"أذِنتُ لك أن تكتب" - العدد #36

بواسطة م. طارق الموصللي • #العدد 36 • عرض في المتصفح

أم تُراك لا تحتاج إذنًا منيّ؟ 😡

قبل أسبوعين تقريبًا، وصلني التعليق الآتي على العدد #34

فأدركت أن العدد لامس قلوب الجماهير الغفيرة، ما شجعني للتعمّق حول الفكرة. وذاك ما أوصلني لراسِل برونسون Russel Brunson.

"سأؤلف كتابًا. وسيكون عنوانه: أسرار الدوت كوم".

جاء ذاك الإعلان -من راسِل برونسون- قبل 10 سنوات من تأليف الكتاب فعليًا!

أخبر أصدقائه عن الكتاب، وحجز اسم النطاق Domain Name، واستأجر خدمات وكيل أدبي، ثم.. لم يكتب حرفًا.

هذه ليست قصة عن التسويف أو قفلة الكاتب Writer’s block.

في الواقع، يرى راسِل أن [قرار] كتابة الكتاب قبل وقت طويل من [استعداده] للكتابة كان أفضل قرار له على الإطلاق.

إذ شهد تحولًا ملحوظًا في تفكيره قبل وبعد القرار:

"بدأ عقلي في فعل أشياء باتت جزءًا من الكتاب لاحقًا. كان عليّ أن أغدو ((شيئًا)) لأكتب الكتاب؛ أن أمتلك قصصًا وخبرات.
دفعت المال للبدء، وبعدها عشت حياتي وذاك ما أوصلني لتأليف الكتاب. عليك أن تُعلن عن الأمر. ثم تنخرط في ما يجعلك أهلًا لكتابته. باختصار، عليك أن [تستحق] الكتاب".

عندما خطرت له فكرة (أسرار الدوت كوم)، لم تكن لديه خبرة حقيقية تذكر. وعلى حد تعبيره "لم أكن جديراً بتأليف هذا الكتاب بعد".

لكن مشروع الكتاب، الذي استوطن عقله الباطن، منحه إطارًا قويًا.

لذلك طوال تلك السنوات، كان يحرز تقدمًا لا من خلال كتابة الكلمات ولكن من خلال اتخاذ خطوات واقعية.

وفي النهاية، بمجرد أن أصبح الشخص الذي "يستحق" كتابة أسرار الدوت كوم، فعل ذلك. في هذه المرحلة، لم تكن عملية شاقة تتطلب ساعات من البحث. إذ كتب -ببساطة- عما عرفه وتعلمه على مر السنين.

أعتقد أن هذا ما قصده ،مؤلف الرواية الشهيرة /زين وفن صيانة الدراجات النارية/، روبرت بيرسيج عندما قال:

يذكرني أيضًا بالنصيحة التي يحب المذيع جو روغان Joe Rogan مشاركتها:

"تخيل أن هناك طاقم تصوير يتبعك لتصوير قصة نجاحك. ستبذل قصارى جهدك لتعمل بأقصى طاقتك".

ليست نصيحة سيئة. لكني أعتقد أن وجود مشروع كتاب أقوى بكثير. فمشروع الكتاب حقيقي، في حين أن طاقم المصورين ليس كذلك!

على العموم، سواء كنت تتظاهر بوجود طاقم تصوير أو تبدأ مشروع كتاب، فإن سرّ نجاح حيل التأطير تلك هو ذاته تمامًا، والذي يلخصه سؤال:

مَن سأُصبح؟ - ?Who am I becoming

لن يساعدك مشروع الكتاب (أو طاقم التصوير المُتخيل) على اكتشاف إجابة هذا السؤال فحسب، بل سيُبقيه أيضًا في مقدمة اهتماماتك.

لكن، لن تنجح الإستراتيجية إلا إذا كنت جادًا في تأليف كتاب رائع، وجب التنويه

تأليف كتاب ليس صعبًا؛ يكفي أن تحشو الصفحات بالرؤى الخلاعية Insight porn مع بعض القصص الفضفاضة، وهاك كتابًا إضافيًا على الرف!

تأليف كتاب رائع هو الاختبار الحقيقي لأنك بحاجة لأن تكون/تغدو شخصًا ذو بصيرة ثاقبة بما يكفي لمشاركتها. وتمامًا كما في حالة راسِل، قد يستغرق الأمر سنوات.

تجربة مُلهمة::

أعلن يعقوب جرينفيلد (Jakob Greenfeld)، والذي تقرأ ترجمة عدد نشرته البريدية الأخير حاليًا، تأليف كتاب بعنوان Play Permissionless.

"يُفترض" أن يكشف سرّ توقفه عن انتظار موافقة/إذن أي شخص وفعل ما يحلو له ببساطة.

ما المُلهم في ذلك؟

في حين لا يزال معظم الناس يؤمنون بضرورة التعليم الأكاديمي، والذي يمثّل أخذ تصريح من الجامعات، قبل إتقان مهارة معينة. صمم (يعقوب) برنامجه التمهيدي لماجستير إدارة الأعمال.

وإن ظننت أنك بحاجة إلى مصادقة من إحدى شركات رأس المال الجريء Venture Capital أو الذهاب إلى كلية إدارة الأعمال قبل أن تبدأ شركة ناجحة، فستذهلك تجربة (يعقوب) في بناء الشركات!

مجرد مثالين لنمط تفكير أوسع بكثير.

الأشياء المدهشة التي يمكن أن نفعلها جميعًا ولكننا نؤجلها؛ لأننا ننتظر أن يأتي شخص ما ويمنحنا الإذن.. لا تُعدّ ولا تحصى.

تخيّل أنك قد ستجد العشرات ممن يرفضون الذهاب إلى مطعمهم المفضل ما لم يجدوا من يرافقهم!

يحدث ذلك حتى مع أبسط الأشياء مثل كونك مبدعًا؛ ألا نصادف أشخاصًا يقولون: "نحن لا نتقن الرسم" فقط لأنهم لم ينتسبوا لدورة تعليمية منظّمة حيث يمنحهم /معلّم الرسم/ الإذن الصريح؟

Why people believe they can't draw - and how to prove they can | Graham Shaw |

إذًا؟!

بدلاً من قضاء شهور في صياغة مقترحات الكتب والأمل في الحصول على إذن من بعض الناشرين، يمكنك ببساطة البدء في الكتابة والتركيز على إيجاد صوتك وجمهورك، ثم بيع الكتاب بشروطك.

لما قد تدفع مقابل بعض الدورات التدريبية -باهظة الثمن- قبل أن تتمكن من البدء في إقامة علاقات مهنية مع الأشخاص المناسبين، في حين أن بمقدورك البدء في إرسال رسائل بريد إلكتروني باردة وبناء علاقات على الفور؟

ستلاحظ، وبمجرد أن تندفع باتجاه كل هذه العوائق "المخفية"، أنها.. ليست حقيقية على الإطلاق.

🆕: موهوب أمام التلسكوب 🔭

🖋️ عرفنا بنفسك! من أنت؟

معكم علي فرغلي، كاتب محتوى تقني وإبداع. بدأت تجربتي مع الكتابة في العمل الحر بشكل عام منذ حوالي 4 سنوات، واحترفته بصورة أساسية منذ عامين.

🖋️ ما أكثر الأشياء التي تستمتع بها في كتابة المحتوى؟

الكتابة من أجل الآخر هي أكثر شيء يمتعني.

بدأت أحلامي بالكتابة منذ فترة المراهقة. اهتممتُ كثيرًا بكتابة القصص، وبعد فترة من الوقت بدأ شغفي يزداد بفن الرواية والقصة القصيرة بالتحديد.

ومع الوقت، بدأت أدرك أن عملي بالكتابة هو الهواية المفضّلة لدي. وعلى الرغم من دراستي للعلوم التطبيقية، قرّرتُ أن أعمل في الكتابة.

بدأت في الكتابة للمدوّنات المختلفة، بالإضافة إلى اهتمامي المستمر بالكتابة الإبداعية. توسّعتُ بعدها في الكتابة التقنية، وهي التي فتحت أمامي مجالًا من المهارات لم أتوقّع أنني قد أكتسبه من مسار مهني كهذا.

🖋️ ما نقاط قوتك ككاتب محتوى؟

أرى أن ما يميز كاتب المحتوى الجيّد أو المحترف ليس قدرته على تضمين المهارات التقنية المطلوبة، وإنما قدرته الخفية على أن يضع نفسه مكان الآخرين.

أكرّر دائمًا أن

قوّة كتابة المحتوى لا تكمن مطلقًا في الإمكانيات التقنية، وإنما تكمن في مهارة التحدّث بلسان الجمهور المستهدف، بدلًا من التحدّث إليه.

🖋️ كيف تبدأ بحثك، وكيف تحدد المصادر الموثوقة؟

في الكتابة التقنية، أبدأ بحثي دائمًا من أدوات الكلمات المفتاحية. لأن هذه النوعية من الأدوات هي التي تساعد كاتب المحتوى على استهداف الموضوعات التي يسعى خلفها أولًا، وثانيًا تفتح له المجال على المصادر التي يبحث عنها بدقّة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المعايير التقنية مثل الـDomain Authority والروابط الخلفية وغيرهما، كلّها أسس يجب تقييم موثوقية المصادر على أساسها.

🖋️ ما الذي تحتاج لمعرفته حول المشروع قبل البدء في الكتابة؟

الجمهور المستهدف، إنها النقطة الأكثر أهمية على الإطلاق، حيث أن الكاتب دائمًا يسأل نفسه سؤالين أساسيين قبل البدء في الكتابة:

"ماذا سأكتب؟"
"لمن سأكتب؟"

🖋️ كيف تقرر النغمة (Tone) التي يجب استخدامها مع قطعة محتوى معينة؟

بالنسبة للنغمة فأنا عادةً أرى أن الأمر يختلف من محتوى إلى آخر، وإذا كانت طبيعة المحتوى تتوقّف على شريحة الجمهور المستهدف، فإن النغمة تتوقّف على الغرض من هذه الجزئية بالتحديد من المحتوى. هنا أستطيع تحديد النغمة التي أتحدث بها.

🖋️ هل ترتاح للعمل في فريق أو بشكل مستقل؟ ولماذا؟

نعم، ليس لدي مشكلة في ذلك على الإطلاق، وقد عملتُ على العديد من المشاريع مع فرق عمل.

يعد الأمر ممتعًا بصراحة، لأنني أستفيد للغاية من التجربة العملية التفاعلية مع الآخرين، خصوصًا أنني كاتب مستقل، ولا أرغب على الإطلاق في أن أنعزل عن العالم. الانخراط مهم أحيانًا.

🖋️ ماذا تقرأ الآن؟