الصبر الجميل.. نشرة محفزات إيجابية البريدية - العدد #2 |
15 يونيو 2025 • بواسطة Afrah Alghofaili • #العدد 2 • عرض في المتصفح |
اهلًا بكم..🤍 نحتاج بحياتنا اليومية بعضًا من المحفزات التي تقوينا، وترفع معنوياتنا، وتشحن طاقتنا بالإيجابية.. المحفز الايجابي لهذا اليوم هو" الصبر الجميل" فهل فكرت يومًا بهذا المعنى الرائع!تُرى كيف نصبر الصبر الجميل لننال الفرج الجميل!؟وماذا نفعل عندما تحل بنا المصيبة؟هل ترى نفسك تصبر ام تضجر؟ جهز مشروبك المفضل☕️ وهيّا بنا لنُبحر داخل هذا المعنى الرائع.
|
|
ذات يوم سمعت شيخًا يقول:"إن كثيرًا من الناس يظنون أنهم من الصابرين، لكن الحقيقة غير ذلك. فهم يجزعون، ويتألمون بصوتٍ يسمعه جميع من حولهم، يتذمرون، يشتكون، يضجرون من همومهم، ثم يتساءلون في حيرة: لِمَ لا يأتي الفرج! لماذا تأخر كثيرًا؟" |
والجواب – كما قال الشيخ – واضحٌ جدًا وهو: لأنهم لم يصبروا الصبر الذي أراده الله، ألا وهو الصبر الجميل. |
لقد تأثرت كثيرًا بهذه الحقيقة، التي تعكس حالنا اليوم! فكم من شخص شكى لصاحبه من باب "الفضفضة"، وهو يظن انه صابرًا، ولسان حاله يقول:"تعبت وسئمت من هذا الحال الذي لا يتغيّر". |
![]() صبرك يتكفل به الله |
قد يتبادر في ذهنك سؤال:⁉️ |
كيف أصبر الصبر الجميل؟ |
جميل وانا ايضًا أريد تعلمه لتهذيب نفسي، وترويض قلبي ولساني. يقول أحد الحكماء موضحًا معنى الصبر الجميل: "هو الذي لا شكوى فيه، ولا ضيق، ولا ضجر، أن ترضى بقرارة نفسك، بأفعالك قبل كلامك، ولا تنطق إلا بما يرضي الله جّل في علاه". |
وصف الله-عز وجل- على لسان يعقوب عليه السلام حين فقد أحب الناس إلى قلبه، فقال: |
"فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُون" |
إنّ الصبر الجميل الذي صبره يعقوب- عليه السلام-هو صبرٌ لا يُرافقه سخط، ولا شكوى للبشر، ولا حديث يُقال من باب الفضفضة، فكان صبره قبولٌ تام، ورضا داخلي بأن ما اختاره الله خير له، مع يقينه الصادق ان فرج الله قادم لا محاله، ولو طال انتظاره. |
الصبر الجميل لا يُرى، لكنه شيء، يُحَسّ، فيُثمر، هو حين تبتسم، وفي عينك ألف دمعة، وفي قلبك ألف وجع، وتقول:"الحمدلله" رغم أنالدعاء لم يُستجب بعد، حتى وان طال معك الانتظار لسنوات، قد يكون ابتلاءك بالتأخير كي يختبر الله صبرك، وقد يكون رزقك المتأخر خير من أرزاقهم المتقدمة، فكن مطمئن لتدابير الله وامضي بخطى ثابته. |
قال الحسن البصري-رحمه الله-: |
"الصبر كنز من كنوز الخير، لا يُعطاه إلا عبدٌ كريم مع ربه". |
جاء الحديث القدسي:"من رضى فله الرضى ومن سخط فله السخط". |
إذًا حياتك قائمة على تعاملك مع القدر، إذا رضيّت سيرضى عنك الله ويضع الرضى في قلبك، ويشرح صدرك، ويطمئن روحك، أما إن جزعت وسخطت! فلن تنال سوى الشقاء والحزن واليأس، وسوف تُعاقب بعدم الطمأنينة والضيق في الدنيا، وسوء العاقبة في الآخرة. |
![]() وتحسبوه شرًا وهو خيرٌ لكم |
احيانًا نعتقد أن ما يحدث لنا هو شر، وإن لم يظهر لنا وجه الخير بعد، وهذه تعكس طبيعة نظرتنا السطحية، فكثير من الأمور نظن انها شرًا لنا، بينما يخبئ الله خلفها خيرًا كثيرًا، وإن بعض ماتأخر عنا ليس من أ جل تعذيبنا بالانتظار، ولا من أجل حرماننا، إنما يريد الله-سبحانه- أن يُجهّزنا لشيء أعظم، أمرٍ يليق بنا ويُناسبنا، لكن اللحظة الفاصلة هي أنها ستأتي في الوقت المناسب، في اللحظة التي تكون فيها أرواحنا مستعدة لاستقبال كل عوض ينسينا كل لحظة ألم وحزن وانكسار مررنا به. |
حينما دعى موسى ربه هو وأخيه هارون، جاءهم الرد فورًا لقوله:"قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا". |
لكن الذي لا تعلمه! هو كم المدة التي استغرقت في إجابة ووقوع هذه الدعوة؟ كانت وقوع استجابة الدعوة بعد أربعين سنة من دعائهما؛ لذلك ان كنت تدعوا الله وتقول:"دعوت ولم يستجب لي"، فاحذر أن تيأس من كثرة دعاءك وإلحاحك، فاليأس هي ثغرة يريد ان يوقعك بها الشيطان. قد يجيب دعوتك الله وأنت لا تشعر، فلو كنت تدعوا بأوقات الإجابة، فمن المتحمل الإجابة قد تقع فورًا، لكن تحققها في الواقع قد يتأخر لحكمة يعلمها الله. |
![]() حكمة الصبر الطويل |
يوسف عليه السلام، ذاق الغدر ومرارة الفقد حين ابتعد عن أحضان والديه، كان الغدر من اقرب الناس إليه، وتجرّع ألم الظلم حين سُجن، واتُّهم زوراً من امرأة العزيز، وعاش لحظات القهر التي تنكسر فيها حتى القلوب الحديدية. لكن خلف كل ذلك، كان الله يُعدّه بصبرٍ وحكمة ليرتقي به إلى مقامٍ عظيم؛ ليصبح عزيز مصر، حاكمًا بالعدل، رحيمًا بالناس، لأنه من ذاق الظلم يعرف كيف يُنصف المظلومين، ويحكم بالعدل، ويمنع الظلم بين الناس؛ ومن عرف الحرمان يُقدّر النِعم ويصونها، ويلتمس حاجات الناس، ويساعد المحتاجين. |
لذا ما ظننّاه ألمًا كان في الحقيقة طريقًا إلى التمكين. فاصبر على أذى أقاربك، وغدر أصحابك، وعلى كل كلمة قيلت أمامك فأوجعتك، او طُعنت بها بظهرك فكسرتك. اعلم ان الله-سبحانه-معك حينما تصبر لن يتركك، فهو يرى ويسمع، ويعلم حالك، ويُدبّر لك ما يغنيك عمّن كسرك، ويمنحك من الخير ما ينسِيك مرارة الليالي السوداء. |
يقول الله تعالى في محكم التنزيل: |
"إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب" |
أي: سيعوض الصابرين عوضًا ينسيهم ماعانوه او فقدوه، ينسيهم ألم الفقد، ووجع الحرمان، عوضًا يجبر كل انكساراتهم، ويمحي أثر ندوبهم. |
"ثق بوعده، وامضِ بقلبٍ راضٍ، فإن ما ينتظرك أعظم مما فقدت". |
![]() معنى الصبر الحقيقي |
الصبر الجميل هو درجة عالية من الإيمان، لا يصلها القلب إلا بعد تهذيب، ونفسٌ لا تنالها إلا بالثقة الصادقة بالله، والتأدب معه. |
فهل سنصبر الصبر الجميل؟ |
دعونا نحاول، لا بالكمال، بل بالإخلاص لله وحده. دعونا نُدرب أنفسنا أن نشتكي إلى الله لا عنه، وأن نثق بأن مع كل عسر يُولد يسر، فقط حين نُحسن الظنّ بالله ونصبر صبرًا جميلاً. |
![]() ابتسم رغم كل شيء حولك |
تحياتي لكم |
سأشرق قريبًا |
هُنا وضعت بعض الأسرار التي تمنحك القوة والثبات والصمود بالحياة. 👇🏻✨✨ |
بين الألم والأمل إشراقة حياة
كيف تجبر كسورك وتتجاوز ظروفك؟
daralraidiah.com
|
التعليقات