تضارب المصالح ومدير المشروع

توجد فكرة تشغل عقلي من أيام، وهي كيف مدير المشروع يتعامل مع خطر تضارب المصالح في المنظمة؟

وأعتقد أني وجدت الجواب في كتاب من صفر إلى واحد للكاتب بيتر ثييل - يقول:

( من الصعب تطوير أشياء جديدة في مؤسسات كبيرة، والأصعب من ذلك أن تقوم به بنفسك، فالتسلسلات البيروقراطية تتحرك ببطء والمصالح المتأصلة تتجنب المخاطرة وفي معظم المؤسسات التي تعاني خلل عميق: تمثل الإشارة إلى إنجاز العمل، إستراتيجية أفضل للتقدم في الحياة المهنية عن القيام بالعمل بالفعل! )

الكتاب يتحدث عن أن الشركات الناشئة لديها جرأة أكبر على المخاطرة لذلك هي تبتكر أسرع، بينما المؤسسات الكبيرة تفتقر لثقافة الابتكار لأن أخذها للمخاطرة ليس بهذه السهولة.

لو نعكس هذا الكلام على إدارة المشروع، نجد أن مدير المشروع يواجه تحدي مزدوج من جهة هو مسؤول عن إنجاز المشروع بنجاح ومن جهة ثانية لازم يوازن بين المصالح المختلفة والمتضاربة داخل المؤسسة.

لو كنت كمدير تعمل في شركة الناشئة، غالباً حيكون الفريق متحد حول رؤية مشتركة وسهل اتخاذ القرارات وتنفيذها. بينما في المؤسسات الكبيرة تجد أن كل قسم أو مدير له أهدافه الخاصة التي قد تتعارض مع أهداف المشروع وهنا يظهر خطر تضارب المصالح بشكل واضح ويصير من مهام مدير المشروع الأساسية هي:

• رسم رؤية موحدة للمشروع: حتى يجمع الأطراف المختلفة ويقلل من الخلافات الداخلية.
• إدارة التوقعات بذكاء: من خلال التفاوض وتقديم حلول وسطية ترضي الأطراف بدون الإضرار بجوهر المشروع.
• بناء قنوات تواصل شفافة: لضمان عدم إخفاء المعلومات أو وجود أجندات خفية تعرقل سير المشروع.

بكذا يتحول مدير المشروع من مجرد منسق للمهام محدود الصلاحيات إلى قائد يوازن بين تحقيق أهداف المشروع وإدارة شبكة المصالح داخل المؤسسة.

شاركني رأيك.