لماذا لا يمكنك التواصل معي 📵، ولما عليك أن تحذو حذوي؟ 🏃🏽 - العدد #22

بواسطة م. طارق الموصللي #العدد 22 عرض في المتصفح
هذه مجرد ترجمة تدوينة😳، أما الحقيقة: رسالتك مُرحب بها في أي وقت 🤗

ربما لاحظت أنني غير متاح "Unreachable" عمليًا. تعمدت ذلك لأتمكن من قضاء وقتي كيفما أشاء. نادرًا ما أستخدم البريد الإلكتروني وأغلقت صناديق الوارد في كل منصة؛ نهجٌ أعتمده منذ سنوات.

أقرأ التغريدات العامة المُرسلة إلي، وأرد كلما تسنّى ليّ الوقت، لكن لا أتلقى -مطلقًا- الرسائل الخاصة.

تعلمت معظم الأمور المتعلقة ببناء الشركات الناشئة عن طريق التطبيق، ووضعت كل ما أعرفه في كتاب (أُحدّثه كل بضعة أسابيع).

هل أعاني غرورًا من نوعٍ ما؟ 🤳

لا أعلم🤨، لكن إن كنت تقصد السبب الذي دفعني لفرض حدود قاسية حولي، فلأنني أمتلك نظرية بسيطة مفادها الآتي:

يتألف اليوم من 24 ساعة، صحيح؟

  • - 8 ساعات نوم = يبتقى 16 ساعة
  • - 1.5 ساعة للاستحمام والعناية الشخصية وشرب القهوة = 14.5 ساعة متبقية
  • - 4 ساعات من ادارة فريقي وحل المشاكل وإصلاح الخلل في العمل = 10.5 ساعة متبقية
  • - 1 ساعة لقضاء الحوائج اليومية (بقالة - دفع فواتير..) = 9.5 ساعات متبقية
  • - 1.5 ساعة في النادي الرياضي أو ممارسة المشي = 8 ساعات متبقية
  • - 1.5 ساعة للحفاظ على حبل الودّ مع الأصدقاء / العائلة = 6.5 ساعة متبقية
  • - 1.5 ساعة للطهي والأكل = 5 ساعات متبقية
  • - 4 ساعات من العمل العميق Deep work، بناء ميزات/منتجات جديدة = 1 ساعة متبقية
  • - 1 ساعة للأمور العاطفية (ممارسة الجنس - التعبير عن الحُب.. إلخ) = 0 ساعة متبقية

وقتي بالكاد يكفيني😣. فإذا بدأت في الرد على رسائل الجميع، أو إجراء مكالمات أو تنفيذ مشاريع الآخرين، فلن يكون لدي وقت كافٍ في اليوم. هذا يعني أنني سأبدأ في إهمال الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، التغافل عن التريّض، وتخطي الأمور العاطفية، والعجز عن أداء أي عمل عميق بعد الآن.
ستبدأ صحتي وعلاقاتي وعملي في الانهيار ببطء. أعرف هذا لأنه حدث لوقت طويل من قبل. يُجدي هذا الجدول الزمني نفعًا معي ولا أريد تغييره بل لا أحتاج لتغييره أصلًا.

(ولا، لم أنظم يومي على النحو السابق تمامًا، فأنا لست روبوتًا 🤖 ؛ هو مجرد مثال على يوم عادي)

العمل العميق

إذا استمرت الرسائل/المكالمات في تشتيت انتباهي، فلن أتمكن من الدخول في حالة التدفق Flow وسيتأثر عملي الإبداعي سلبًا. أوقفت معظم الإشعارات في حساباتي وأجهزتي مضبوطة -دومًا- على "وضع عدم الإزعاج Do Not Disturb mode" من 00:00 إلى 23:59.

معظم أفكاري الجديدة تتبلور ببطء داخل رأسي على مدى أسابيع.. أشهر وأحيانًا سنوات. ويساعدني التفكير والعمل بدون مقاطعات في الوصول لهذه الحالة. لهذا أحرص على إبقاء حياتي (بعيدة عن الطلب).

ولكن..

أعلم ما تريد قوله، لذا دعني أجِبك قبل أن تسأل 😏

أنت لا تحتاج ملاحظاتي ✍️

يريد الناس رأيي بشركتهم الناشئة ولكن ما يحتاجونه حقًا هو التغذية الراجعة "Feedback" من العملاء. وفي 99.999% من الحالات، لم أكن أحد عملائهم المحتملين.

لن تحتاجني لأجيب عن استفساراتك 🧑‍🎤

أعتبر (مهارة البحث في غوغل) أهم مهارة تعلمتها لاكتشاف الأشياء بسرعة. إذا كنت تسأل دائمًا أشخاصًا آخرين عن كيفية فعل "كذا" و"كذا"، فلن تتعلم هذه المهارة أبدًا! تتمثل قوتك -أيًّا كان مجالك- في القدرة على العمل بشكل مستقل وتلقائي، مما يجعلك شخصًا أصليًا ويزيد احتمالية ابتكارك لأفكار رائعة.

"غرابة الشهرة على الإنترنت" 👾

يصعب تخيل ما يحدث عندما تنشهر على الإنترنت، لكن لتقريب الصورة؛ تخيّل تلقي 50 رسالة يوميًا:

  1. طلبات للعمل معك
  2. طلبات ترويج لمنتجاتٍ أو تطبيقات
  3. قصص حياتية -من عشرات الصفحات- يرويها أصحابها الذين تجهل أسمائهم حتى!
  4. نصائح غير مرغوب بها.. ولم تطلبها أصلًا
  5. تبرّم أشخاص لم يُعجبهم موقعك أو صفحتك..
  6. .. اتهامات من المذكورين أعلاه بـ"الغرور" لأنك لم تردّ على رسالتهم.
  7. .... تهديدات بالقتل (لأنك "تجاوزت حدودك".. بتجاهلهم)

كل ذلك يحدث فقط لأنك انشأت موقع ويب يستخدمه الناس ونشرت بعض التغريدات هنا وهناك!
لذا، وفي مرحلة ما، تدرك أنه من الأفضل إغلاق البريد الوارد والتركيز على العمل.

يعاني بعض أصدقائي المشهورين من نفس المشكلة، ويمتلك المشاهير حقًا قصص أكثر جنونًا. دونك تجربة تيم فيريس Tim Ferriss كمثال حيّ.

عبر صندوق وارد مفتوح للعموم، ستصلني الكثير من الرسائل الغريبة. أفضّل أن أغلق باب التواصل أمام الآخرين لأنهم بخلاف ذلك سيظنون أنني أقرأ ما يرسلونه. الآن يعلم الجميع:

لا، لن أقرأ رسالتك أو رسالة أي شخص آخر.

أعلم أنه أمر محزن لأنني سأخسر نسبة جيدة من الرسائل التي ربما تكون رائعة.

لا أملك الوقت للرد 🛎

إذا رددت على -لنقل 50 رسالة- تصلني يوميًا، بمعدل 5 دقائق لكلٍ منها، فسأستغرق 4 ساعات للرد على الجميع؛ سأخسر وقت العمل العميق! 😟

حتى مثلي الأعلى في الشركات الناشئة، ديريك سيفرز Derek Sivers، الذي كان يرد -كأسطورة حيّة- على كل رسالة تصله؛ توقف مؤخرًا. وتجده الآن يشارك معرفته على شكل كُتب.

"استهلكت الإجابة على أسئلة الناس كل وقتي، لذا استقلت"

ديريك سيفرز Derek Sivers

يبدو ديريك سيفرز منزعجًا بعض الشيء 

يبدو ديريك سيفرز منزعجًا بعض الشيء 

الحياة قصيرة 🔚

أيامنا معدودة. وأريد -مثلك- أن أقضي وقتي المحدود على هذه الأرض بأفضل طريقة. وواثق أن الطريق يبدأ بالاستغناء عن المشتتات بلا رحمة.

سأكون غبيًا إن منحت الأولوية للرد على رسائل الغرباء على حساب طفلتي -الجالسة بجواري- والتي تريد عناقًا، أو إن كان صديقي يرغب بالذهاب في نزهة، أو وصلت حدّ عدم الاتصال بوالدي طيلة أسبوع.

سأخبرك بما لست مهتمًا به 😑

😐 لست مهتمًا بفرص التعاون، إذ أحب العمل بمفردي. أو مع الأشخاص الذين أوظِّفهم. إن كنت أبحث عن موظف فسأجدك ولن تحتاج لمراسلتي.

😐 لست -ولن أكون- مهتمًا بالعمل ضمن أحد منصات العمل الحرّ، فلطالما كان هدفي ألا أكون مرؤوس مطلقًا، ويصعب العمل معيّ على أي حال، وأكسب ما يكفي حتى لا أحتاج إلى ذلك.

😐 لست مهتمًا بإصلاح طابعتك أو جهاز توجيه WiFi.

😐 لم أعد مهتمًا بالظهور في الصحافة، لأنني مررت بالعديد من التجارب السيئة حيث أقتصّ الصحفي كلماتي من سياقها، وحوّل ما تمنيت أن يكون مقالًا مثيرًا للاهتمام إلى مقال ناجح.. لإنهاء مسيرتي المهنية!  لست الوحيد الذي مرّ بموقفٍ كهذا، فتلك -للأسف- الطريقة التي تجني بها وسائل الإعلام مالًا هذه الأيام.

😐 لا أدعم مواقعي فنيًا، وبدلاً من ذلك، جعلت معظمها ذاتي الخدمة، ووظفت أشخاصًا لدعم العملاء. جُل تركيزي على تطوير المنتج فحسب.

😐 لست مهتمًا بترجمة مواقعي/كتبي، أو تحويل محتواهما لنسخ صوتية أو ورقية، أو إعادة توزيعه. أعمل بمفردي وسعيد باحتفاظ بنسبة 100% من أرباحي. وبالنسبة ليّ: ترجمة جوجل تفي بالغرض (*).

😐 لست مهتمًا -إطلاقًا- بإجراء مكالمات أو المشاركة في تدوينات صوتية أو الانضمام إلى غرف کلوب هاوس "Clubhouse". إلا لو كانت حلقة من برنامج Indiehackers أو بودكاست أحبّه مثل (جو روجان Joe Rogan).

الكلام سهل وغير فعّال، في حين يبقى بناء الأشياء أكثر تحديًا وفعالية لإحداث تغيير في العالم.

هل تعرف أشهر أغاني ألفيس؟ إنها تُدعى:

A little less conversation, a little more action, please

😉

😐 لست مهتمًا باستثمار رأس المال المجازف "Venture capital" أو الاستثمار الملائكي "Angel investment"، فشركاتي بأفضل حالاتها ولدي ما يكفي لإعادة الاستثمار.

😐 كما أنني لا أريد لشركتي أن تدرّ دخلًا بقيمة 100 مليون دولار أو مليار دولار. ويفرض أنني حصلت على مبالغ ضخمة كهذه، فكيف سأنفقه بحق الله؟! بشراء قارب؟ حسنًا وبعد ذلك؟ يبدو ذاك مرهقًا، وسرعان ما لن تعود جزءًا طبيعيًا من المجتمع. الجميع سيضايقك في سبيل المال. لا شكرًا. أنا سعيد بما أنا عليه الآن!

😐 لست مهتمًا -أيضًا- بعروض شراء شركتي. 99٪ من العروض ليست جادة. اختبرت رحلة مفاوضات لمدة 6 أشهر ثم أُلغيت عملية الاستحواذ لأنها كانت خدعة للحصول على قائمة بعملائي. المؤمن لا يُلدغ من جُحرٍ مرتين. ثم، لما أتخلص من تدفق نقدي بهامش مرتفع يجعلني سعيدًا أثناء السعي لجنّيه كل يوم مقابل مبلغ كبير يُقعدني عاطلًا؟

😐 لست مهتمًا بالسفر لإجراء مؤتمرات أو ورش عمل لـ 300 شخص في حين أصل إلى × 1,000 إلى × 10,000 -حرفياً - عدد الأشخاص عن طريق إنشاء منتج/ميزة جديدة، أو كتابة تغريدة أو تدوينة أو مقطع فيديو على اليوتيوب. [الأستثناء الوحيد: مؤتمرًا كبيرًا مثل TED].

🤔 لكن ماذا عن لقاء الناس وتكوين صداقات جديدة؟
😏 لدي بالفعل مجموعة متماسكة من الأصدقاء يساندونني.

________________

(*) أحمق! 😒

________________

إليك ما أنا مهتم به 🤩

🥰 قضاء الوقت مع أشخاص أحبهم.

🥰 قضاء الوقت مع الذين يثيرون فضولي.

🥰 ممارسة أنشطة للحفاظ على صحتي؛ طهي الطعام اللذيذ وتمارين اللياقة البدنية والرياضة وما إلى ذلك.

🥰 السفر إلى أماكن جديدة واستكشافها بمفردي أو مع عائلتي أو أصدقائي.

🥰 تحليل واكتشاف أسرار المشاريع الإبداعية، أو القراءة عن الأشياء التي تثير فضولي، أو العمل على مشاريع جديدة أنا شغوف بها.

🥰 إلهام الآخرين لبناء المشاريع من خلال مشاركة ما أصنعه والكتابة عنه هنا وعلى تويتر.

🥰 فعل كل ما له تأثير على:

  • تسريع حرية الحركة العالمية التي يتيحها العمل عن بعد
  • تسريع انتقال المجتمع نحو الحياة المستقلّة
  • تطبيع الشفافية في الأعمال من خلال الشركات الناشئة الحرّة والرواتب دون سقف.

ربما لا تحتاج لأن تكون متاحًا أيضًا 🥺

مصدر الصورة Pixabay

مصدر الصورة Pixabay

يبدو وضعي استثنائيًا لأن لدي بالفعل شركات ناجحة ولكن ربما لا تختلف كثيرًا عن شركتك، لأنه بغض النظر عن كل اختلافاتنا، ينطبق الآتي على الجميع: 

  • معظم الأشياء تشتت الانتباه، لا سيما في عالم الشركات الناشئة والتكنولوجيا.
  • إذا فكرت في جوهر بناء الشركات، فستجده يتعلق بإنشاء منتج رائع يجذب العملاء الذين سيدفعون مقابله بكل سرور.
  • إذا فكرت في جوهر الحياة، فستكتشف أنه متمركز حول حياة تفخر بها مع أشخاص تحبهم وفي فعل الأشياء التي تحبها مع تقليل المعاناة إلى الحد الأدنى.

لذا، لا ضير من قول "لا". تبنّى الصمت واستعد عن تركيزك الضائع.

مشاركة
الكتابة داخل صندوق!

الكتابة داخل صندوق!

عن الكتابة وطقوسها غير المحكية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من الكتابة داخل صندوق!