكيف تترك بِنا أثرًا، إمّا جميلًا يدوم، وإمّا مؤلمًا يترك ندوب، ومدى تأثيرها علينا نفسيًا، وجسديًا، ودماغيًا، لذلك حثنا الإسلام على الاختيار بعناية على من نصاحبهم بحياتنا، لما به من أهمية كبيرة لنا، وأبعاد نفسية أخرى، لا نراها، بل نشعر بها فيما بعد.

كن مع من تنمو بهم

في الحقيقة هناك علاقات ننمو معها، ونزهر بها، وهي التي تكون مبنية على الاحترام، والمحبة، والصدق، والدعم، والإخلاص، والعطاء المتبادل، إذا افتقدت العلاقة هذهِ الركائز الستة فلا تسمى علاقة ايجابية، يكون لها مسمى آخر حسب طبيعة العلاقة.

ويُمكن أن يلعب هذا النوع من العلاقات الإيجابية دورًا أساسيًا في توفير الدعم الاجتماعي، والذي يُعتبر ضروريًا للصحة النفسيّة، وكذلك يُمكن أن يُقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض بشكلٍ عام، كما يعمل على تعزيز المناعة وتقليل الإصابة بالاكتئاب والقلق، ونوبات البرد؛ بينما هناك علاقات تخلّف بنا ندوبًا لا تُرى بالعين، لكنها تكبر بداخلنا، حتى تصبح عبئًا يثقل قلوبنا. مت ذلك فإن التعافي منها لا ينتظر حدوث معجزة، بل يبدأ من لحظة شجاعة نتخذ فيها قرار الانفصال والابتعاد عن كل علاقة ترهقنا وتؤذينا، حتى وإن كانت ممتلئة بالحب، والذكريات الجميلة، لأن الحب وحده لا يكفي إذا غابت الطمأنينة والأمان والثقة.

نذبُل أحيانًا لأنه يتم سقايتنا من ماء مسموم

علينا أن نتذكّر ان بعض التصرفات والسلوكيات، وإن جاءت من أشخاص نحبهم، قد تطفئ بداخلنا شيئا من الحياة، وقد تجعلنا نذبل شيئًا فشيء دون ان نشعر.

علينا أن نختار أنفسنا، فهذه ليست أنانية بل حماية، لا بأس أن ننجو، فليس من العدل أن نبقى في علاقات تؤلمنا بحجة الوفاء؛ إذا كان الوفاء غيّر متبادل، فيجدر بنا مغادرته.

الرحمة بالذات

ذات يوم قالت لي قائدة عظيمة وملهمة بالنسبة لي:"أنه يجب أن نكون رحماء مع أنفسنا، حتى في اختيار كلماتنا، عندما نريد ان نتحدث في تجارب سابقة لنا، او اخطاء اقترفناها، ان ننتقي لها الكلمات اللطيفة الغير جارحة في وصف المشهد، أو وصف ذواتنا".

يالها من كلمات تخط بماء الذهب؛ كم أتمنى أن تدرس هذه الكلمات بالمناهج الدراسية، وأن تدخل في كل بيّت، وتغرس في نفوس الصغار والكبار، الأباء والأمهات؛ اعتقد لو تبنينا هذا المفهوم وطبقناه بحياتنا، لما أصبح هناك اعتلالات واضطرابات نفسية. الجدير بالذكر أنني وجدت لتلك الكلمات وقع كبير على قلبي، بينما انتهى الأمر وذهبت لمنزلي، لكن مازالت تلك الكلمات رنانة بإذني، عالقة بذهني، وكأنها رسالة من الله.

عندها أدركت أهمية الأمر، وبدأت أسامح نفسي، لا اندم من سوء اختياراتي، ولا ألوم نفسي على شيء مضى، ولا أسمح للقسوة أن تتغلغل بداخلي، فتجعلني أُسيء المعاملة مع نفسي، بل اسمح للرحمة أن تعانقني، أن أسامح نفسي على كل شيء؛ لأنني مازلت بهذه الحياة الدنيا، فإنني سوف أُخطئ، وأتعثر، وأفشل، وأُذنب، المهم ان باب السماء لا يزال مفتوح لي، وهذه الرحمة العظيمة، تجعلني أعامل نفسي والجميع برفق ورحمة، كي تتنزل علي رحمات الله. فما أنا اليوم إلا رحمة صغيرة، تحت رحمته الكبيرة.

حافظ على إشراقتك وازدهارك دائمًا

شخصيًا أُفضل ان أكسب نفسي واحترامي لذاتي، بدلاً من ان اكسب علاقة لا اجني منها سوى التعب، لأنني حريصة على ان أحافظ على صحتي العقلية والجسدية، واعزز من سعادتي. علميًا بعض العلاقات تُمرض، وتميت، وتقصر من عمر الخلايا الدماغية، فتقلص التشعبات العصبية في الدماغ، وهذا يعني أن اتصالات الدماغ تضعف، مما يؤثر على التفكير، التركيز، والتعلم، ويضعف من المناعة. لذا، فإن الانفصال عن علاقة مؤذية قد يكون علاجًا دماغيًا، وقرارًا بإنقاذ الحياة.

وأنا موقنه أننا سنزهر مع أشخاص آخرين، وستختفي كل الندوب، وستُنسى الذكريات، وتشفى الجراح، أما إذا خسرنا أنفسنا وكرامتنا، مقابل ارضاء الطرف الآخر، على حساب أنفسنا وصحتنا، فنحن نستحقّ الألم.

يقول الكاتب الكبير انيس منصور:"كي لا تموت مرتين لا تعود لمن خذلك"، وجاء بالمثل المأثور:"إن لم تتعلم من الصفعة الأولى فأنت تستحق الثانية".

كونوا مع الأشخاص الذين تزهرون معهم🌸

كونوا بخيّر دائمًا♥️