هل يُفترض بالكتابة أن تكون كريهة هكذا؟ 🤢 - العدد #28

بواسطة م. طارق الموصللي #العدد 28 عرض في المتصفح
خدعوك فقالوا: [نكره الكتابة، لكننا نعشق المكتوب!]

قرأت قبل أيام تدوينة صديقي أبو نجم: كيف تجد وظيفة بدوام جزئيّ، وأنت تعيش داخل سورية (2022). واستوقفني فيها عنوان فرعي -مُبالغ فيه بعض الشيء😅:: 

أهم الشخصيات السوريّة العاملة في مجال العمل الحرّ

حيث ورد اسمي ضمن تلك القائمة.

أودّ منك الاحتفاظ بكلمة (العاملة) حاضرة في ذهنك قليلًا. اتفقنا؟

لو أجرينا بحثًا عن أكثر الاسئلة تكرارًا في عالم الكتابة، فأجزم أنه سيكون: عمّا أكتب؟ 

وبما أنني شخص يؤمن أن الإنسان ليس كائنًا بسيطًا، فأنا موقن من كون السؤال أعلاه يُخفي سؤالًا أعمق:

ما الفكرة التي تستحق تعب الكتابة عنها؟

أينما توجهت، ستسمع من يقول: يكره الكُتّاب الكتابة، لكنهم يعشقون ثمرتها.

وقد آمنت بهذه الفكرة، بل ونشرتها ردحًا من الزمن. ثم تبيّن ليّ خطؤها الفادح؛ لن تصبح كاتبًا إذا كنت تكره الكتابة.
أو على الأقل، لن تستمر طويلًا!

لا يمكنك أن تحب المنتج فحسب. عليك أن تحب آلية صُنعه.

لذا فإن التحدي بالنسبة لي ولكم: كيف يمكننا أن نتعلم حب العمل، حتى عندما يكون صعبًا؟ وإن كنت أتحدث عن الكتابة هنا، فذاك ينطبق على أي عمل نؤديه.

والآن: إليك ما نجح معي:

  • ابحث عن أمتع لحظات العمل بالنسبة لك.
  • ضخّمها.. بطّئها.. واجعلها تدوم.

* * *

أكره كتابة المسودات الأولى لأي شيء: التدوينات. أجوبة كورا، حتى أعداد هذه النشرة. وذلك رغم إيماني بروعتها.

لأُخفف ثِقلها على نفسي، لجأت لإستراتيجية من 3 خطوات:

  1. أكتب يوميًا لمدة 15 دقيقة في دفتر ملاحظات أستخدمه لتسجيل الأفكار العشوائية وأنصاف الأفكار. ثم أبدأ في تصفحها -أكثر من مرة- قبل أن أجلس لكتابة المسودة الأولى.

    يمكنك اعتبار ذلك بمثابة تدريب متقطع عالي الكثافة. حيث -وكأي عصف ذهني- لا أتوقف قبل 15 دقيقة.

  2. اندفع بكتابة أول مسودة سيئة، ضمن عملية سريعة: أضبط مؤقتًا "Timer"، وأقضي أقل وقت ممكن هناك.

    نصيحة احترافية🧙: اكتب مسودة الأولى السيئة على شكل قائمة. يمكن لأي شخص كتابة قائمة من الأفكار.

  3. بمجرد خروج (محتوى المسودة الأولى) من رأسي إلى الورقة، أنقلها إلى رأسي مرة أخرى؛ ولكن هذه المرة، فقرة.. فقرة أو جُملة.. جملة في كل مرة.

وهكذا، ستبدو كل ساعة تقضيها في كتابة المسودة الأولى وكأنها دقيقة. يُدعى ذاك بـحالة التدفق "Flow state". استمتع بها. واجعلها تدوم كما تريد!

الهدف هو إبطاء ما تحب ، والاستعجال في ما تكرهه.

* * *

جربها. أعلمني كيف سيسير الامر؟

دفعًا للُشبهات؛ التغريدة أعلاه قديمة 😅

🆕: موهوب أمام التلسكوب 🔭

تشرّفت خلال هذا الأسبوع بإجراء لقاء مع كاتبتي محتوى مميزتين: لؤلؤة - أميرة.

قراءة ماتعة 

نبدأ مع ضيفتنا الأولى: اللؤلؤة 

🖋️ عرفينا بنفسك! من أنت؟

معك لولوة كاتبة. مؤسسة لعدة متاجر الكترونية مهتمة بالتسويق وبناء العلامات التجارية.

🖋️ ما أكثر الأشياء التي تمتعك في كتابة المحتوى؟

قد يكون سبب اهتمامي بالكتابة هو شغفي بالقراءة وكتابة الخواطر عندما كنت صغيرة، ونمى معي هذا الشغف.

والكتابة -بالنسبة لي- من الاشياء التي تنقلني لمكان آخر قد تكون متنفس لي أو حياة اخرى اختبرها على الورق، لكن بالآخر هي تخلق لدي نوع من المشاعر المريحة.

🖋️ ما نقاط قوتك ككاتبة محتوى؟

انا اعتبر نقطة قوتي (اولًا) عشقي للقلم والكلمات (ثانيًا) الفضول والرغبة بمعرفة المزيد.

🖋️ كيف تبدأين بحثك، وما آلية تحديد المصادر الموثوقة؟

انا لا أكتفي بمصدر واحد في البحث فأنا استخدم جميع المصادر المتاحة ( كتب، قوقل، بحوث..)

طبعًا يهمني أن يكون المصدر أولي، لكني أهتم أكثر في اختيار المصادر على تجارب وخبرات الآخرين لأنها حقيقية.

🖋️ ما الذي تحتاجين لمعرفته حول المشروع قبل البدء في الكتابة؟

قد أُلخصها لك في ٤ اشياء:

  • لماذا اكتب هذا؟
  • ما هي اهدافي؟
  • ماذا تم كتابته ونشره عن هذا الموضوع؟ وإلى أي مرحلة وصل؟
  • ماذا سوف أُضيف لما تم نشره؟

🖋️ كيف تقررين النغمة (Tone) التي يجب استخدامها مع قطعة المحتوى؟

قد يكون قراري قائم على :

- من الذي سوف يقرأ محتواي.

- ما نوع المحتوى الذي سوف اكتب عنه.

🖋️ هل ترتاحين للعمل في فريق أو بشكل مستقل؟ ولماذا؟

هذا يعتمد على نوع العمل.

مثلًا في تأليف الكتب أرتاح في العمل بشكل مستقل للتركيز اكثر، ولكي اسمح لحدسي أن يلهمني دون تأثير من أحد.

وبعض الاعمال مثل التجارة والتسويق أفضل العمل مع فريق لتبادل المعلومات والخبرات.

🖋️ ماذا تقرأين الآن؟

🖋️ كلمة أخيرة؟

كلمة اخيرة هي عبارة عن نصيحة لكاتب المحتوى:

ثق بقدراتك واؤمن بحدسك ، تعلم وطور نفسك بالقراءة والكتابة ولاتسمح لااحد ان يقول لك انت لاتستطيع جرب بنفسك واصنع ذاتك

ضيفتنا الثانية:: أميرة 👸🏽

🖋️ عرفينا بنفسك! من أنت؟

أميرة، كاتبة محتوى وأخصائية اجتماعية والبقية تأتي بعد ذلك.

🖋️ صِفِ لنا -باختصار- روتينك اليومي ككاتبة محتوى؟

وقتي تحكمه مسؤولياتي كوني أم، فأنا أعمل بشكل مستمر تحت الضغوطات والتحديات، فالعمل الحر لايحكمه وقت محدد كما تعلمون.

أبدأ صباحًا باستقبال الرسائل والاستفسارات والطلبات، والرد عليها تباعًا.

ومن ثم التنسيق للعمل وبعد ذلك ابدأ بانجاز المهام اليومية لتسليم الاعمال، حتى أنهي جميع التزاماتي وأعود للكتابة في حسابي والتواصل مع الزملاء بحرية كما أحب، فأنا أجد بأن هذه مكافأتي مع كوب قهوة بعد يومٍ شاق.

🖋️ هل يمكنكِ إخبارنا بشيء لا يعرفه جمهورك عن أسلوبكِ في الكتابة؟

أكتب كما لو أني أرسم أو أحيك قطعة صوف في ليلة شتاء ممطرة.

ما إن تبدأ الفكرة بالبزوغ في مخيلتي أنعزل عما حولي تمامًا.

فلا الأصوات تعنيني، ولا المكان ولا الناس.

كتبت في أروقة المستشفيات وعلى كراسي الانتظار وفي مواقف السيارات وأثناء التسوق، لأن الكتابة الهام والالهام لا تحكمه ظروف أو وقت.

فأنا أرى بأن كل وقت صالح للكتابة لطالما وجدت الفكرة.

🖋️ بمجرد نشر قطعة المحتوى، كيف تروجين لها عادةً؟

كل مشروع أنجزه يترك بداخلي أثر عميق، فأنا ممتنة جدًا لنعمة الانجاز، لذا أرى التسويق والترويج لأعمالي من منظور مختلف قليلًا؛ فأنا أهتم وجدًا بتلك الطاقة الجميلة التي تنعكس علي بعد التسليم وبعد التماس مشاعر الرضا والثناء من العملاء.

لذا إن كان المحتوى في مجال جديد فأشارك تحدياتي في انجازه والدروس المستفادة منه، وإن كان غير ذلك فأنا أذكر المميزات التي جعلتني أقبل به أولًا وماذا أضفت له حتى جعلت منه عملًا يستحق الفخر.

🖋️ كيف تحافظين على حماستك أثناء المشاريع المُتعبة؟

بالتفكير في النتيجة النهائية، وباعتباره تحدي جديد وأنا لا تهزمني التحديات.

🖋️ ما أكثر شيء تستمتعين به في الكتابة؟

الكتابات الابداعية بشكل عام.

🖋️ حدثينا عن مشروع فشلتِ فيه والدرس الذي تعلمته؟

في بدايتي قبلت العمل على مشروع لجهة تعليمية.

لم أفشل فعليًا ولكني لم أشعر بأني قدمته كما يرضيني، وذلك يعود لقلة خبرتي و لرغبتي المستميتة في النجاح وارضاء العميل. سلمت العمل ولكني لم أترك بصمة مميزة!

تعلمت من ذلك أن أوفق بين الطرفين ونصل لنقطة التقاء وأن أبتعد عن المجاملة (حتى من الناحية المادية👍🏻).

🖋️ ما التحديات التي واجهتها خلال مشروعكِ الأخير؟ وكيف تعاملت معها؟

عملت على ٣ أعمال في وقت واحد:

  1. خطاب وطني لجهة رسمية سوف يتم القاءه في دولة أخرى.
  2. سيناريو موشن جرافيك
  3. محتوى معلوماتي لإحدى الشركات.

وأكبر تحدي واجهني هو مرض أطفالي ومن ثم مرضي وضيق الوقت، و على الرغم من ذلك تم التسليم ولله الحمد، لذا فأنا أكررها دومًا.

"لن يهزم من حمل الفكرة في عقله وشعر بها بقلبه وكتبها بجميع حواسه👍🏻"

🖋️ ماذا تقرأين الآن؟

أقرأ في مجال الصيانة والتخطيط للمشاريع "لعمل ما"

🗳 اطلب خدمات أ. أميرة قبل فوات الآوان 🗳

أداة سحرية من الـ 📦

كثيرًا ما نتلقى نصائح يصعب تطبيقها؛ على سبيل المثال: دعّ التحرير والتعديل للنهاية. درّب نفسك على التخلي عن (محررك الداخلي) وامنح عبقريتك الإبداعية حرية الانطلاق بتعبير غير محدود.

لكن ما إن تظهر كلماتنا أمامنا، حتى تنهار مقاومتنا وتستيقظ ثورة محررنا الداخلي! وما بين تعديل كلمةٍ هنا، واستبدال هذه بتلك هناك، يجفّ نهر التدفق رويدًا رويدًا.

اليوم، جئتك بحلٍ سحري: ilys

فكرة الأداة بسيطة: 

كل ما يمكنك فعله -أثناء استخدامها- هو الكتابة: لا يمكنك التراجع، ولا التعديل أو الحذف، ولا حتى رؤية ما كتبته حتى تصل هدف عداد الكلمات (الذي تُحدده مع بدء جلسة الكتابة). عندها فقط يمكنك تعديل نصك بالطريقة التي تريدها.

غالبًا ما يساعدك الفصل بين عمليتي الكتابة والتحرير على تحسين جودة المحتوى والكتابة بشكل أسرع.

من خارج الـ 📦

المساحة الشاسعة من خارج الصندوق لعدد اليوم مُخصصة لمشتركيّ منصة (رديف)::

💜 سرد أ. تغريد لذكريات أجدادها عن الجوع مؤلم ومؤثر.

💜 كذب الأطفال مشكلة مؤرّقة (أتحدث عن خبرة). فلا يسعني شكر أ. نادية ميرة بما يكفي لنشرها تدوينة شاملة حول الموضوع.

💜 أحب قراءة ومشاركة تجارب صوم الدوبامين، وها هي صديقتنا حنين حاتم تنجح في الانقطاع عن فيسبوك مدة شهر. تهانينا!

💜 تشوقت بعد قراءة أولى تدوينات الشاعر والمدون والكاتب حامد الخطيب عن موضوع (الأوغاد الرقميون). وأتمنى أن يستكمل السلسلة.

💎 وأخيرًا، نترككم مع إحدى جواهر المؤسس (يونس بن عمارة):: كيف تُوازن بين قراءة الكتب والمقالات وهل سيؤثّر إيثار المقالات على الكتب على معرفتك؟

انتهى العدد 🔚 😭

مشاركة
الكتابة داخل صندوق!

الكتابة داخل صندوق!

عن الكتابة وطقوسها غير المحكية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الكتابة داخل صندوق!