«لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا...» العدد #1 |
21 يوليو 2025 • بواسطة سـامـي • #العدد 1 • عرض في المتصفح |
«لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا...»
|
|
بادئ بدء صلوا على خير الورى النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم. 1- شرح ديوان كعب بن زهير، د. محمد علي سلامة، ص: 67. |
«لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا...» |
كثيرا ما نلفي هذه "العبارة النبوية" في عدد من الخُطب والمواعيظ والدروس التربوية التي تذكرنا بآخر أيام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، عبارة تحمل في طياتها الكثير من الألم والخوف على المحبوب الذي يُخشى عليه من الأذى والضياع، وتنذر بانقطاع الحبل الواصل بين السماء والأرض، كلمات تزلزل الجماد قبل الحيّ... لأن النور الذي جالسه الصحابة رضوان الله عليهم واستضاءوا به، حان موعد رحيله منهيا بذلك وظيفته الموكولة إليه من الله عز وجلّ. هذا النور الذي قال عنه سبحانه وتعالى: {إنْ هُوَ إلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وقال عنه أيضا: { وإنّك لعلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وسُئِلتْ عنه أمُّنا عائشة رضي الله عنها: كيف كان خُلُقُهُ؟ فتجيبُ: كان خُلُقُهُ القُرآنُ. يخبر المؤمنين والمؤمنات والبشرية جمعاء بدُنوّ موعد الرحيل والالتحاق بالرفيق الأعلى. آخر عام يلقاهم فيه ويودّع الكلّ؛ الحاضر والغائب. |
«لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا...» |
دقيقة لوسمحتم... ليست غايتي الوقوف على العبارة كالوقوف على الأطلال والبكاء والاستبكاء. وإنما للنهوض والاستنهاض. |
لكن هل هذه الوظيفة انقضت وانتهت بوفاته -بأبي هو وأمي-؟ وهل هذه الوظيفة هي حكر على النبي صلى الله عليه وسلم وحده؟ ألا يمكن أن يكون المؤمن داعيا إلى الله يحذو حذو الأنبياء حاجزا لنفسه مقعدا في الرّكْبِ النبوي المُمتدّ من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم؟ وكيف ذلك؟ |
تِلكَ المُصِيبَةُ أَنسَت ما تَقَدَّمَها وَما لَها مِن طِوَالِ الدَّهْرِ نِسيانُ َقصيدة في رثاء الأندلس لأبي البقاء الرندي مطلعُها: لكل شيء إذا ما تمّ نُقصان فلا يُغَرُّ بطِيبِ العيش إنسانُ |
ولعلّ قصة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع العجوز تختزل هذه المسألة عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال أبو بكر لعمر - رضي الله عنهما - بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : انطلق إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزورها، فلما انتهينا إليها بكت. فقالا لها: ما يبكيك؟ أما تعلمينَ أنّ ما عند الله خير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: إني لا أبكي أني لا أعلم أنّ ما عند الله خير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن أبكي أنّ الوحي قد انقطع من السماء، فَهَيَّجَتْهُمَا على البكاء، فجعلا يبكيان معها. رواه مسلم. |
أعود مرة أخرى، الصحابةُ رضي الله عنهم مباشرة بعد وفاته صلوات الله عليه نهضوا واستنهضوا الأنفس ليبقى أمر الدين قائما، ولا يُستَثْنى منهم أحد، فكلٌّ في ثغره وموضعه الذي هو فيه عمل لهذا الدين بما يناسب الزمان المكان. |
«لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا...» |
حينما أخبرهم رسول الله بأن العام المقبل قد لا يلقونه لم يكن يعني ذلك أن كل شيء انتهى، والتعامل الذي كان مع الوحي تعطّل. لا ليس هذا هو المطلوب والمقصود، إن كل شيء ظلّ على حاله ماعدا أن الوحي توقّف نزوله بوفاة خاتم النبيين. |
إن تلقيَّ الوحي بالتدبر في آياته والتأمل في معناها، وتشخيص النفس البشرية والواقع به، والتخلُّق بهُدَاه، والتدبير به. |
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبشروا وأبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا: نعم، قال: فإنّ هذا القرآن سَبَبٌ طرفُهُ بِيَدِ اللهِ وطَرَفُهُ بأيديكم فتمسّكوا به فإنّكم لن تضلّوا ولن تهلكوا بعدَهُ أبداً. الدرر السَنية: صحيح ابن حبان. |
فلعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يلقى أمّته بعد عامه ذاك، ولكن منهجه ورسالات الوحي هي من ستلقاهم. |
وإنما أفُولُ النجم النبوي بِتَرْكِ الأمّةِ لهذا الحبلِ الممدود من السماء؛ تَدَبُّراً وتَدْبِيراً واحتكاما وتَحْكِيمًا، ومِنْ ثَمَّ تأتي نِقْمَةُ الاستبدال، هذا إن لم تسْبِقها لَطَمَاتٌ تُحيِي الأفراد والمجتمعات من الغمرات. |
الختام |
أرجو الله أن أكون قد وفقت في الحديث عن هذا الموضوع والإحاطة بما هو عملي أكثر مما هو نظري. |
وأخيراً أسأل الله أن يرفع عن إخواننا المستضعفين بغزة الجوع والقهر والظلم، وأن يأمن روعاتهم ويسترهم ويغنيهم فهو الغني الحميد. ويكشف الغمة عن هذه الأمة. |
*** |
اقتراحات: |
بعض القنوات التي أحببتها ورأيت أنها هادفة وتنفع الشباب: |
قناة تاريخنا تعرّفت على هذه القناة من خلال أول مقطع فيديو شاهدته للدكتور محمد إلهامي مع مقدم برنامج 100 سؤال في التاريخ. محتوى القناة رائع، وأخص بالذكر سلسلة مائة سؤال مع محمد إلهامي، تستحق المشاهدة والإنصات. |
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. |
التعليقات