كيف تكتب نصوصا تتواصل بعمق مع جمهورك؟

في عام 2004 أطلقت (Dove) حملة إعلانية بعنوان الجمال الحقيقي وركزت الحملة في المرحلة الأولى على عرض صور نساء عاديات - بدلا من عارضات الأزياء - وعُرضت الصور في اللوحات الإعلانية وحققت الحملة تأثيرا كبيرا وانتشارا واسع .

تمحورت فكرة الحملة حول أمر يهتم له النساء بشكل كبير وهو «مفهوم الجمال» والأهم تناولت هذا الموضوع بعمق من خلال تعزيز ثقة النساء بأنفسهن وكسر الصورة النمطية عن الجمال لذلك نجحت الحملة الإعلانية آنذاك في زيادة مبيعات "Dove"

ما نجحت به الحملة الإعلانية هو ما أطلق عليه اسم "التواصل العميق مع الجمهور" وهو نوع من التواصل يتناول مواضيع ومخاوف ورغبات عميقة عند الجمهور المستهدف، وبرأيي هذا لا يتحقق إلا من خلال نصوص وأفكار يطغى عليها الطابع الإنساني أكثر من التجاري.

لذلك السؤال الذي ينبغي أن نسأله عند كتابة نصوص إعلانية وتسويقية بشكل عام «كيف نؤثر في الإنسان الذي نستهدف ونتواصل معه بعمق؟» 3 خطوات لكتابة نصوص إنسانية تتواصل بعمق مع جمهورك.

1. التقمّص 🎭

تخيّل أنك في ساحة شاسعة تحتوي على عشرات الآلاف من الأشخاص وجميعهم يوجهون كلامهم إليك لكن من بينهم شخص يتحدث عن ما تبحث عنه، ويتكلم عن نقاط ألمك، ويصف مشكلتك بدقة.

لمن تُنصت؟ على الأغلب سيكون إلى من نجح في "التحدث معك عن ما تمرّ به"

نصل ككتّاب إلى هذه المرحلة، وننجح في التحدث مع الجمهور عن قرب وبصدق حينما نتقن "تقمّص شخصية العميل" والدخول إلى دائرته التي تتضمن اهتماماته ورغباته ومشاكله وحتى مشاعره التي تتعلق بالمنتجات التي نقدمها.

والسؤال الآن، كيف تتقن تقمّص شخصية العميل؟

في كل مرة أشعر فيها بأنني فقدت البوصلة التي توجهني نحو العميل استعمل حيلة بسيطة، لكنها تؤدي الغرض.

ارسم دائرة تُمثّل العميل وأدوِّن بداخلها المشكلة وما ينتج عنها من مشاعر واحتياجه أو الحل الذي يبحث عنه؛ ومن ثم تكون المهمّة كتابة نصوص تتمحور حول ما تتضمنه الدائرة.

2. تجنّب الكليشيهات 🔁

أذكر في أول مرة تصلني رسالة تأكيد طلب تتضمن بعض الثناء على اختياراتي علقت في ذهني العلامة التجارية.

لكن حاليا جميع المواقع والمتاجر الإلكترونية أصبحت تستخدم ذات الجملة والأسلوب مع فارق بسيط جدا؛ مما نتج عنه بأن مثل هذه الرسائل أصبحت بلا تأثير، وتفتقد للتواصل الحقيقي مع الجمهور باستثناء العلامات التجارية التي نجحت في ابتكار أسلوبها الفريد.

لذلك أكثر ما يفقد النصوص التسويقية قيمتها وتأثيرها؛ وبالتالي تفشل في التواصل مع جمهورها هو استخدام "الكليشيهات" حتى أصبحت عشرات النصوص تمرّ علينا دون حتى أن ندرك وجودها، وذلك بسبب استخدام ذات الجُمل والكلمات!

3. استخدم لغة الجمهور 🧑‍🧑‍🧒‍🧒

لغة الجمهور تتجاوز كونها مجرد "كلمات عامية شائعة الاستخدام" بل من الضروري أن تتمحور بشكل دقيق حول الجمهور المستهدف من خلال:

1. استخدام نوع الكلمات التي يستخدمها جمهورك لوصف مشكلته، رغباته، احتياجاته

2. وصف الحالة الشعورية التي يمر بها الجمهور المستهدف في أثناء مروره بالمشكلة وما إلى ذلك.

كان هذا ما أردت مشاركته معك، ألقاك في العدد القادم (: