نشرة مِـدخنه - العدد #8

يعمل دماغ الإنسان بشكلٍ آلي وهو العضور المركزي للجهاز العصبي ولاحظ العلماء على مدى عقود من الدراسة والبحث ظاهرة مهمه جعلت الإنسان يختلف عن باقي الكائنات الأخرى وساهم هذا في تعزيز الهيمنه البشريه ، هذه الظاهره تسمى مسار المكافأت.

في كل مره نحصل على الطعام أو القوه أو المعلومات يتحفز وبشكلٍ تلقائي ومن خلال الدماغ هرمون " الدوبامين"وهو المكافأه التي تتحقق للإنسان إذا تحققت له المتعه التي يبحث عنها ، أى زياده أو نقص في هذا الهرمون يشكل ذلك خطراً على جسم وصحة الإنسان.

محفزات هرمون الدوبامين الطبيعية هي :

1- النوم الكافي 2-الرياضه 3-التعرض لأشعة الشمس

ماسبق عرض مبسط عن هرمون الدوبامين ، أما الآن سأعرض كيف استغلت وسائل التواصل الإجتماعي مسار المكافأت هذا وجلعنا مرتبطين ومدمنيين على هذه التطبيقات.

كل ماتراه على هذه الوسائط قد تمت صناعته بدقةٍ متناهيه وليس اعتباطياً ؛ لقد وجد صُناع هذه التطبيقات المفتاح الرئيسي الذي يجعلنا نستخدم هذه التبطبيقات ولانستغنى عنها.

إن المحك الرئيسي الذي تقوم عليه الشبكات الإجتماعية الرقمية هو "الإعتراف الإجتماعي"فحاجتنا لهذا الإعتراف جعلنا مدمنيين والمكافأه طبعا جرعه من الدوبامين مع كل زر إعجاب ومشاركه وعدد مشاهدات يرتفع أو ينخفض وغير ذلك الكثير وهذا بدوره يحفز هرمون الدوبامين عند صناع المحتوى والمستخدمين بصورة غير طبيعيه كما اعترف أحد مؤسسين فيسبوك شين بيكر " الله وحده يعلم ما الذي نفعله بأدمغة أطفالنا".

يعد إفراز هرمون الدوبامين الأساس الذي تقوم عليه العديد من أنواع الإدمان ، عند دخول المستخدم إلى تطبيقاته المفضله تزداد إشارات الدوبامين المرتبطه بالناقلات العصبية المتخصصه بالمتعه في العقل ثم بعد ذلك يقوم الدماغ يمعالجة اللذه والألم في نفس هذا المكان؛ هذا الإفراز للدوبامين يحدد استخدام هذه التطبيقات على أنها أنشطة يجب تكرارها خاصة بعد الشعور بمشاعر إيجابية أثناء استخدامها .

يكشف خبراء علم الأعصاب أن الدوبامين يعد مقياساً عالمياً لقياس قابلية الفرد لإدمان أي تجربه ، فكلما زاد إنتاجه في مسار المكافأت في الدماغ كانت التجربه أكثر إدماناً.

التعرض المتكرر لنفس المنبه يصبح الميل المبدئي نحو القوة أضعف و أقصر بينما تصبح الإستجابة اللاحقة للألم أقوى وأطول؛ الإفراط في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي يحمل في طياته مجموعه من السلبيات من أبرزها علامات الإدمان الرقمي وقضاء وقت مفرط على هذه المنصات والبحث المستمر عن التفاعل عبرها وعدم القدرة على التحكم في الوقت المنقضى والشعور بالرضا من ردود الأفعال الرقمية وهذا بالتالي يؤدي إلى زيادة في الحاجة للتحقق من المنشورات بشكلٍ دائم.

إذا كيف نستعيد التوازن من هذه السلوكيات المدمرة ، إن التعافي والشفاء من أي سلوك إدماني يحتاج إلى مجاهدة النفس وتحقيق التوازن في الإستهلاك القهري المفرط يتضمن ذلك طرقاً مقترحه لمواجهة هذا النوع من الإدمان :

1- صيام الدوبامين: والهدف منه تقليل التفاعل القهري في وسائل التواصل الإجتماعي وإغلاق إشعاراتها.

2-تخصيص أوقات محدده لاستخدام وسائل التواصل الإجتماعي.

3- وضع أنشطة بديله لملء أوقات الفراغ مثل القراءة والرياضه وممارسة بعض الهوايات المختلفة.

4-تعزيز العلاقات الإنسانية وبناء حياة إجتماعية غنية بالترابط الإنساني .

أخيراً ... لا أقول أن نعود إلى حقبة العصور الوسطي ونهجر هذه التقنيات ولكن من المهم أن نفهم اللعبه التي تمارسها التكنولوجيا ووسائل التواصل الإجتماعي وكيف تستغل مسار المكافأت هذا في أدمغتنا ونتحكم في رغباتنا لنتمكن من السيطرة على أنفسنا ولانتحول لمدمنيين رقميين.

مسلسل كلارك أولفسون ...🎥

مسلسل كلارك يعتبر سيره ذاتية عن أكثر الشخصيات فساداً في المجتمع السويدي وهو كلارك أودرث أولفسون ، ينقل المسلسل حكاية كلارك من طفولته المضطربه مع والده المدمن وحياته البائسه وكيف أثر هذا عليه وينتقل بعدها المسلسل لمراحل حياة كلارك والمرات التي دخل بها السجن وهرب منه حتى اللحظه المفصلية في حياته عندما قررت الشرطة السويديه في السبعينات الميلادية الإستعانة به لإخراج الرهائن التي احتجزها صديقة جان إريك أولسون في بنك كريديت بانكن في أحد أحياء ستوكهولم ، ولدت من هذه الحادثه مصطلح " متلازمة ستوكهولم" التي حيرت أطباء علماء النفس في حينها .

متطفات من عالم الإنترنت ..🛜 

تنظيف واجهة سفينه عملاقه