كيف تكتب نصوصا تسويقية تخلق تصورا في مخيلة العميل عن تجربته مع المنتج؟

تخيل أنك مررت بإحدى المحلات التجارية لشراء منتج ما، ما أول ما ستفعله؟ 

على الأغلب ستأخذ المنتج بين يديك، وتشاهده عن قرب لتتمكن من تصور وتخيل تجربتك مع هذا المنتج، لكن هذا الامتياز لا يتوفر لدى العملاء عند التسوق الإلكتروني.

إذن، كيف تكتب نصوص تسويقية تخلق تصور للمنتجات في مخيلة العميل؟

هل يكون في أن «تُخبره» بأن المنتج مميز، فاخر، رائع، …؟

أولاً لنتفق بأن الكتابة بهذه الطريقة تتناول وجهة نظر الكاتب أو العلامة التجارية تجاه منتجاتها كما لو أن شخصاً ما يقول عن نفسه بأنه رائع؟ هل يمكن أن تصدقه وتقتنع بكلامه؟ ستواجه صعوبة في تصديق كلامه، كذلك الأمر يظهر بهذه الصورة حتى بالنسبة للكتابة التسويقية للمنتجات. 

الحل الفعّال الذي يجعل العميل يتصور تجربته مع المنتج، أو يقترب من ذلك كثيرا يكون في تطبيق القاعدة الكتابية التي تقول «أظهر لا تُخبر».

اظهر تميز المنتج وذلك من خلال الإجابة عن: «لماذا هو مميز، فاخر،..إلخ؟ وفي اللحظة التي تحصل فيها على الإجابة استخدم إحدى هذه الطرق لاستخدام قوة (الإظهار)

4 طرق تساعدك على تطبيق قاعدة «اظهر لا تُخبر» في كتاباتك التسويقية

1.استخدم الكتابة الحسية

الكتابة التي تحفّز المتلقي على «الشعور» بإحدى حواسه الخمسة، سواء كان الشعور بمذاق أو برائحة وملمس المنتج أو أيا من الحواس الأخرى السمعية أو البصرية. 

في هذا النوع من الكتابة نستخدم فيه وصف الرائحة أو الملمس والمذاق… وما إلى ذلك، وعندما نستخدم الكتابة الحسية نحفّز الشعور بمزايا المنتج وأوصافه لدى العميل؛ مما يجعله يتصور تجربته مع المنتج 

2. اربط النتيجة/القيمة التي سيحصل عليها العميل بشيء مألوف لديه.

نسهّل على العميل أن يتصور جودة وتميّز منتج/خدمة ما، عندما نربط النتيجة أو القيمة التي سيحصل عليها بشيء مألوف لديه سواء تجربة معينة كان قد مرّ بها وما إلى ذلك من الأشياء المألوفة بالنسبة له، حتى يتمكن من قياس النتيجة والأثر للمنتج

على سبيل مثال عند الكتابة لمعهد متخصص في تقديم دورات في تطوير اللغة الفرنسية، بالإمكان أن نكتب:

«تخيل أن تستمع إلى أغنيتك الفرنسية المفضلة، وتفهم كلماتها بالكامل دون ترجمة».

بالإمكان تكون أغنية أو رواية أو أي شكل من أشكال الفنون والأدب المتصل باللغة، حتى نستطيع من خلالها أن نُظهر له مدى قدرة هذه الدورات على مساعدته على اكتساب اللغة، ونُظهر له النتيجة التي سيحققها بانضمامه إليها.

3. السرد القصصي

بإمكان سرد القصص أن «يُظهر» مزايا أو أثر المنتج/الخدمة بطريقة بسيطة تلامس عاطفة العميل؛ مما يدفعه إلى تخيل وتصور تجربته.

• سرد قصة التحول الذي يقدمه المنتج

• سرد قصة تجربة عميل ساعده المنتج على حل مشكلة ما

4.كن أكثر دقة

سأوضّح لك مدى أهمية أن تكون دقيقا بقدر الإمكان في الكتابة التسويقية من خلال تجربة مررت بها شخصيا، في الرياض كما هو معروف لدينا العديد من تطبيقات التوصيل، والتي تزداد يوما بعد يوم لذلك في أحد الأيام لم أحدد بعد في أي من تطبيقات التوصيل اختاره للطلب

دخلت التطبيق الأول كانت هذه الجملة التي ظهرت لي: "نضمن لك التوصيل في الوقت المحدد"

بينما التطبيق الثاني أظهر لي بدقة الوقت الذي سيستغرقه في توصيل الطلب بجملة: "التوصيل خلال 30 دقيقة"

وبالطبع وقع وتأثير الجملة التي استخدمها التطبيق الثاني كان أقوى مما دفعني لاختياره. في بعض الأحيان الدقة في التحديد عامل مهم ومؤثر "يُظهر" تميز خدمة/منتج ما

تذكّر: تأثير الكتابة التسويقية يكمن في مدى قدرتها على أن "تُظهر" مزايا ومميزات المنتج لا أن "تُخبر"