نشرة قاف البريدية - الأعمى البصير |
بواسطة قاف • #العدد 6 • عرض في المتصفح |
|
أهلاً أصدقاء قاف.. |
هل سبق وأن سمعت عن «الأعمى البصير»؟ الأديب الذي استطاع أن يتغلّب على الصعوبات والتحديات في مراحل مختلفة من حياته، والتي جعلت منه عميدًا للأدب العربي. |
وأنت تقرأ سيرة هذا الأديب، تستطيع الجزم بأن العميان ليسوا عميانًا بالضرورة، فقد تُسلب منهم أبصارهم، ويمنحون بدلاً من ذلك بصيرةً نافذة. وهذا الذي كان للدكتور طه حسين، حديث هذا العدد، من النشرة. |
فمن عدوى في العين أصابته وعمره ثلاثُ سنوات، تفاقمت بسبب سوء التعامل مع حالته الصحية، وأدت إلى أن يفقد بصره، إلى أن يملأ الدنيا ذكرًا، ويشغل الناس حتى يومنا هذا. |
المتّتبع لسيرة طه يلاحظ نبوغًا بدأ من طفولته، بدأ من حفظه للقرآن في سن التاسعة، ثم ارتحاله من قريته بجنوب مصر، للقاهرة حيث بدأ دراسته في الأزهر، وعمره آنذاك ثلاثة عشر سنة. |
تتوالى بعد ذلك رحلة العميد العلميّة، من دخوله لجامعة القاهرة، وحتى حصوله على الدكتوراه فيها، كأول طالب ينالها. |
كان يجد لذّته في قراءة الأدب، والتعرّف على روّاده. |
وبسبب نهمه العلمي، التقى برفيقة دربه وزوجته سوزان، والتي قاسمته الحياة بدروبها الوعرة. قرأت له الكتب، أثناء دراسته في جامعة السوروبون الفرنسية، وكانت بصره الذي حُرم منه. |
لم يتوانى طه، في القول بمختلف الآراء الجريئة، والتي تصادم فيها مع المجتمع، منه رأيه عن أن «مجنون ليلى» شخصية خياليّة، والذي قال فيه: |
"أزعم أن قيس بن الملوح إنما هو شخص من هؤلاء الأشخاص الخياليين، الذين تخترعهم الشعوب لتمثيل فكرة خاصة..إلخ" |
وعلى الرغم من تعاقب السنين، إلا أن آراءه وكتبه لا زالت موضع اهتمام حتى الآن. وهكذا هم العظماء، يخلّدهم التاريخ؛ تقديرًا لإسهاماتهم فيه. |
مضى على رحيل طه حسين، ما يزيد عن 50 عامًا، ولا زالت مقولاته تتداول حتى الآن، ولعل من أبرزها ما قال: |
"إياك و الرضى عن نفسك فإنه يضطرك إلى الخمول، وإياك والعجب فإنه يورطك في الحمق، وإياك والغرور فإنه يظهر للناس كلهم نقائصك كلها ولا يخفيها إلا عليك". |
التعليقات