من هو القاتل الصامت للأبتكار و التحول ؟ - العدد #11

🚀 رحلة الابتكار: من الفكرة إلى الثقافة

تخيل معي طارق. كان موظف في شركة عريقة وضخمة، متخصصة في بيع الكاميرات الفيلمية. كانت كاميراتهم ماشية ومربحة، تلبي حاجة الناس وزيادة. لكن كل شيء اختلف لما راح طارق وجاب لهم أول كاميرا رقمية. كانت أسرع وأوضح وأكثر تطورًا. لكن يا حسرة، الشركة ما استوعبت حجم التحول، وقررت تقتل فكرة طارق بكل بساطة.

الشركة هذي اليوم تغيرت كثير عن مجدها السابق في سوق الكاميرات الفيلمية، وهي كوداك! أما المبتكر اللي فكرته ماتت عندهم، واللي اسمه الحقيقي هو Steven Sasson، فاليوم نشوف شركات زي نيكون وكانون وسوني ماشية على دربه ومسيطرة. يا لها من مفارقة!

في الجانب المقابل، عندنا شركة كان أساسها التقني متين وراسخ زي قوقل. الأم أنشأت شركة فرعية سمّتها "X" (كانت تسمى Google X سابقًا)، ومن هنا انطلقت أفكار ابتكارية مجنونة وعملاقة! شفنا مشاريع زي:

• السيارات ذاتية القيادة (Waymo اليوم).
• أداة قوية لتطوير الشبكات العصبية للذكاء الاصطناعي (TensorFlow، اللي صارت من أكبر أدوات الـ AI).
• نظارات ذكية كان هدفها تصير هاتفنا المستقبلي (Google Glass).

هنا نشوف الفرق يا سادة. نتكلم عن قوقل، العملاق اللي يدعم التطوير المستمر بـدعم جامح، حتى لو انتهت بعض المشاريع بـ "القتل" بعد ما أخذت حقها من التجربة والتعلم.

💡 كيف نحمي الابتكار ولا نذبحه؟

كم مرة تحمست وقررت تطرح فكرة تحس إنها بتنقل شغلكم لمستوى ثاني، أو على الأقل بتسرّع العملية؟ لكن سمعت الردود المعروفة:

"فكرة ممتازة، بس تحتاج موارد ضخمة عشان نطبقها."

"التمويل كبير جدًا، كيف بنغطي التكاليف؟"

"للأسف، فكرتك ما تدعم توجهنا الحالي."

هذي الردود هي الرصاصة القاتلة للابتكار، وفي النهاية، هي اللي قتلت شركات كبرى!

السؤال اللي لازم نسأله الآن: كيف نقدر نخلق بيئة تمكّن الابتكار؟

هذا سؤال كبير، وصحيح إن الأثر الأكبر يجي من القادة، لكن بالنسبة لك وللجميع، لا تقلق! أنت كمان لاعب أساسي ومهم جدًا في هذه الدائرة.

🎯 للمدير أو قائد الفريق: غيّر طريقة اللعب!

• المنصب والخبرة مو هي المقياس الوحيد: لا تخلّي النقاش محصور على أصحاب الخبرة أو اللي في أعلى الهرم. أحيانًا نقاط الضعف والألم الحقيقي والتعب تكون في قلب العمليات التشغيلية اليومية. مين اللي عالق فيها؟ هو الشخص اللي في "أسفل الهرم" اللي أنت ما تشوف مشاكله بشكل يومي.
• افتح باب النقاش دائمًا: من أكبر قاتلي الأفكار هي عدم فتح باب النقاش، أو الاستماع "بالواجب" بس. المرة الجاية، حاول تكون مُنصِت بوعي وحقيقي، مو مستمع تمثيلي! افهم المشكلة الحقيقية وافهم الحل المقترح بصدق.
• ادعم الفكرة ولا تخاف من الفشل: عدم وجود الدعم (سواء من الإدارة أو قادة الأقسام) ما يقتل الابتكار وبس، يخلّق ثقافة أسوأ بكثير: وهي الخوف من المحاولة. هذا قاتل صامت! دعم الأفكار والمسارعة في التجربة خطوة مهمة عشان تتعلم وتفشل بسرعة، وتحوّل الأفكار إلى واقع ملموس، بدل ما تضيع وقتك في التفكير بالمعوقات بس.

💡 للجميع: انشر روح ثقافة الابتكار!

• خليك "واعي" للي حولك: مع ضغط الشغل، أحيانًا نستسلم لبعض الطرق ونقول: "خلاص، هذي هي الطريقة الوحيدة لعملها". لكن أقدر أؤكد لك: دايمًا في طريقة أسهل، أذكى، وأقل تكلفة! أنت أدرى الناس بشغلك، اكتشافها مقتصر عليك أنت.
• شارك الناس أفكارك: شارك زملائك بأفكارك وطموحك في التحسين. هذا الشيء مو بس ينشر طاقة إيجابية وثقافة حلوة، بل ينشر الأفكار مع كل شخص تقابله، ومع الوقت يصير هذا الابتكار معدي.
• خليك مطلع دايمًا: الاطلاع على آخر مستجدات مجالك أو قطاع شركتك يعطيك ميزة في رؤية فرص التحسين وأماكن الابتكار. الأخبار، التقنيات الجديدة، وحتى شكاوى العملاء (ردودهم) كلها عبارة عن فرص ضايعة تنتظر من يلتقطها.

💭 ختامًا

الابتكار، والتطوير، والتحسين هي ثقافة. والثقافة تنشر وتُدعم من الناس وإلى الناس.

في كتاب "العادات الذرية"، جيمس كلير يتكلم بوضوح عن كيف ممكن عاداتك تتغير بفعل الناس اللي حولك أو بيئة العمل. مثل ما قال محمد الحاجي في بودكاست "آدم"، بيئة العمل تغيّر شخصيتنا كلنا مع مرور الزمن، فما بالك لو كانت هذي البيئة تدور حول ثقافة الابتكار والدعم!

سؤالي لهذا الأسبوع:

حساباتي

لينكدان

Abdullah Alqarni Website

Ultra tech | الترا تيك

لو حابب تحجز جلسة معاي