ما الاستراتيجية الرقمية ؟ - العدد #12

30 نوفمبر 2025 بواسطة عبدالله القرني #العدد 12 عرض في المتصفح
الفصل الاول: هل فعلا تعرف استراتيجيتك الرقمية ام لا ؟

اهلا و سهلا بالساعين للتحول الرقمي، في خلال الفترة الاخيرة كنت اقرء كتاب بعنوان "الدليل العملي الى التحول الرقمي: أتقن الاساسيات بسرعة مع التلميحات، و دراسات الحالة، و النصائح القابلة للتنفيذ" من انطونيو وايس، فا بكل صراحة جتني فكرة ان احاول انشر المعلومات الي اقرئها معكم في نشرات متفرقة من باب نشر المعرفة، و ايضا تلخيص الكتاب.

كبداية خلونا نسأل سؤال بسيط و هو ما هو الاستراتيجية الرقمية ؟

بشكل مختصر الستراتيجية الرقمية هي عبارة عن استراتيجية تهدف انها تنفذ رؤية المنظمة لكن تحتوي على اشياء في الحسبان موجودة بشكل اساسي فيها و تعتبر مكون اساسي لها على سبيل المثال لا الحصر:

1. احتياجات المستخدمين

2. التقنية

3. البنية التحتية

4. الخدمات الرقمية

5. و تدفق البيانات

لكن الستراتيجية الرقمية تجاوب على اسئلة و منهجيات كثيرة لازم انها تحدد من البداية لكي يكون طريق انتقال المنظمة من النقاطة الحالية الى النقطة المرغوبة بشكل واضح، فا بعيدا عن تحديد المدة و واقعية التنفيذ الستراتيجية الرقمية برضو تجاوب على هل راح تتبنى التقنيات الجديدة اول ما تظهر للسوق او تكتفي انها تتأخر و تشوف المنافسين و تتعلم منهم؟ هل راح تخصص حجم استثمارات ضخم للتقنيات الناشئة و تطبقها ام انها تقلل حجم الاستثمارات الى الحد الادنى؟ هل راح تخاطر او انها تكون حذره جدا في اختياراتها ؟ لكن مع الاجابة على كل هذي التفاصيل لازم تكون الاستراتجية في نفس الوقت بسيطة الفهم لغير التقنيين و ايضا محمسة و محفزة للناس و الشركة لصنع التغيير المرجو منها.

وش المشكلة الي تحاول معالجتها الستراتيجية الرقمية اساساً ؟

- الربط بين اهداف المنظمة و هويتها الرقمية: احد ابرز الاسباب هو ربط بين اهداف الشركة و اهدافها الرقمية، لابد من وجود صلة بين اهداف المنظمة و اهدافها الرقمية، لأن عند تواجد هدف لا يساعد المنظمة في الوصول لهدفها، هذا يعني ان الهدف غالبا ما يستاهل ان يكون موجود اساسا ولا يضيف قيمة فعلية للمنظمة.

- لماذا نتغير: احد ابرز الاشياء الي تجاوب عليها الاستراتيجية الرقمي هي الاجابة على سؤال مهم وهو لماذا نحتاج الى التغيير اليوم ؟ الاجابة على هذا السؤال بشكل صادق مهم لأن التغيير صعب و نحتاج الى فهم الاسباب الي تخلينا نتجه للتغيير، لأن في لحظات مهمة يكون الفشل مو خيار اصلا و يكون التغيير هو الطوق الاخير.

- ابني الصلة بين الجزر المفصولة و المعزولة: احد اهم الاشياء الي تعمل عليها الستراتيجية هو ربط الاقسام و الفرق المعزولة بالاستراتيجية لأن شفنا كيف في قصة فورد لما فصلوا قسم فورد الجديد الخاص بالسيارات الكهربائية عن بقية الشركة كيف فشلت فشل ذريع و تكلمنا عنها في هذي النشرة.

- ترتيب الموارد و الاولوليات: من البديهي ان المنظمة ما عندها الجهد او الموارد اللانهائية، فا لازم تحدد ايش من المشاريع الي راح يخصص لها اكبر جهد، موارد و متى راح تنتهي.

- هل انت فعلا تنجح: امر اساسي انه ينحط عوامل اساسية و قياسات بناء عليها نعرف اذا المشروع او عملية التحول هذي جالسة تمشي في المسار الصح او لا، لأن البدء في عملية تحول بدون اي عوامل تعطيك مؤشرات النجاح اشبه بأنك تقود سفينة عملاقة في عمق المحيط بدون اي خريطة ولا اتجاه ولا حتى هدف والي نتيجته الحتمية هي الهلاك.

- ادخل الناس الصح: لما نراجع احد ابرز مشاكل التحول الي تصير للشركات هي انها دائما تشرك الناس الخطأ في الهدف الصح، الدراسات الي صار على التحولات الرقمية للشركات كانت تذكر بشكل مستمر نقص القيادة كأهم عامل مو متوفر، فا توفر الهدف الصحيح مو كافي لتعويض الناس الصح.

لازم تعرف ان مع ان هذي كلها مشاكل تعالجها الاستراتيجية الرقمية الا ان مافي وقت مثالي عشان تبدء لكن هناك عوامل خارجية ممكن تحفزك على البدء و التحرك، و ممكن اخذ ردة فعل على هذي العوامل شي كويس مو شرط انه يكون سيء، لأن لما تكون العوامل الي تحفزك للتغيير مو موجودة، ممكن تعطي للموضوع طابع انه شي للرفاهية و مو اساسي للبقاء، رغم انها ممكن تعطيك الوقت الكافي للتفكير و التخطيط الصح للتحول، لكن مع جهد اعلى لأقناع الناس بضرورة التغيير:

- التغيير في القيادة العليا او الرؤية

- تواجد برامج التحول او مبادرات التحول

- انتهاء صلاحية عقودك التقنية

- انطلاق لمبادرات رقمية او تقنية من المنافسين

- توقعات كبيره من العملاء تكون اعلى من الواقع

و عشان تتسهل الرؤية اقترح الكاتب انطونيو شكل و سماه الرؤية الستراتيجية في صفحة واحدة:

الرؤية الستراتيجية في صفحة واحد كما وصفها انطونيو وايس

الرؤية الستراتيجية في صفحة واحد كما وصفها انطونيو وايس

لكن، بعد ما تكلمنا عن كل هذي التفاصيل ورسمنا الخطط، يجي ببالنا سؤال مصيري ومهم جداً:

مين المسؤول الأول والأخير عن نجاح هذا التحول الكبير؟

هل نرمي الحمل كله على عاتق مدير التقنية (CTO) أو مدير التحول الرقمي (CDO) ونقولهم "هذي شغلتكم، دبروا حالكم"؟

بكل صراحة، الجواب المختصر هو: لا.

النجاح الاستراتيجي للتحول الرقمي هو مسؤولية القيادة العليا في المقام الأول، وتحديداً الرئيس التنفيذي (CEO) ومجلس الإدارة. ليش؟ لأنهم ببساطة هم الوحيدين القادرين على توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة، وهم اللي يقدرون يزيلون العقبات التنظيمية الكبيرة اللي بتطلع في الطريق، والأهم من هذا كله، هم اللي بيدهم يفرضون ثقافة التغيير على المنظمة ككل.

لازم نعرف ان بدون دعمهم الكامل والحقيقي، والي يتجاوز مجرد الكلام المنمق في الاجتماعات، الاستراتيجية الرقمية راح تبقى في الغالب مجرد ملف بوربوينت جميل و متعوب عليه مكانه في الأدراج الرقمية للشركة.

طيب، إذا اتفقنا ان القيادة العليا مسؤولة عن "النجاح العام" وتوفير الغطاء للتحول، مين المسؤول عن "التنفيذ اليومي" على أرض الواقع؟

أكيد الرئيس التنفيذي ما راح يتابع كل تذكرة دعم فني، ولا راح يشرف على كتابة الأكواد أو تصميم واجهات المستخدم بنفسه كل يوم.

هنا يجي الدور المحوري لـالإدارة الوسطى وفرق العمل المتخصصة. المسؤولية اليومية تقع على عاتق قادة التغيير داخل الأقسام، مدراء المنتجات الرقمية، مدراء المشاريع، فرق التطوير التقني، وحتى مدراء الأقسام التشغيلية الأخرى (مثل الموارد البشرية أو التسويق) اللي جالسين يطبقوا الأدوات الجديدة في عملهم.

هدول هم الناس اللي يحولون الرؤية الاستراتيجية العالية من مجرد "كلام كبير" على ورق إلى واقع ملموس وإجراءات عملية يعيشها الموظف والعميل كل يوم. نجاح التنفيذ يعتمد بشكل كلي على فهمهم العميق للاستراتيجية وقدرتهم على ترجمتها لمهام يومية واضحة ومحددة.

في النهاية، التحول الرقمي لعبة جماعية، القائد يرسم الخطة ويوفر الملعب، واللاعبين هم اللي يسجلون الأهداف كل يوم.

أتمنى تكون هذي النشرة خفيفة ومفيدة لكم، ونلتقي في نشرات قادمة نكمل فيها رحلتنا مع هذا الكتاب الشيق.

مشاركة
نشرة العصر الرقمي مع عبدالله

نشرة العصر الرقمي مع عبدالله

نشرة بريدية تتكلم عن التحول الرقمي و تحول الاعمال، انشر بشكل مستمر عن الاشياء الي انا حابب اتعلمها خلال مسيرتي المهنية و برضو معلومات و دروس اشوفها مهمه

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة العصر الرقمي مع عبدالله