لا تغرق في التبرير لقرار ما يشتغل.. |
27 مايو 2025 • بواسطة بشرىٰ • #العدد 2 • عرض في المتصفح |
هذا العدد مُستلهم من مبدأ اقتصادي قديم، والعجيب أنه يصف وضع مدير المشاريع لما يصفّي قراراته أثناء سير العمل.
|
|
مبدأ "التكلفة الغارقة - Sunk Cost" يشير لأي مورد تم إنفاقه مسبقاً من (مال-وقت-جهد) ولا يمكن استرداده بالتالي مهم ألا يؤثر هذا الإنفاق على أي قرار مستقبلي. |
نظرياً؟ واضح. |
عملياً؟ نتعثر فيه كثير لأننا بشر مو آلات. |
في سياق الاقتصاد كيف يطبقونه؟ |
في الإنتاج: شركة صرفت ملايين على تطوير منتج لكن السوق تغيّر، لو قررت الاستمرار في التصنيع فقط لأنهم "دفعوا كثير"؟ حيكون قرار خاسر. |
في التوسع بالأسواق: عند تقييم دخول سوق جديدة، ما تُحسب التكاليف السابقة لأن القرار يُبنى على توقعات مستقبلية لا على ما مضى. |
طيب في سياق إدارة المشاريع كيف يُطبّق المبدأ؟ |
أي قرار أنت كمدير تتخذه في المشروع وبعدها المؤشرات تعطيك تنبيه أن القرار يحتاج إعادة نظر فيه.. لو قررت التجاهل؟ فأنت وقعت في فخ التكلفة الغارقة يعني علقت أنت وفريقك مع "قرار ما يشتغل" بينما لو قررت إعادة النظر وتصحيح القرار بالبحث في البدائل؟ أنت كذا نجوت وما ورّطت الفريق ولا استهلكت موارد المشروع التي في الأصل محدودة و ماعندك رفاهية إهدارها. |
مثال شائع: |
قررت تستخدمون برنامج متابعة مهام معيّن وبعد أسبوعين بدأ الفريق يواجه صعوبات (النظام ما يمشي مع طريقة عملهم - معقّد الاستخدام - ما يحتوي على الخصائص اللازمة) وأصريت على الاستمرارية مع المبررات التالية (جهزنا عليه كل الخطط - دفعنا اشتراك سنوي - بدأنا عليه خلاص) ، النتيجة؟ (تأخير في الجدول الزمني - اجتماعات أكثر من اللازم - استهلاك موارد بدون حاجة) |
على الناحية الأخرى حتى ما تغرق أكثر، الأصح تشوف حل بديل من بدري لأن التمسك بالخيار الحالي يستهلك من الإنتاجية أكثر مما يحمي الجهد السابق. |
نرجع للجذور > |
ليش إحنا كبشر (قبل ما نكون مدراء) ما نتقن دائماً فن الخروج من قرارات "التكلفة الغارقة" ؟ |
لأننا بخلاف القوانين الاقتصادية، عندنا دوافع إنسانية منها: |
- نرتبط عاطفياً بالجهد والوقت المبذول مسبقاً |
- نتجنب الإعتراف بالخسارة أو فشل القرار |
-نخاف من لوم الآخرين لنا بأن القرار كان غير دقيق |
لذلك رسالتي لك اليوم كمدير مشاريع هـــي أن : |
المورد الضائع لن يعود لكن في يدك تنظر للبدائل وتنقذ ما يمكن إنقاذه. واتخاذ قرار آخر لا يعني إنك غير مُتقن في عملك بل أنك ناضج إدارياً لأنك تقيّم مستوى نضج قراراتك وتتخلى عن ما لا يخدم المشروع في أقرب لحظة. |
شكراً لقراءتك، وألقاك في الثلاثاء القادم على خير.. |
ولا تنسى أن تشارك النشرة مع مدير مشاريع مُذهل مثلك + شاركني رأيك ، متحمسه لقراءته! |
التواصل الاجتماعيlinktr.ee |
التعليقات