قاعدة في القانون التجاري أيقظتني

أؤمن بأن أحياناً سرد القصة علناً يكون أكثر فائدة من الصمت عنها، إليكم واحدة من قصصي المهنية.

قبل عدّة سنوات كنت أتقدّم لأي فرصة فيها إعلان: "نبحث عن كاتب محتوى" عَملت مع بعض الجهات مقابل مبلغ زهيد وأحياناً بلا مقابل على الإطلاق. رغم أني بدأت تقديم مهارتي في الكتابة بهدف كسب المال إلا أن العائد لم يأتِ فوراً!

غاب عن ذهني حينها أن الموهبة وحدها لا تكفي ووجودك في عالم الشركات، يتطلب التحدث بلغة الأعمال "لغة البزنس".

وقد تزامن عَملي ككاتبة مع دخولي للجامعة .. وتخمينك صحيح! اخترت دراسة تخصص تجاري لأفهم كيف يعمل هذا العالم؟ وما الذي يقود قوانين الأعمال؟ وكيف أضع قوانيني الخاصة ضمن هذا الإطار؟

في أحد الأيام خلال محاضرة من مادة "القانون التجاري" كان الدكتور يتحدث عن حفظ حقوق النشر والتأليف وقال جملة لم أنسها:

It is important to remember that what is protected is not an idea, but the way in which an idea is expressed

"من المهم أن نتذكر أن ما تتم حمايته ليس الفكرة، بل الطريقة التي يتم التعبير بها عن الفكرة"

هذه العبارة كانت قادرة على تغيير طريقة عَملي بالكامل!

أدركت أن الشركة قادرة على إستخدام Ai أو الدفع لشخص آخر لكنها تختارني أنا تحديداً، لأنها لا تدفع مقابل الفكرة بل مقابل الطريقة التي أقدم بها عملي.

وفي البدايات لم أحصل على التقدير المالي الكافي ببساطة لأني لم أُظهر لهم "طريقتي" تلك الآلية السّاحرة التي تميزني.

حينها تغيّرت قواعد اللعبة وبدأت الكتابة تتحول إلى نعيم ومن عمل عشوائي إلى عمل مبني على قواعدي الخاصة.

غداً سأُكمل بقية القصة، حيث التقيت بصديقة عزيزة وحوّلنا عملنا من كُتّاب محتوى إلى كيان تجاري تدفع له الشركات مقابل القيمة التي يُقدّمها.

كيف تستفيد من قصتي ، كمدير مشروع؟

1. الشركة تعول على مهاراتك في حلّ المشكلات ، لا يتم الدفع لك كي "تتحلطم" للإدارة كل شوي.

2. عندما لا تدفع لك الشركة ما ترى أنك تستحقه ، فغالباً لسبب من اثنين: أنت قيّمت قدراتك بشكل مبالغ فيه، وِفق مرحلتك الحالية أو أن هذه الشركة ليست مكانك المناسب وهي مجرد محطة تتعلم منها لتعبر لأخرى تستحقك.

3. نواياك تبقى نوايا ما لم تفصح عنها وتعمل بها. الناس لا تملك قدرة التخمين عما بداخلك بل يحكمون من خلال ما تظهره من أفعال وكلام. تماماً كما أن القانون يحمي "طريقة تنفيذ الفكرة" لا الفكرة نفسها.

4. أظهر التقدير لطريقة عمل كل شخص في فريقك، فلكل فرد بصمته الفنية والتقنية الخاصة في تنفيذ المهام والتميّز الحقيقي يكمن في الأسلوب لا فقط في النتيجة.

شكراً للقراءة ، إنتظروني غداً.