نشرة قاف البريدية - سيدة الأشجار في الأشعار

بواسطة قاف #العدد 7 عرض في المتصفح

أهلا أصدقاء قاف..

يظل الجماد جمادًا حتى يتغنّى فيه الأدب، فيتحول إلى كائن حي، ليس حيًا بالمعنى الذي نقصده بطبيعة الحال، ولكن حيًا في ذاكرة التاريخ، فلا ينسى، و لا يُهجر ذكره.

وهكذا كان النخل في الشعر العربي، فكان له أوفر الحظ والنصيب حتى قيل أنه أكثر الأشجار ذكرًا في شعر العرب.

أم الفواكه، وسيدة الأشجار، رمز الحياة في صحراءٍ قاحلة، يُقطف منها العطاء، ولذلك ليس بغريب إن تناولها الشعراء تناولاً حسنًا بكثرة.

يقول ابن سهل الأندلسي:

"أهدى التلاقي صبح وجهك مسفرا

فحمدتُ عند الصبح عاقبة السُّرى

اللهُ أكبرُ قد رأيتُ بك الذي

يلقاهُ كلُّ مكبِّرٍ إن كبّرا

أمنيةٌ كم أبطأت لكن حَلَت

كالنخلِ طاب قطافه وتأخرّا"

فهو يشبّه الأماني التي وإن أتت متأخرة، فهي لا تجيء باردة قد ساء بذلك مذاقها، بل تكون كأطيب قطاف نخلٍ حتى وإن تأخّر.

وبعيدًا - زمنًا - عن ابن سهل، لشعراء العصر الحديث، ما وصفوا به من قصائد، النخول السامقة. يقول أحمد شوقي:

"أهذا هو النخلُ ملكِ الرياضِ

أمير الحقول عروس العزب

طعام الفقير وحلوى الغني

وزاد المسافر والمغترب"

فهو أمير الحقول، إن طاب ثمره، طاب الذي بالحقل كله.

وهذا غازي يصف المدينة التي ارتبط بها «الهفوف» بأم النخيل، وما عهدنا من الأم إلا الحنان:

أمَّ النخيل! هبيني نخلةً ذَبُلتْ

هل ينبتُ النخلُ غضًا بعد أن ذَبـُلا؟

يا أمُّ.. ردّي على قلبي طفولته

وأرجعي لي شباباً ناعماً أفِلا"

وأخيرًا، لعلنا نأخذ بنصيحة المعرّي، أسلوب حياة، إذ يقول:

"كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعًا

يرمى بصخرٍ فيعطي أطيب الثمرِ"

مشاركة
نشرة  قاف البريدية

نشرة قاف البريدية

نشرة قاف: اسمٌ جامعٌ لكل ما اتصل بها، تعددّت أشكالها، واتّسع مجالها، وقلَّ أن تجد أمثالها

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة قاف البريدية