عجائب الدنيا 1

16 أبريل 2025 بواسطة نَدَى #العدد 2 عرض في المتصفح
سلسلة عبثيات صنفتها لغرابتها من أعجب ما لاقيت!

إن عجائب الدنيا ليست فقط في معجزاتها وإنما في خرق البشر لقوانينها والخروج عن المألوف وهدم الأُسس المنطقية بأخرى متعارف عليها ، ومنها ما سأقصه عليكم اليوم ، انصتوا لي بآذانكم وافتحوا أعينكم جيدًا، فإن المشهد أعجزني كما أظنه سيعجزكم!
 "كان يا ما كان في جديد الزمان!"وكأي يوم عاديّ مليء بالتعب والعناء والطواف بمسعى الدنيا ..واثناء ركوبي لسيارة الأجرة استعدادً للعودة إلى بيتي الدافئ لأرمي احمال يومي على فراشي واصفو بذهني وحدي دونَ التلوث الضوضائي.وكعادتي المفضلة في تأمل الشوارع المزدحمة بالسيارات ومعالم المحلات والمطاعم ووجوه المارة البائسة من نافذة السيارة، شاهدت في منظر مبكي مخجل طفلًا صغيرًا لا يتعدى عمره الثمانِ سنوات يركض بحماسةٍ بقدمٍ حافية وقدمٍ أخرى بحذاء مقطع ولباس مُرقع، فأنزلت بصري إلى يديه الصغيرة الملطخة بالفحمِ وغبار الأيام فوجدته يمسك كتابًا تتطاير أوراقهُ مع لفحاتِ الهواء. فابتسمتُ أنّ طفلًا بهذا الحال يُقبِل على التعليم ويُرَحب بالقراءة ويُصارعُ بيئته، ولم ألبث ان اكمل الابتسامة والمحاضرة الثقافية هذه في عقلي حتى ظهرت لي يده الأخرى حامل بها سيجارة أحترق نصفها مما يعني انه شرب الكثير منها، ليرفعها على فمه ويضحك ضحكة منافية للأبرياء في عمره. ثم انتهى ركضه أن امسك بمؤخرة دراجة نارية وصعد عليها وهو ينظر لي بتهديدٍ واشمئزازٍ أن أُبعِد عينايّ عنه، ففعلت ذلك على الفور، ليس خوفًا منهُ ولا خشية، بل استكفاءً من بشاعةِ ما رأيت، وعندما التفتُ وجدتهُ أسقط الكتاب الذي معهُ عمدًا لتتفتت أوراقهُ تحت عجلاتِ السيارات، ويذهب ما كتب فيه هباءً منثورا، لم أتعجب، فقط تمنيت أن ينفث دخان السيجارة بعيدًا عن نافذةِ سيارتي!
أنه شعبٌ يُولي العلمَ المقامَ الأخير في كل شيء، حتى في قلوب الأطفال!وعجبي. أترك لكم التعليق!

م. طارق الموصللي1 أعجبهم العدد
مشاركة
شَطرنج

شَطرنج

حوارات مشتركة منكم وإليكم🤍

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من شَطرنج